قصة ماعز الأسلمي والمخزومية وحاطب بن أبي بلتعة، وحديث عمّار، وفرار بعضهم يوم أُحد، وافتخارهم يوم حنين، وحديث الزبير والحوأب، وحديث قاتل عمّار في النار، وحديث الخلافة والملك، وغير ذلك من الأحاديث النبوية الصحيحة الكثيرة التي فيها تخطئة لأفراد أو جماعات منهم، فالشريعة التي نقلوها لم تأمرنا أن نجعلهم معصومين وإنّما أمرتنا بالأخذ بما أصابوا فيه أو أجمعوا عليه، أمّا ما اختلفوا فيه فينظر أقواها دليلاً.
ثمّ إنّ خطأ الأفراد لا يعني الجميع ولا يعني القدح في حملة الشريعة، بل انّ ردّ الأحاديث السابقة عن أخبار الصحابة فيها قدح غير مباشر في حملة الشريعة، وإلاّ فماذا يعني تضعيف الأحاديث الصحيحة أو صرفها عن معانيها الصحيحة؟!(1)
1-مع الشيخ عبد اللّه السعد في الصحبة والصحابة ،لحسن بن فرحان المالكي:222.