تمسكوا بهذا العذر عندما دعاهم النبي إلى الطريق المهيع.
فقالوا: يا محمد إلى مَ تدعو؟ قال: «إلى شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وأنّي رسول اللّه، وأنّي الذي تجدونني مكتوباً في التوراة، والذي أخبركم به علماؤكم ان مَخْرجي بمكة ومهاجري بهذه الحرة، يبلغ سلطاني منقطع الخفّ والحافر». فقالوا له: قد سمعنا ما تقول، وقد جئناك لنطلب منك الهدنة على أن لا نكون لك ولا عليك ولا نعين عليك أحداً، ولا نتعرض لأحد من أصحابك، ولا تتعرض لنا ولا لأحد من أصحابنا حتّى ننظر إلى ما يصير أمرك.(1)
قدّمنا إليك موجزاً عن هذه النظرية التي تعتبر النفوذ دليلاً على كون الدعوة حقاً، وانحسار الدعوة على خلافه، وليس هذا إلاّ منطقاً باطلاً لا يدعمه القرآن ولا العقل، فهذا هو الذكر الحكيم يصف لفيفاًمن أنبيائه بأنّهم لم ينجحوا في دعوتهم طيلة حياتهم، فيقول في دعوة نوح: