بیشترلیست موضوعات كلمه المركز الكلمة جامع الكلمة صاحبه الكلمه الولاده المباركه حياتها الطيبه محنتها مع الحكام الشهاده المفجعه خاتمه نبويات ولائيات عقائد معارف اخلاق و يوثرون على انفسهم مساعده المساكين ما احسن هذا؟ انى اكره ذلك و يطعمون الطعام عبادات احكام اجتماعيات واغواثاه من الجوع حله من الجنه كسيره خبز تقسيم الوظائف المراه بعد الموت كيف لا ابكى؟ كيف طابت انفسكم؟ على شفير القبر قل للمغيب فاطمه ترثى اباها فى عزاء الرسول ان الممات سبيلنا كنت السواد لمقلتى نعت نفسك الدنيا قد انطفى مصباحى اغبر آفاق السماء ادعيه دعاء النور دعاء يوم السبت دعاء يوم الاحد دعاء يوم الاثنين دعاء يوم الثلاثاء دعاء يوم الاربعاء دعاء يوم الخميس دعاء يوم الجمعه مناقضات سياسيات مناظرات حكم وصايا متفرقات توضیحاتافزودن یادداشت جدید
يا محمد... ان العلى الاعلى يقرئك السلام و يامرك ان تدع الصلاه الآن و تنطلق من فورك الى اهلك خديجه... فان الله عزوجل آلى على نفسه ان يخلق من صلبك هذه الليله ذريه طيبه مباركه.فبادر النبى صلى الله عليه و آله من لحظته، فهو قيد امر الله و مشتاق الى اهله... فخرج يطلب بيت السيده خديجه عليهاالسلام و يقرع الباب كعادته...فلما سمعت السيده خديجه طرق الباب قالت: من الذى يقرع حلقه لا يقرعها الا رسول الله صلى الله عليه و آله...؟ فناداها النبى صلى الله عليه و آله بعذوبه كلامه، و حلاوه منطقه قائلا: افتحى الباب يا خديجه، فانى محمد... و هنا اسرعت السيده خديجه الى الباب تفتحه، مستبشره بالنبى صلى الله عليه و آله و فتحت الباب بلهفه بالغه، وقد ملا البشر وجهها، والسرور قلبها، و هز الشوق فوادها... فطفرت دموع الفرح من عينيها الحزينتين بهذا اللقاء الجميل... و دخل النبى صلى الله عليه و آله البيت... و كان اذا دخل المنزل دعا بالاناء فتطهر للصلاه ثم يقوم فيصلى ركعتين يوجز بهما ثم ياوى الى فراشه...لكن فى هذه المره لم يدع بالاناء، و لم يتاهب للصلاه... بل كان بينه و بينها ما يكون بين المراه و بعلها، و تحلف السيده خديجه عليهاالسلام قائله:(فلا والذى سمك السماء، وانبع الماء... ما تباعد عنى النبى صلى الله عليه و آله حتى حسست بثقل فاطمه عليهاالسلام فى بطنى) [ بحار الانوار: ج 16 (بتصرف). ] و تقول السيره النبويه الشريفه عن هذا الحمل المبارك... انه عند ما هجرت نسوه مكه- المشركات- السيده خديجه عليهاالسلام فكن لا يدخلن اليها (الى بيتها)، و لا يسلمن عليها، و لا يدعن امراه تدخل اليها، و هذا الاجراء كان جزءا من المقاطعه التى فرضتها قريش الشرك على نبى الحق صلى الله عليه و آله ابان بعثته المباركه. و المراه عاده تانس بقريناتها، و ترتاح لسماح حديث بنات جلدتها، فاذا ما تركنها و حدها اثر ذلك فيها وايما تاثير، فاستوحشت خديجه عليهاالسلام من هذه المقاطعه الجائره، و كان جزعها حذرا على زوجها العظيم الذى يتربص به المشركون الدوائر... و قد شاء الله ان لا يدع هذا القطب العامر بالايمان، يعيش حاله من الكابه والتاثر، فانطق الجنين الذى فى بطنها، و جعله يحدث امه و يسلى وحدتها... و دخل النبى صلى الله عليه و آله ذات يوم فسمع السيده خديجه تحدث احدا، فسالها قائلا: يا خديجه من تحدثين...؟ فقالت: الجنين الذى فى بطنى يحدثنى و يونسنى...فقال صلى الله عليه و آله: (يا خديجه هذا جبرائيل يبشرنى بانها انثى... وانها النسله الطاهره الميمونه... و ان الله تبارك و تعالى سيجعل نسلى منها... و سيجعل من نسلها ائمه يجعلهم خلفاء فى ارضه بعد انقضاء وحيه...) [ الزهراء المثل الاعلى: ص 31. ] و لقد ظلت تحدث امها بما يبعث الطمأنينه والدعه والسلوان الى قلبها الشريف طيله ايام الحمل ولم تشعر بطوله ابدا الا لشوقها لترى هذه البنت المباركه... فيالها من عظيمه... و يالها من لمعه مشرقه من قاموس الاعجاز الالهى تظل خالده ابدا الدهر... و آن الأوان... والثمر أينع... والقطاف حان... و وقت ولاده هذه الطاهره اقترب... و لا احد من نساء مكه يلى امرها، و امر امها السيده خديجه عليهاالسلام فى مثل هذا الموقف الصعب والحرج كذلك... واسمع حديث الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام يروى لنا قائلا:فاغتمت خديجه كثيرا، و بينا هى كذلك اذ دخل عليها أربع نسوه سمر طوال كانهن من نساء بنى هاشم ففزعت منهن لما راتهن...فقالت احداهن: لا تحزنى يا خديجه، فانا رسل ربك اليك و نحن اخواتك، انا ساره، و هذعه آسيه بنت مزاحم و هى رفيقتك فى الجنه، و هذه مريم بنت عمران... و هذه كلثوم اخت موسى بن عمران... بعثنا الله اليك لنلى منك ما تلى النساء...فجلست واحده عن يمينها، و اخرى عن يسارها، والثالثه بين يديها، والرابعه من خلفها... فوضعت فاطمة الزهراء عليهاالسلام طاهره مطهره... فلما سقطت الى الارض شرق منها النور حتى دخل بيوت مكه، و لم يبق بيت فى شرق الارض و غربها الا اشرق فيه ذلك النور... و دخل عشرون من الحور العين، كل واحده منها معها طست من الجنه و ابريق من الجنه فيسه ماء... فتناولتها التى كانت بين يديها فغسلتها بذلك الماء... و اخرجت خرقتين بيضاوين اشد بياضا من اللبن، و اطيب ريحا من المسك والعنبر، فلقتها بواحده، و قنعتها بالثانيه، ثم استنطقتها فنطقت فاطمه عليهاالسلام بالشهادتين و قالت:أشهد ان لا اله الا الله... و ان ابى رسول الله سيد الانبياء، و أن بعلى سيد الاوصياء، و ولدى ساده الاوصياء، ثم سلمت عليهن جميعا و سمت كل واحده منهن باسمها. و اقبلن يضحكن اليها... و تباشرت الحور العين، وبشر اهل السماء بعضهم بعضا بولاده فاطمة الزهراء عليهاالسلام... و حدث فى السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، و قالت النسوة: خذيها يا خديجه طاهره مطهره زكيه ميمونه بورك فيها و فى نسلها...فتناولتها فرحه متسبشره، فالقمتها ثديها فدر عليها، فكانت فاطمه عليهاالسلام تنمو فى يوم كما ينمو الصبى فى الشهر، و تنمو فى الشهر كما ينمو الصبى فى سنه...الله. الله. هذه هى المكرمات، و هكذا تكون الولادات، و هكذا هم الانوار البهيه... والمثل لنور الله فى الارض...
حياتها الطيبه
للأصل الطيب، و ظروف الحمل والولاده، تاثير واضح فى حياه الانسان- اى انسان- و هذا ما اكدته البحوث العلميه الحديثه. و فاطمة الزهراء عليهاالسلام ذات الاصل النورانى فى الجنه كماء و لقاح، و وعاه شريف من اصل كريم، و تربه صالحه فى الارض، عند السيد خديجه عليهاالسلام، فاجتمعت فيها نورانيه و روحانيه الجنه، و جمال و افضال الارض فكانت الكوثر المشهور...فاطمه الزهراء عليهاالسلام هى كوثر عظيم فى هذه الارض، و هذا ما نستفيده من تفسير سوره الكوثر المباركه التى تقول:(بسم الله الرحمن الرحيم- انا اعطيناك الكوثر- فصل لربك وانحر- ان شائنك هو الأبتر)... و يروى الرواه: ان احد المشركين من قريش قد عير رسول صلى الله عليه و آله بانه ابتر، اى لا عقب له من الذكور، و ذلك بعد وفاه آخر صبيانه من السيده خديجه عليهاالسلام... و حيث التقى به خارجا من بيت الله الحرام فقال: ما هو الا رجل أبتر، غدا يموت فيموت ذكره.فاغتم رسول الله صلى الله عليه و آله لما سمع من كلامه، فأنزل الله سبحانه هذه السوره، و هى اصغر سوره فى القرآن حجما، صغيره المبنى عظيمه المعنى، تسلى قبل رسول الله صلى الله عليه و آله و تبشره بالكوثر، و تقدح بشانئه، و تتوعده بالبتر و انقطاع العقب. و اختلف الرواه فى الشانى بين ثلاثه من مشركى قريش: بين العاص بن وائل السهمى طريد رسول الله صلى الله عليه و آله، و بين الوليد بن المغيره، و عمروا بن هشام المعروف بابى جهل.الا ان الاقوى انها نزلت بحق العاص بن وائل السهمى الطريد... و كان كما اخبر الله تعالى فى كتابه، حيث انقرض نسل اولئك البعداء و مات ذكرهم، و انتشر نسل رسول الله صلى الله عليه و آله فى الارض و بقى ذكره.ثم لنرجع الى السوره المباركه فنرى ما هو الكوثر المعطى للرسول صلى الله عليه و آله؟ الكوثر لغه (على وزن فوعل) و هو الشي ء الكثير الذى لايمكن احصاوه... اى مبالغه الكثير من اى شى ء كان... و احتار العلماء واختلف المفسرون فى معنى الكوثر، حتى بلغت أكثر من خمسه عشر قولا: فمنهم من ذهب الى انها النبوه والكتاب. و منهم من قال: انها كثره الأتباع والاشياع. و منهم من قال: انها العلم والفضيله.او انها الحوض الوارد ذكره كثيرا فى الاحاديث.او انها نهر فى الجنه.او انها العلم المعطى للرسول صلى الله عليه و آله. و غير ذلك من المعانى التى ذكرها المفسرون لها. و اما اهل البيت عليهم السلام فذهبوا الى انها: كثره الاولاد والذريه، و كما هو معروف ان رسول الله صلى الله عليه و آله لم يبق بعده من نسله الا فاطمه الزهراء عليهاالسلام و لم يرزق احفادا الا منها.اى: ان الكوثر هو فاطمه الزهراء عليهاالسلام. و هذا واضح من خلال السوره المباركه، و ليست بحاجة الى اعمال فكر، و ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه و آله حزن لما مات ابنه، و اغتم عندما سمع قول ذاك المشرك بانه أبتر، فمناسبة النزول ترجح و تفيد انه- سبحانه- اعطى نبيه فاطمه الزهراء عليهاالسلام و منها يجعل النسل المبارك، والذريه الطاهرة الذين سيملئون الارض و يهدون الناس الى سواء السبيل. و من المستبعد على الله الحكيم و خالق الحكمه، ان يسلى قلب رسوله الكريم صلى الله عليه و آله عندما يعيره شانئه بانه ابتر، فيقول له: ان لك نهرا فى الجنه.او يقول له: انا اعطيناك الحوص فى يوم الورود والحساب.او اعطيناك العلم والفضيله، او الكتاب والنبوه...فالعلم والفضيله والكتاب والنبوه كلها لرسول الله صلى الله عليه و آله و اما الجنه و انهارها و حوضها فهو صاحبها و قسيمها فكيف تكون تسليه لقلبه، و هو يعلم انها له و هو سبب دخولها و صاحب بابها و محرابها؟ كل ذلك لا يخلوا من بعد و غرابه، فيلزم ان يكون التفسير الصحيح، و الاقرب الى العقل والواقع هو: انا اعطيناك الكوثر يعنى اعطيناك فاطمه عليهاالسلام. و هى كوثر خير و بركه، و سوف يجعل الله منها ذريته صلى الله عليه و آله و بهم يحفظ الله دينه و شريعته، و يجعلهم امتداد له صلى الله عليه و آله و بهذا يكون اطمئنان قلب رسول الله صلى الله عليه و آله و قره عينه و بصره.فهذا هو العطاء الالهى، و اما التوجيه الالهى الى ضروره الصلاه والنحر على الرسول والامه، فلعله لاجل ان الصلاه ضروره روحيه و قلبيه لاستمرار الصله و استدامه البركات والخيرات من الله، والنحر: دلاله واضحه على التمكين لدين الله و كثره الخيرات والثمرات، اذ الصدقه منماه للمال، و كثره النحر دلاله على كثره النعم والانعام والهدوء السياسى والاقتصادى للامه الاسلاميه الفتيه، التى كان رسول الله صلى الله عليه و آله يطمح فى تقويتها واتساعها. و هكذا يكون تسليه حقيقيه لقلب النبى صلى الله عليه و آله و ذلك بان يطمئن على العقب الذى كانت فاطمه اصله و يطمئن على المشروح الذى يعمل بكل ما فيه و ما اوتى من قوه لتنفيذه، و ه و انتشار الاسلام و اخذه بالزمام.فالزهراء كوثر.. والكوثر هو فاطمه الزهراء عليهاالسلام، و لا يوجد اى انفصال بينهما حقيقه و واقعا، كانت الزهراء عليهاالسلام كوثرا بشريا لا ينضب، و كوثرا اخلاقيا، وانسانيا، و علميا، و جهاديا، و دينيا لاينضب، ولا يمكن ان ينضب، اذ بها تحفظ الرساله السماويه الخاتمه، و من ابنائها يكون مهدى هذه الامه الذى يخرج باذن الله تعالى ليطهر الارض من الكفر والشرك، والطغيان والفساد، و ينشر العدل والحريه بين بنى البشر... اللهم عجل لنا فرجه و سهل مخرجه، واجعلنا من اعوانه و انصاره، وارزقنا الشهاده تحت رايته المباركه المظفره.ثم ان فاطمه الزهراء عليهاالسلام تربت و ترعرعت فى احضان الوحى والنبوه حيث ناغاها ابوها رسول الله صلى الله عليه و آله و لاطفها ملائكه الرحمه، و حفظها ربها (جل و علا) و طهرها من اى رجس و دنس، و نقص و عيب- حاشاها...فقاست الكثير فى طفولتها مع ابيها، و دافعت عنه بيديها الناعمتين، وقدها النحيل النحيف، و دفعت عنه الأذى والاوساخ التى ألقاها بعض الطغاه على راسه الشريف و هو يصلى الى جوار الكعبه... و هى تبكى و ننتحب. و أكلت معه وأطعمته... و سقته و شربت فضل مائه...احبته و عظمته، و عطفت عليه عطف الأم على ابنها و أكثر، فقلدها و ساما عظميا، و علقه على صدر الزمن حين قال: فاطمه ام ابيها...خافت عليه... و ترقبت اثره و خطاه، وعندما جرح فى المعركه غسلت جرحه و ضمدته، و ربما عقمته بدموعها الغزيره.كانت عنده لنفسه كروحه التى بين جنبيه، و كان عندها كل ما فى هذه الدنيا، لقد كان صلى الله عليه و آله لها ابا محبا و راضيا عنها. و بعد ان كبرت هرول المهرولون، و تزلف المتزلفون، واقبلوا الى رسول الله صلى الله عليه و آله و هم يريدون شرف الاقتران بفاطمه عليهاالسلام و لم يعلموا.اولم يفكروا ان هذه العظيمه المطهره الاستثنائيه، تريد ما يريد الله لها، و الذى يريده الله لها رجلا كفوا، و لم يكن لها كفؤ فى الدنيا آدم فمن دونه الا على بن ابى طالب عليه السلام.فكفو تلك العظيمه فاطمه الزهراء عليهاالسلام كان ذلك العظيم على بن ابى طالب عليه السلام فتى الفتيان، و بطل الاسلام، و وصى رسول الله صلى الله عليه و آله و امام الامه من بعده.فعقد الله تعالى قرانهما فى السماء قبل الارض، و شهدت الملائكه واحتلفت. و هبط جبرائيل على رسول الله صلى الله عليه و آله بامر الهى يقول: زوج النور من النور. فقال: ايهما يا اخى جبرائيل؟ فقال: على من فاطمه عليهاالسلام. و هكذا اقترن اعظم عروسين ببعضهما، ببساطه الضياء، و صفاء السماء، و رقه نسمات صباحيه، و رقرقه ينبوعيه و عذوبتها...فاقترنا اقتران الانوار، واعطيا للدنيا عددا من الاقمار اصبحت بهم الارض مشرقه، والعقول متنوره، فكانت حياتها صدى لحياه ابيها العظيم صلى الله عليه و آله و تجسيدا لرساله السماء على الارض تماما دون نقصان... فتأهلت لان يسميها ربها بأسماء مباركه، و ينعتها بأوصاف حسنه، تنبى عن كبير مقامها، و عظيم منزلتها عندالله تعالى. و من اسمائها الشريفه و نعوتها الحسنه:1. فاطمه: لانها تفطم محبيها من النار، و لان الخلائق فطموا عن معرفتها.2. الزهراء: لانها اذا قامت فى محرابها تزهر لأهل السماء و يزهر وجهها للأمير عليه السلام.3. الطاهره: لقوله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا).4. البتول: التى تنقطع الى ربها داعيه متبتله، و لانها لم تر ما تراه النساء من الدم.5. المحدثه: لان الملائكه تحدثها.6.الصديقه: بل هى اصدق الصديقات.7. المباركه: و بركتها واضحه للعيان لا وقد وصفها الله بالكوثر.8. الراضيه: بقضاء الله و قدره.9. المرضيه: عندالله تعالى و عند رسوله الكريم.10. الحانيه: لحنوها على ذويها و اولادها، و شيعتها و محبيها.11. ام ابيها: لحبها و عطفها على رسول الله صلى الله عليه و آله.12. ام الحسنين عليهاالسلام: وهما سبطا هذه الامه و سيدا شباب اهل الجنه.13. التقيه: لانها لم تتحدث التواريخ عن امراه اتقى منها.14. النقيه: من كل دنس و عيب بامر الله تعالى.فالذى يتمعن بهذه الاسماء والصفات النورانيه، يعرف مدى عظمه هذه الانسانه الاستثنائيه فى هذا الوجود من حيث العلم والعمل.فتمثلت الفضيله، و تمثلت فيها الفضيله، حتى صارت فاطمه الزهراء عليهاالسلام تمثل كل الفضائل الحسنه و تجسدها. و اشتملت رداء الوفاء للحق والدين... فاشتملها و زانها الحق المبين، و صارت رمز الوفاء عند الاوفياء لدى الرجال والنساء.هذه العظيمه التى لم تعش من عمر الزمن الا القليل، بل اقل من القليل، بحيث انها استشهدت فى ريعان شبابها و نضارته، و ذلك لانها: و لدت فى 20 جمادى الثانيه عام 5 للبعثه (8 قبل الهجره). و توفيت عام 11 للهجره بعد ابيها بثلاثه اشهر تقريبا، اى ان عمرها الشريف كعمر الورود و الزهور، ثمانيه عشر عاما فقط لا غير.الا انها و بهذه الاعوام اصبحت رمزا من رموز الانسانيه والفضيله، والاسلام والقرآن.
محنتها مع الحكام
محنه فاطمه الزهراء عليهاالسلام من اعظم المحن... و ظلمها كان من اشنع وابشع انواع الظلم.بل كان مفتاحا لسلسله من الظلم المتعمد، والاضطهاد المنظم، والحرب الخفيه والعلنيه ضدها و ضد ابنائها الكرام البرره، و ذريتها (الكوثر) الطاهره، واستمر منذ ذلك الحين و بقى مستمرا الى اليوم و غدا والى ان ياذن الله لنا و للمومنين بالفرج، و لامامنا المهدى عليه السلام بالمخرج (عجل الله ذلك اليوم).فلولا جراه اولئك على فاطمه الزهراء عليهاالسلام لما تجرا احد على ولديها، سبطى رسول الله صلى الله عليه و آله و ريحانتيه من الدنيا، و سيدى شباب اهل الجنه الحسن والحسين عليهماالسلام والائمه الطاهرين بعدهما و محبيهم و شيعتهم.نعم، لقد ظلموا فاطمه الزهراء عليهاالسلام ظلما لايغفر، و غصبوا حقها و حق بعلها اميرالمؤمنين عليه السلام غصبا صريحا لا ياول، و صادروا منها فدكا مصادره ظالمه لا تستر، و غم محاولتهم تغطيتها و توجيهها، و سترها و تاويلها، و فخطبت عليهاالسلام خطبتها الشهيره فى مسجد ابيها رسول الله صلى الله عليه و آله و التى ستقراها فى مطاوى هذا الكتاب باذن الله تعالى، و هى من عيون الخطب، و ابلغ الكلام، واجمل الحديث واشمله، فهى كانت تفصح ببلاغه ابيها، و حماس بعلها، و كان منطقها و مشيتها لا تختلف عن منطق و مشيه رسول الله صلى الله عليه و آله. و اقامت عليهم الحجه... وابطلت دعواهم... وابانت حقها بكل ما ادعته من كتاب و بها العظيم. و خطبت خطبتها الاخرى لنساء المدينه اللاتى اقبلن لعيادتها، و بينت موقفها من المهاجرين والانصار و كيف هى غاضبه على بعضهم، و عاتبه على الباقين، لانهم تخاذلوا عن نصرتها، و لم يطالبوا معها حق ابن عمها و ابنائها الكرام عليهم السلام.نعم، انهم فعلوا افعالا تشيب الاطفال... و فعلت واجبها فى اقامه الحجه و احقاق الحق و ايضاحه الى الامه جمعاء، فسيدتنا فاطمه الزهراء عليهاالسلام عاشت لله والحق، واستشهدت فى سبيل الله والحقيقه، و هى ميزان من موازين الخير والفضيله، و بقعه نور فى ظلمات التاريخ الاسود، و سيف من سيوف الحق الالهيه فوق هامات الظالمين والمنافقين.
الشهاده المفجعه
فى ذلك اليوم الفجيع... و فى تلك الساعات الكئيبه والوجيعه...فى يوم الاثنين 13 جمادى الاولى من سنه 11 هجريه (632 ميلادى)، قطفت زهره الاسلام، و زهراء الرسول صلى الله عليه و آله والانسانيه غيله.لم يعطوا الحياه الفرصه الكافيه لكى تنعم بعبير هذه الزهره الفواحه، فخسرت الحياه اجمل زهراتها واعطرها. و لم يمنحوها عليهاالسلام الفرصه اللازمه لتنير الكون بانوارها البهيه، و تدهشه بعطاءاتها القدسيه. و كما البنفسج والياسمين، او الفل والنرجس الابيض... قطفت سيده نساء العالمين و هى فى ربيع العمر، و نضاره الشباب، و حيويه المومن، و نشاط المجاهد فى الله.قطفوها ظلما و عدوانا، بعد ان آذوها و اذاقوها- روحى فداها- كل ما كان باستطاعتهم من انواع الظلم والاذى، ولم يحفظوا فيها رسول الله صلى الله عليه و آله، بل جاهروها- و امام الجميع- العداء والوقوف فى وجهها وقوف الند للند، والعدو للعدو.فاعلنت عليها السخء واظهرت لهم عدم الرضا، بل والغضب عليهم و على اعمالهم... فاعتزلتهم بعد ان فضحتهم، واعلنت امام الجميع البراءه منهم، واقامت الحجه على الامه و على حكامها عبر الايام والازمان. و فى ذلك اليوم تجلدت واظهرت انها تحسنت من مرضها الذى كان نتيجه اصابتها و اسقاطها جنينها محسنا...فقامت واغتسلت و لبست احسن ما عندها من اللباس، و تطيبت بافخر الطيب، و ودعت ابناءها و بناتها، و خواصها، واستقبلت القبله و سلمت روحها الى بارثها العظيم شهيده مظلومه، تشكو الى ابيها ظلم امته، و جورهم عليها و على عترته من بعده.فبكاها اميرالمؤمنين عليه السلام ورثاها باجمل رثاء... ابكى عليها ملائكه السماء... و بكاها ابناوها الكرام الامامان الهمامان: الحسنان، والسيدتان الجليلتان: الزينبان، و بحق لهم البكاء فمن كالزهراء عليهاالسلام اما؟ و من كبنت رسول الله صلى الله عليه و آله والده؟.لهفى عليك سيدى يا اميرالمؤمنين على هذه الفاجعه، فما اعظم هذه المصيبه عليك و على ابنائك الطاهرين صلوات الله و سلامه عليكم اجمعين.ثم ان اميرالمؤمنين عليه السلام جهزها و صلى عليها و دفنها ليلا، و لم يسمح لاحد من اولئك الظالمين لها بحضور جنازتها- و كان كله بوصيته منها عليهاالسلام- واخفى مكان قبرها الشريف، ليكون شاهد صدق، و ناطق حق عن مدى الظلم الذى جرعوها عليهاالسلام و فداحه الخطب، و كبير الذنب الذى اقترفوه فى حقها...فياويلهم من ربهم، و من وقوفهم امام جبار السماوات والارض، تحاكمهم فاطمه الزهراء عليهاالسلام عند احكم الحاكمين... و من يكن خصمه فاطمه الزهراء عليهاالسلام كان- حتما- من الخاسرين. و سيعلم الذين ظلموا- آل محمد- اى منقلب ينقلبون...