قرآن فی الاسلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ان هذه الحقائق والمعنويات لا يمكن التعبير عنها بألفاظ محدودة، وانما هي الفات للبشرية من عالم الغيب الى ضرورة استعدادهم للوصول الى السعادة بواسطة الالتزام بظواهر العقائد الحقة والاعمال الصالحة، ولا طريق للوصول الى تلك السعادة الا بهذه الظواهر، وعندما ينتقل الإنسان الى العالم الاخر تتجلى له الحقائق مكشوفة، وهذا ما يدل عليه آيتا سورتي الاعراف ويونس المذكورتان.والى هذا يشير ايضا قوله تعالى: (حّم - والكتاب المبين - انا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون - وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) (1).انطباق الآية على «التأويل» بالمعنى الذي ذكرناه واضح لا غبار عليه، وخاصة لانه قال (لعلكم تعقلون) ولم يقل «لعلكم تعقلونه»، لان علم التأويل خاص بالله تعالى كما جاء في آية المحكم والمتشابه (وما يعلم تأويله الا الله)، ولهذا عندما تريد الآية ان تذكر المنحرفين الذين يتبعون المتشابهات، تصفهم بأنهم يبتغون الفتنة والتأويل ولم تصفهم بأنهم يجدون التأويل.فاذاً «التأويل» هو حقيقة او حقائق مضبوطة في ام