و يوثرون على انفسهم
[ بحار الانوار 41/ 44 عن امالى الصدوق: الهمدانى، عن عمر بن سهل بن اسماعيل الدينورى، عن زيد بن اسماعيل الصائغ، عن معاويه بن هشام، عن سفيان، عن عبدالملك بن عمير، عن خالد بن ربعى، قال:... ] ان اميرالمؤمنين عليه السلام دخل مكه فى بعض حوائجه، فوجد اعرابيا متعلقا باستار الكعبه- الى ان قال- فقال: يا فاطمه! عندك شى ء ياكله الاعرابى؟ قالت: اللهم لا، قال: فتلبس اميرالمؤمنين عليه السلام و خرج و قال: ادعوا الى ابا عبدالله سلمان الفارسى. قال: فدخل اليه سلمان الفارسى، فقال: يا ابا عبدالله! اعرض الحديقه التى غرسها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لى على التجار، قال: فدخل سلمان الى السوق و عرض الحديقه، فباعها باثنى عشر الف درهم، واحضر المال واحضر الاعرابى، فاطعاه اربعه آلاف درهم و اربعين درهما نفقه، و وقع الخبر الى سوال المدينه، فاجتمعوا، و مضى رجل من الانصار الى فاطمه عليهاالسلام، فاخبرها بذلك فقالت:آجرك الله فى ممشاك. فجلس على عليه السلام والدراهم مصبوبه بين يديه، حتى اجتمع اليه اصحابه، فقبض قبضه قبضه و جعل يعطى رجلا رجلا، حتى لم يبق معه درهم واحد.فلما اتى المنزل قالت له فاطمه عليهاالسلام: يابن عم! بعت الحائط الذى غرسه لك والدى؟ قال: نعم بخير منه عاجلا وآجلا، قالت: فاين الثمن؟ قال: فدعته الى اعين استحييت ان اذلها بذل المساله، قبل ان تسالنى.قالت فاطمه عليهاالسلام: انا جائعه و ابناى جائعان ولا اشك الا وانك مثلنا فى الجوع لم يكن لنا منه درهم، واخذت بطرف ثوب على (وهنا ليس من باب اظهار الشكوى والكراهيه، بل من باب اظهار ايثاره و ايثارها عليهاالسلام و زهدهما فى الحياه حتى يكون درسا لمحبيهم و شيعتهم) فقال على عليه السلام: يا فاطمه! خلينى. فقالت لا- والله-: او يحكم بينى و بينك ابى. فهبط جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال: يا محمد! السلام يقرئك السلام و يقول: اقرء عليا منى السلام، و قل لفاطمه: ليس لك ان تضربى على يديه، ولا تلزمى بثوبه.فلما اتى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم منزل على وجد فاطمه ملازمه لعلى عليه السلام: فقال لها:يا بنيه! مالك ملازمه لعلى؟ قالت: يا ابه! باع الحائط الذى غرسته له باثنى عشر الف درهم، و لم يحبس لنا منه درهما نشترى به طعاما.فقال: يا بنيه! ان جبرئيل يقرئنى من ربى السلام و يقول: اقرء عليا من ربه السلام، وامرنى ان اقول لك: ليس لك ان تضربى على يديه، ولا تلزمى بثوبه.قالت فاطمه: فانى استغفرالله، و لا اعود ابدا.قالت فاطمه عليهاالسلام: فخرج ابى فى ناحيه و زوجى على فى ناحيه، فمالبث ان اتى ابى و معه سبعه دراهم سود هجريه، فقال: يا فاطمه اين ابن عمى؟ فقلت له: خرج.فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: هاك هذه الدراهم، فاذا جاء ابن عمى فقولى له: يبتاع لكم بها طعاما. فمالبثت الا يسيرا حتى جاء على عليه السلام فقال: رجع ابن عمى؟ فانى احد رائحه طيبه.قالت: نعم، وقد دفع الى شيئا تبتاع به لنا طعاما.قال على عليه السلام: هاتيه، فدفعت اليه سبعه دراهم سود هجريه، فقال: بسم الله والحمد لله كثيرا طيبا و هذا من رزق الله عز و جل، يا حسن! قم معى ، فاتيا السوق، فاذا هما برجل واقف و هو يقول: من يقرض الملى الوفى [ يريد به الله سبحانه و تعالى و هو مصداق قوله تعالى: (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا) البقره: 245. ] ؟ قال: يا بنى! نعطيه؟ قال: اى- والله- يا ابه. فاعطاه على عليه السلام الدراهم.فقال الحسن: يا ابتاه، اعطيته الدراهم كلها؟ قال: نعم يا بنى! ان الذى يعطى القليل قادر على ان يعطى الكثير.قال: فمضى على باب رجل يستقرض منه شيئا، فلقيه اعرابى و معه ناقه ، فقال: يا على! اشتر منى هذه الناقه.قال: ليس معى ثمنها، قال: فانى انظرك به الى القبض [ النظار: المهال قال تعالى: (فنظره الى ميسره). و يريد بالقبض العطاء الذى كان يعطى كل واحد من المسلمين والمجاهدين آنذاك. ] قال: بكم يا اعرابى؟ قال: بمائه درهم، قال على عليه السلام: خذها يا حسن، فاخذه فمضى على عليه السلام، فلقيه اعرابى آخر، المثال واحد، والثياب مختلفه، فقال: يا على، تبيع الناقه؟ قال على عليه السلام: و ما تصنع بها؟ قال: اغزو عليها اول غزوه يغزوها ابن عمك.قال: ان قبلتها، فهى لك بلا ثمن، قال: معى ثمنها و بالثمن اشتريها، فبكم اشتريتها؟ قال: بمائه درهم، قال الاعرابى: فلك سبعون و ماه درهم، قال على (للحسن):خذ السبعين والمائه و سلم الناقه، المائه للاعرابى الذى باعنا الناقه، والسبعين لنا، نبتاع بها شيئا، فاخذ الحسن عليه السلام الدراهم و سلم الناقه.قال على عليه السلام: فمضيت اطلب الاعرابى الذى ابتعت منه الناقه لاعطى ثمنها، فرايت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم جالسا فى مكان لم اره فيه قبل ذلك، و لا بعده على قارعه الطريق.فلما نظر النبى صلى الله عليه و آله و سلم الى تبسم ضاحكا، حتى بدت نواجذه.قال على عليه السلام: اضحك الله سنك و بشرك بيومك.فقال: يا اباالحسن، انك تطلب الاعرابى الذى باعك الناقه لتوفيه الثمن؟ فقلت: اى- والله- فداك ابى و امى.فقال: يا اباالحسن! الذى باعك الناقه جبرئيل، والذى اشتراها منك ميكائيل، والناقه من نوق الجنه، والدراهم من عند رب العالمين عز و جل، فانفقها فى خير و لا تخف اقتارا.مساعده المساكين
[ كشف الغمه 1/ 328: عن ابى جعفر عليه السلام قال:... ] شكت فاطمه عليهاالسلام [ لا يخفى ان امثال هذه الاخبار حتى كهاته التى جاءت بلفظ الشكايه، ليست شكايه بل هى مقدمه تريد بها فاطمه الزهراء عليهاالسلام بيان فضائل بعلها على عليه السلام و اعلانهما للناس، و لعله كان هذا الاسلوب من باب تكليم الناس بلسان القوم. ] الى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليا، فقالت:يا رسول الله، ما يدع شيئا من رزقه الا وزعه بين المساكين، فقال لها:يا فاطمه! اتسخطينى فى اخى و ابن عمى؟! ان سخطه سخطى، وان سخطى لسخط الله، فقالت: اعوذ بالله من سخط الله و سخط رسوله.ما احسن هذا؟
[ عوالم سيده النساء 2/ 1107 عن كشف الغمه، عن اسماء بنت عميس:... ] ان فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قالت لاسماء:انى قد استقبحت ما يصنع بالنساء، انه يطرح على المراه الثوب فيصفها لمن راى.فقالت اسماء: يا بنت رسول الله، انا اريك شيئا رايته بارض الحبشه.قال: فدعت بجريده رطبه، فحنيتها، ثم طرحت عليها ثوبا.فقالت فاطمه عليهاالسلام: ما احسن هذا و ما اجمله، لاتعرف به المراه من الرجل...انى اكره ذلك
[ مصباح الانوار ص 258: عن زيد بن على:... ] ان فاطمه عليهاالسلام قالت الاسماء بنت عميس:يا ام، انى ارى النساء على جنائزهن اذا حملن عليها تشف اكفانهن، وانى اكره ذلك. فذكرت لها اسماء بنت عميس النعش.فقالت: اصنعيه على جنازتى، ففعلت ذلك.و يطعمون الطعام
[ تفسير كنز الدقائق 11/ 116 عن مناقب ابن شهر آشوب: و روى عن الاصبغ بن نباته و غيرهم عن الباقر عليه السلام،... ] و اللفظ فى قوله: (هل اتى على الانسان...) [ الانسان: 1، ] مرض الحسن والحسين عليهماالسلام فعادهما رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فى جميع اصحابه فقال: يا اباالحسن لو نذرت فى ابنيك نذرا عافاهما الله، فقال عليه السلام: اصوم ثلاثه ايام، و كذلك فاطمه عليهاالسلام والحسن والحسين و جاريتهم فضه، فبرئا، فاصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق على عليه السلام الى يهودى... يستقرضه و كان يعالج الصوف، فاعطاه جزه من صوف و ثلاثه اصوع من شعير و قال: تغزلها ابنت محمد صلى الله عليه و آله و سلم فجاء بذلك، فغزلت ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير و عجنته و خبزت منه خمسه اقراص، فلما جلسوا خمستهم فاول لقمه كسرها على عليه السلام اذا مسكين بالباب يقول: السلام عليكم يا اهل بيت محمد، انا مسكين من مساكين المسلمين، اطعمونى مما تاكلون، اطعمكم الله من موائد الجنه، فوضع اللقمه من يده و قال:
فاطمه يا بنت النبى احمد
هذا اسير للنبى المهتدى
مكبل فى غله مقيد مك
بنت نبى سيد مسدد
مكبل فى غله مقيد
مكبل فى غله مقيد
يشكو الينا الجوع قد تقدد
يشكو الينا الجوع قد تقدد
من يطعم اليوم يجده فى غد
من يطعم اليوم يجده فى غد
عند العلى الواحد الممجد
عند العلى الواحد الممجد
امرك سمع يابن عم و طاعه
اطعمه و لا ابالى الساعه
ان الحق الاخيار والجماعه
واسكن الخلد ولى شفاعه
مابى من لؤم و لا وضاعه
ارجو اذا اشبعت ذا مجاعه
واسكن الخلد ولى شفاعه
واسكن الخلد ولى شفاعه
فاطمه بنت السيد الكريم
قد جاءنا الله بذى اليتيم
موعده فى جنه النعيم
حرمها الله على اللئيم
بنت نبى ليس بالذميم
من يرحم اليوم فهو رحيم
حرمها الله على اللئيم
حرمها الله على اللئيم
انى اعطيه ولا ابالى
انى اعطيه ولا ابالى
و اوثر الله على عيالى
و اوثر الله على عيالى
امسوا جياعا و هم اشبالى
امسوا جياعا و هم اشبالى
لم يبق مما كان غير صاع
و ما على راسى من قناع
ايناى والله من الجياع
ابوهما للخير دو اصطناع
عبل الذراعين شديد الباع
قد مجلت كفى مع الذراع
الا عباءا نسجت بصاع
يا رب لا تتركهما ضياع
عبل الذراعين شديد الباع
عبل الذراعين شديد الباع
و اعطته ما كان على الخوان و باتوا جياعا واصبحوا مفطرين وليس عندهم شى ء، فرآهم النبى صلى الله عليه و آله و سلم جياعا فنزل جبرئيل عليه السلام و معه صفحه من الذهب مرصعه بالدر والياقوت مملوءه من الثريد و عراقا تفوح منه رائحه المسك والكافور، فجلسوا واكلوا حتى شبعوا و لم ينقص منها نعمه واحده... و نزل (يوفون بالنذر) [ الانسان: 7. ] و كانت الصدقه فى ليله خمس و عشرين من ذى الحجه و نزلت (هل اتى) فى اليوم الخامس والعشرين منه.