أما الباحثون وكتاب العصر الذين لهم بحوث حديثة في الاديان والمذاهب، فيعتقدون في وحي القرآن والنبوة انه:كان نبي الإسلام نابغة عارفاً بالاوضاع الاجتماعية، وسعى في خلاص البشرية من مهوى الوحشية والانحطاط الخلقي ورفعها الى اوج المدنية والحرية، فدعا الناس الى اعتناق آرائه الطاهرة التي تجلت بشكل دين جامع كامل.يقولون: كان النبي يحمل روحاً نزيهة وهمة عالية، عاش في بيئة يسودها الظلام وتتحكم فيها القوة والاراجيف والهرج الاجتماعي، وتتسم بحب الذات والسيطرة غير المشروع على الاموال، وتتجلى فيها كل مظاهر الوحشية المقيتة.كان النبي في ألم نفسي دائم من هذه البيئة الفاسدة، فكان كلما بلغت الالام في نفسه الكريمة مبلغها يأوي الى غار في احدى جبال تهامة، فيبقى فيه اياماً يخلو الى نفسه، وكان يتوجه بكل حواسه الى السماء والارض والجبال والبحار والاودية والآجام وما وضعته الطبيعة تحت تصرف البشرية من سائر النعم، وكان يأسف على الإنسان المنهمك في الغفلة