وهم ـ أي أصحابه ـ قد أخذوا منه كلٌّ حسب قابليته واستعداده; فقد بلغت عدّة من أصحابه إلى القمة، كعلي بن أبي طالب، وسلمان، وأبي ذر، والمقداد، وخزيمة بن ثابت، إلى غير ذلك من أصحابه الكرام; كما بلغت عدّة منهم درجة متوسطة في الإيمان والعمل، في حين أخلدت عدّة أُخرى إلى الأرض، وأخفقت في كلا المجالين، ومَن قرأ تاريخ الصحابة يعلم أنّهم لم يكونوا على مستوى واحد في الإيمان والعمل.
إنّ فضيلة الشيخ صالح بن عبد اللّه الدرويش ـ حفظه اللّه ـ من المتحمّسين لعدالة كلّ الصحابة ، فيتصور انّ نقد حياة بعض الصحابة بمعنى جرح الكلّ تغافلاً عن أنّ الصحابة كالتابعين، فكما أنّ جرح بعض التابعين لا يعني جرحهم جميعاً، فهكذا جرح بعض الصحابة.
والعجب أنّ الشيخ ـ حفظه اللّه ـ يتمسّك في إثبات ما يتبنّاه بالعواطف دون البرهان ويقول:
أرأيتم لو أنّ رئيساً أو رمزاً لبلد أو لقومية من القوميات