(وما آمَنَ مَعَهُ إلاّ قَلِيل)(1) وقد قام بالدعوة وإرشاد الناس( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنة إِلاّ خَمْسِينَ عاماً)(2)، فما آمن به إلاّ عدّة قليلة حملهم على الفلك.
إنّ الاعتماد على الكثرة هو منطق الفراعنة، وقد كان فرعون يصف أتباع موسى بقوله: (إِنّ هؤلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُون)(3)، وعلى العكس يصف سبحانه أتباع الحق، ويقول: (إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَقَليلٌ ما هُمْ).(4)
ففي منطق العقل الحصيف لا ملازمة بين صحّة دعوة الداعي وإجابة المدعوين، فربّما يكون الداعي كاملاً في دعوته قوّياً في منطقه، رصيناً في بيانه، إلاّ أنّ الظروف لا تسمح للتجاوب معه والإقبال عليه ، أو يكون المدعوون أُسراء شهوة