بیشترلیست موضوعات مقدمه مقتطف من كلامه فى التوحيد توحيد مقتطف من كلامه فى الرساله الالهيه رسالت مقتطف من كلامه فى الامامه امامت مقتطف من كلامه فى العدل عدالت مقتطف من كلامه فى المعاد رستاخيز قيامت توضیحاتافزودن یادداشت جدید
انظروا الى النمله فى صغر جثها، و لطافته هيتها، لا تكاد تنال بلحظ البصر، و لا بمستدرك الفكر، كيف دبت على ارضها، و صبت على رزقها، تنقل الحبه الى جحرها، و تعدها فى مستقرها. تجمع فى حرها لبردها، و فى وردها لصدرها، مكفول برزقها، مرزوقه بوفقها، لا يغفلها المنان، و لا يحرمها الديان، ولو فى الصفا اليابس، و الحجر الجامس! و لو فكرت فى مجارى اكلها، فى علوها و سفلها، و ما فى الجوف من شر اسيف بطنها، و ما فى الراس من عينها و ادنها، لقضيت من خلقها عجبا، و لقيت من وصفها تعبا! فتعالى الذى اقامها على قوائمها، و بناها على دعائمها! لم يشركه فى فطرتها فاطر، و لم يعنه على خلقها قادر. و لو ضربت فى مذاهب فكرك لتبلغ غاياته، ما دلتك الدلاله الا على ان فاطر النمله هو فاطر النخله، لدقيق تفصيل كل شى ء، و غامض اختلاف كل حى. و ما الجليل و اللطيف، و الثقيل و الخفيف، و القوى و الضعيف، فى خلقه الا سواء. [ ص 270 و 271. ] و ان شئت قلت فى الجراده، اذ خلق لها عينين حمراوين، و اسرج لها حدقتين قمراوين، و جعل لها السمع الخفى، و فتح لها الفم السوى، و جعل لها الحس القوى، و نابين بهما تقرض، و منحلين بهما نقبض. يرهبها الزارع فى زرعهم، و لا يستطيعون ذبها، و لو اجلبوا بجمعهم، حتى ترد الحرث فى نزواتها، و تقضى منه شهواتها. و خلقها كله لا يكون اصبعا مستدقه. [ ص 272. ] و لو اجتمع جميع حيوانها من طيرها و بهمائمها، و ما كان من مراحها و سائمها، و اصناف اسناخها و احناسها، و متبلده اممها و اكياسها، على احداث بعوضه، ما قدرت على احداثها، و لا عرفت كيف السبيل الى ايجادها، و لتحيرت عقولها فى علم ذلك و تاهت، و عجزت قواها و تناهت، و رجعت خاسئه حسيره، عارفه بانها مقهوره، مقره بالعجر عن انشائها، مذعنه بالضعف عن افنائها! [ ص 275. ] ام هذا الذى انشاه فى ظلمات الارحام، و شغف الاستار، نطفه دهاقا، و علقه محاقا، و جنينا و راضعا، و وليدا و يافعا، ثم منحه قلبا حافظا، و لسانا لافظا، و بصرا لاحظا، ليفهم معتبرا، و يقصر مزدجرا، حتى اذا قام اعتدا له، و استوى مثاله، نفر مستكبرا، و خبط سادرا. [ ص 112. ]