کلمة فاطمة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کلمة فاطمة الزهراء - نسخه متنی

سید حسن شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و صارت الناس فى دهشه و حيره لما قد رهقهم، و هى عليهاالسلام تنادى و تندب اباها: و ا ابتاه، وا صفياه، وا محمداه، وا اباالقاسماه، وا ربيع الارامل واليتامى، من للقبله والمصلى؟ و من لا بنتك الوالهه الثكلى؟.

ثم اقبلت تعثر فى اذيالها، و هى لا تبصر شيئا من عبرتها و من تواتر دمعتها حتى دنت من قبر ابيها محمد صلى الله عليه و آله و سلم، فلما نظرت الى الحجره وقع طرفها على الماذنه فقصرت خطاها، و دام نحيبها و بكاها، الى ان اغمى عليها.

فتبادرت النسوان اليها فنضحن الماء عليها و على صدرها و جبينها حتى افاقت، فلما افاقت من غشيتها قامت و هى تقول: رفعت قوتى، و خاننى جلدى، و شمت بى عدوى، والكمد قاتلى، يا ابتاه بقيت و الهه و حيده، و حيرانه فريده، فقد انخمد صوتى، وانقطع ظهرى، و تنغص عيشى، و تكدر دهرى، فما اجد يا ابتاه بعدك انيسا لوحشتى، و لا رادا لدمعتى و لا معينا لضعفى، فقد فنى بعدك محكم التنزيل، و مهبط جبرئيل، و محل ميكائيل، انقلبت بعدك يا ابتاه الاسباب، و تغلقت دونى الابواب، فانا للدنيا بعدك قاليه و عليك ما ترددت انفاسى باكيه، لا ينفد شوقى اليك، و لا حزنى عليك.

ثم نادت: يا ابتاه وا لباه، ثم قالت:




  • ان حزنى عليك حزن جديد
    كل يوم يزيد فيه شجونى
    جل خطبى فبان عنى عزائى
    او عزاء فانه لجليد



  • و فوادى والله صب عنيد
    واكتيابى عليك ليس يبيد
    فبكائى كل وقت جديد
    او عزاء فانه لجليد
    او عزاء فانه لجليد



ان قلبا عليك يالف صبرا
ثم نادت: يا ابتاه انقطعت بك الدنيا بانوارها، و زوت زهرتها و كانت ببهجتك زاهره، فقد اسود نهارها، فصار يحكى حنادسها رطبها و يابسها، يا ابتاه لازلت آسفه عليك الى التلاق، يا ابتاه زال غمضى منذ حق الفراق، يا ابتاه من للارامل والمساكين، و من للامه الى يوم الدين، يا ابتاه امسينا بعدك من المستضعفين، يا ابتاه اصبحت الناس عنا معرضين، ولقد كنا بك معظمين فى الناس غير مستضعفين فاى دمعه لفراقك لاتنهمل، و اى حزن بعدك عليك لا يتصل، و اى جفن بعدك بالنوم يكتحل، وانت ربيع الدين، و نور النبيين، فيكف للجبال لاتمور، و للحبار بعد لاتغور، و الارض كيف لم تنزلزل؟!

رميت يا ابتاه بالخطب الجليل، ولم تكن الرزيه بالقليل، و طرقت يا ابتاه بالمصاب العظيم، والفادح المهول.

بكتك يا ابتاه الاملاك، و وقفت الافلاك، فمنبرك بعدك مستوحش، و محرابك خال من مناجاتك، و قبرك فرح بمواراتك، والجنه مشتاقه اليك و الى دعائك و صلاتك.

يا ابتاه ما اعظم ظلمه مجالسك، فوا اسفاه عليك الى ان اقدم عاجلا عليك واثكل ابوالحسن الموتمن ابو ولديك، الحسن والحسين، و اخوك و وليك و حبيبك و من ربيته صغيرا، و واخيته كبيرا، واحلى احبابك و اصحابك اليك من كان منهم سابقا و مهاجرا و ناصرا، والثكل شاملنا، والبكاء قاتلنا، والاسى لازمنا.

ثم زفرت زفره و انت انه كادت روحها ان تخرج ثم قالت:




  • قل صبرى و بان عنى عزائى
    عين يا عين اسكبى الدمع سحا
    يا رسول الاله يا خيره الله
    قد بكتك الجبال و الوحش جمعا
    و بكاك الحجون والركن
    و بكاك المحراب والدرس
    و بكاك الاسلام اذ صار فى الناس
    لو ترى المبنر الذى كنت تعلوه
    يا الهى عجل وفاتى سريعا
    فلقد تنغصت الحياه يا مولائى



  • بعد فقدى لخاتم الانبياء
    ويك لاتبخلى بفيض الدماء
    و كهف الايتام والضعفاء
    والطير والارض بعد بكى السماء
    والمشعر يا سيدى مع البطحاء
    للقرآن فى الصبح معلنا والسماء
    غريبا من سائر الغرباء
    علاه الظلام بعد الضياء
    فلقد تنغصت الحياه يا مولائى
    فلقد تنغصت الحياه يا مولائى



قالت: ثم رجعت الى منزلها واخذت بالبكاء والعويل ليلها و نهارها، و هى لا ترقا دمعتها و لا تهدا زفرتها. و اجتمع شيوخ اهل المدينه واقبلوا الى اميرالمؤمنين على عليه السلام فقالوا له: يا اباالحسن ان فاطمه عليهاالسلام تبكى الليل والنهار فلا احد منا يتهنا بالنوم فى الليل على فرشنا، و لا بالنهار لنا قرار على اشغالنا و طلب معايشنا، وانا نخبرك ان تسالها اما ان تبكى ليلا او نهارا.

فقال عليه السلام: حبا و كرامه.

فاقبل اميرالمؤمنين عليه السلام حتى دخل على فاطمه عليهاالسلام و هى لا تفيق من البكاء، ولا ينفع فيها العزاء، فلما راته سكنت هنيئه له، فقال لها: يا نبت رسول الله ان شيوخ المدينه يسالونى ان اسالك اما ان تبكين اباك ليلا واما نهارا.

فقالت: يا اباالحسن ما اقل مكثى بينهم و ما اقرب مغيبى من بين اظهرهم فوالله لا اسكت ليلا ولا نهارا او الحق بابى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

فقال لها على عليه السلام: افعلى يا بنت رسول الله ما بدا لك.

ثم انه بنى لها بيتا فى البقيع نازحا عن المدينه يسمى بيت الاحزان، و كانت اذا اصبحت قدمت الحسن والحسين عليهم السلام امامها، و خرجت الى البقيع باكيه فلا تزال بين القبور باكيه، فاذا جاء الليل اقبل اميرالمؤمنين عليه السلام اليها و ساقها بين يديه الى منزلها.

انهما آذيانى [ كتاب سليم بن قيس 212-211 ضمن ح 52:... ]
كان على عليه السلام يصلى فى المسجد الصلوات الخمس، فلما صلى قال له ابوبكر و عمر: كيف بنت رسول الله؟ قد كان بيننا و بينها ما قد علمت، فان رايت ان تاذن لنا فنعتذر اليها من ذنبنا، قال: ذاك اليكما، فقاما فجلسا بالباب و دخل على عليه السلام على فاطمه عليهاالسلام، فقال لها: ايتها الحره، فلان و فلان بالباب يرديان ان سلما عليك فما ترين؟ قالت:

البيت بيتك، والحره زوجتك، افعل ما تشاء.

قال: شدى قناعك، فشدت قناعها و حولت وجهها الى الحائط فدخلا و سلما و قالا: ارضى عنا رضى الله عنك.

فقالت: ما دعاكما الى هذا؟ فقالا: اعترفنا بالاساءه، و رجونا ان تعفى عنا و تخرجى سخيمتك.

فقالت: فان كنتما صادقين فاخبرانى عما اسالكما عنه، فانى لا اسالكما عن امر الا وانا عارفه بانكما تعلمانه.

قالا: سلى عما بدا لك.

قالت: نشدتكما بالله هل سمعتما رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: «فاطمه بضعه منى فمن آذاها فقد آذانى»؟ قالا: نعم.

فرفعت يدها الى السماء فقالت: اللهم انهما قد آذيانى فانا اشكوهما اليك و الى رسولك، لا والله لا ارضى عنكما ابدا حتى القى ابى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و اخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم فيكما.

قال: فعند ذلك دعا ابوبكر بالويل والثبور، و جزع جزعا شديدا.

فقال عمر: تجزع يا خليفه رسول الله من قول امراه؟ فاطمه تتظلم [ روضه الكافى 376-375، ح 564: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندى، عن احمد بن الحسن الميثمى، عن ابان بن عثمان،... ]
عن محمد بن المفضل قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: جاءت فاطمه عليهاالسلام الى ساريه فى المسجد [ اى: الى اسطوانه و كانت هذه المطالبه والشكايه عند اخراج اميرالمؤمنين عليه السلام للبيعه او عند غصب فدك. ] و هى تقول و تخاطب النبى صلى الله عليه و آله و سلم:




  • قد كان بعدك انباء و هنبثه
    انا فقدناك فقد الارض وابلها
    واختل قومك فاشهدهم ولا تغب



  • لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب
    واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
    واختل قومك فاشهدهم ولا تغب



مع الشيخين [ علل الشرائع 187-1/ 186، ب 149، ضمن ح 2:... ]
لما مرضت فاطمه عليهاالسلام مرضها الذى ماتت فيه اتياها عائدين و استاذنا عليها فابت ان تاذن لهما، فلما راى ذلك ابوبكر اعطى الله عهدا ان لا يظله سقف بيت حتى يدخل على فاطمه عليهاالسلام و يتراضاها، فبات ليله فى البقيع ما يظله شى ء، ثم ان عمر اتى عليا عليه السلام فقال له: ان ابابكر شيخ رقيق القلب، وقد كان مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فى الغار فله صحبه وقد اتيناها غير هذه المره مرارا نريد الاذن عليها و هى تابى ان تاذن لنا حتى ندخل عليها فنتراضى فان رايت ان تستاذن لنا عليها فافعل، قال نعم، فدخل على على فاطمه عليهاالسلام فقال: يا بنت رسول الله قد كان من هذين الرجلين ما قد رايت وقد ترددا مرارا كثيره ورددتهما ولم تاذنى لهما وقد سالانى ان استاذن لهما عليك، فقالت: و الله لا آذن لهما و لا اكلمهما كلمه من راسى حتى القى ابى فاشكوهما اليه بما صنعاه و ارتكباه منى.

فقال على عليه السلام: فانى ضمنت لهما ذلك.

قالت: ان كنت قد ضمنت لهما شيئا فالبيت بيتك والنساء تتبع الرجال لا اخالف عليك بشى ء فائذن لمن احببت.

فخرج على عليه السلام فاذن لهما، فلما وقع بصرهما على فاطمه عليهاالسلام سلما عليها فلم ترد عليهما و حولت وجهها عنهما فتحولا واستقبلا وجهها حتى فعلت مرارا، و قالت: يا على جاف الثوب، و قالت لنسوه حولها: حولن وجهى.

فلما حولن وجهها، حولا اليها فقال ابوبكر: يا بنت رسول الله انما اتيناك ابتغاء مرضاتك واجتناب سخطك و سنالك ان تغفرى لنا و تصفحى عما كان منا اليك.

قالت: لا اكلمكما من راسى كلمه واحده ابدا حتى القى ابى واشكوكما اليه واشكو صنيعكما و فعالكما و ما ارتكبتما منى.

قالا: انا جئنا معتذرين مبتغين مرضاتك فاغفرى واصفحى عنا و لا تواخذينا بما كان منا.

فالتفتت الى على عليه السلام و قالت: انى لا اكلمهما من راسى كلمه حتى اسالهما عن شى ء سمعاه من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فان صدقانى رايت رايى.

قالا: اللهم ذلك لها وانا لا نقول الا حقا و لا نشهد الا صدقا.

فقالت: انشدكما الله اتذكران ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم استخرجكما فى جوف الليل لشى ء كان حدث من امر على؟ فقالا: اللهم نعم.

فقالت: انشدكما بالله هل سمعتما النبى صلى الله عليه و آله و سلم يقول: فاطمه بضعه منى وانا منها من آذها فقد آذانى فقد آذى الله و من آذاها بعد موتى فكان كمن آذاها فى حياتى و من آذاها فى حياتى كان كمن آذاها بعد موتى؟ قالا: اللهم نعم. فقالت: الحمد لله.

ثم قالت: اللهم انى اشهدك فاشهدوا يا من حضرنى انهما قد آذيانى فى حياتى و عند موتى، والله لا اكلمكما من راسى كلمه حتى القى ربى فاشكوكما بما صنعتما بى وارتكبتما منى.

فدعا ابوبكر بالويل والثبور و قال: ليت امى لم تلدنى.

فقال عمر: عجبا للناس كيف ولوك امورهم وانت شيخ قد خرفت تجزع لغضب امراه و تفرح برضاها و ما لمن اغضب امراه، و قاما و خرجا.

شكوت ما نالنا [ بحار الانوار 43/ 218، ضمن 49، عن مصباح الانوار: عن ابن عباس قال:... ] را ت فاطمه فى منامها النبى صلى الله عليه و آله و سلم قالت:

فشكوت اليه ما نالنا من بعده.

فقال لى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: لكم الآخره التى اعدت للمتقين وانك قادمه على عن قريب.

ابكى لما تلقى [ بحار الانوار 43/ 218 ضمن ح 49، عن مصباح الانوار: عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال:... ]
لما حضرت فاطمه الوفاه بكت، فقال لها اميرالمؤمنين عليه السلام: يا سيدتى ما يبكيك؟ قالت:

ابكى لما تلقى بعدى.

فقال لها: لاتبكى فو الله ان ذلك لصغير عندى فى ذات الله.

قال: و اوصته ان لا يوذن بها الشيخين، ففعل.

الداخلون بلا اذن [ كتاب سليم بن قيس 3/ 583:- فى حديث طويل- قال:... ]
فلما راى على عليه السلام خذلان الناس اياه و تركهم نصرته، واجتماع كلمتهم مع ابى بكر، و طاعتهم له، و تعظيمهم اياه لزم بيته، فقال عمر لابى بكر: ما يمنعك ان تبعث اليه فيبايع، فانه لم يبق احد الا وقد بايع، غيره و غير هؤلاء الاربعه، و كان ابوبكر ارق الرجلين وارفقهما وادهاهما وابعدهما غورا، والآخر افطهما واغلظهما واجفاهما، فقال (له) ابوبكر: من نرسل اليه؟ فقال عمر: نرسل اليه قنفذا، و هو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء، احد بنى عدى بن كعب، فارسله اليه، وارسل معه اعوانا، فانطلق فاستاذن على على عليه السلام، فابى ان ياذن لهم. فرجع اصحاب قنفذ الى ابى بكر و عمر، و هما جالسان فى المسجد والناس حولهما، فقالوا: لم يوذن لنا، فقال عمر: اذهبوا فان اذن لكم، والا فادخلوا (عليه) بغير اذن!! فانطلقوا فاستاذنوا، فقالت فاطمه عليهاالسلام:

احرج عليكم ان تدخلوا على بيتى بغير اذن. فرجعوا، و ثبت قنفذ، فقالوا: ان فاطمه قالت: كذا و كذا: فتحرجنا ان ندخل بيتها بغير اذن.

فغضب عمر، و قال: ما لنا و للنساء!! ثم امر اناسا حوله ان يحملوا الحطب.

فحملوا الحطب، و حمل معهم عمر فجعلوه حول منزل على و فاطمه و ابناها عليهم السلام ثم نادى عمر- حتى اسمع عليا و فاطمه عليهاالسلام-:- والله- لتخرجن يا على و لتبايعن خليفه رسول الله، والا اضرمت عليك (بيتك) النار.

فقالت فاطمه عليهاالسلام: يا عمر، ما لنا ولك؟ فقال: افتحى الباب، والا احرقنا عليكم بيتكم.

فقالت: يا عمر، اما تتقى الله تدخل على بيتى؟! فابى ان ينصرف، و دعا عمر بالنار فاضرمها فى الباب، ثم دفعه فدخل، فاستقبلته فاطمه عليهاالسلام و صاحت: يا ابتاه، يا رسول الله.

فرفع عمر السيف- و هو فى غمده- فوجا به جنبها، فصرخت يا ابتاه!

فرفع السوط فضرب به ذراعها...

أ تحرق عليا؟ [ بحار الانوار 38/ 339 ضمن حديث 59 عن نهج الحق، و كشف الصدق،... ]
قال زيد بن اسلم: كنت ممن حمل الحطب مع عمر الى باب فاطمه حين امتنع على و اصحابه عن البيعه، فقال عمر لفاطمه: اخرجى من فى البيت والا احرقته و من فيه،- قال: و فى البيت على و فاطمه والحسن والحسين و جماعه من اصحاب النبى صلى الله عليه و آله و سلم، فقالت فاطمه:

اتحرق عليا و ولدى؟. قال: اى- والله- او ليخرجن و ليبايعن.

أ تريد ان ترملنى؟ [ عوالم سيده النساء 2/ 560 عن تفسير العياشى: عن عمرو بن ابى المقدام، عن ابيه، عن جده:... ]
ما اتى على يوم قط اعظم من يومين اتيا على، فاما اليوم الاول: فيوم قبض رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، واما اليوم الثانى: فوالله انى لجالس فى سقيفه بنى ساعده عن يمين ابى بكر والناس يبايعونه، اذ قال له عمر: يا هذا، ليس فى يديك شى ء مهما لم يبايعك على، فابعث اليه حتى ياتيك يبايعك، فانما هؤلاء رعاع. فبعث اليه قنفذ، فقال: اذهب فقل لعلى: اجب خليفه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. فذهب قنفذ فما لبث ان رجع، فقال لابى بكر: قال لك: ما خلف رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم احدا غيرى. قال: ارجع اليه فقل: اجب فان الناس قد اجمعوا على بيعتهم اياه، و هؤلاء المهاجرين والانصار يبايعونه و قريش، وانما انت رجل من المسلمين، لك ما لهم، و عليك ما عليهم، فذهب اليه قنفذ فما لبث ان رجع، فقال: قال لك: ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال لى و اوصانى ان- اذا واريته فى حفرته- لا اخرج من بيتى حتى اولف كتاب الله، فانه فى جرائد النخل، و فى اكتاف الابل، قال عمر: قوموا بنا اليه. فقام ابوبكر، و عمر، و عثمان، و خالد بن الوليد، والمغيره بن شعبه، و ابوعبيده بن الجراح، و سالم مولى ابى حذيفه، و قنفذ، وقمت معهم. فلما انتهينا الى الباب فراتهم فاطمه صلوات الله عليها اغلقت الباب فى وجوههم، و هى لاتشك ان لا يدخل عليها الا باذنها، فضرب عمر الباب برجله فكسره- و كان من سعف- ثم دخلوا فاخرجوا عليا عليه السلام ملببا. فخرجت فاطمه عليهاالسلام فقالت:

يا ابابكر، اتريد ان ترملنى من زوجى- والله- لئن لم تكف عنه لانشرن شعرى و لاشقن جيبى، و لآتين قبر ابى، ولا صيحن الى ربى.

فاخذت بيد الحسين والحسين عليهماالسلام، و خرجت تريد قبر النبى صلى الله عليه و آله و سلم.

فقال على عليه السلام لسلمان: ادرك ابنه محمد صلى الله عليه و آله و سلم فانى ارى جنبتى المدينه تكفيان. و الله ان نشرت شعرها، و شقت جيبها، واتت قبر ابيها، و صاحت الى ربها لايناظر بالمدينه ان يخسف بها (و بمن فيها)، فادركها سلمان رضى الله عنه، فقال: يا بنت محمد، ان الله انما بعث اباك رحمه، فارجعى.

فقالت: يا سلمان، يريدون قتل على، ما على على صبر، فدعنى حتى آتى قبر ابى فانشر شعرى، واشق جيبى، واصيح الى ربى، فقال سلمان: انى اخاف ان تخسف بالمدينه، و على عليه السلام بعثنى اليك، و يامرك ان ترجعى الى بيتك، و تنصرفى.

فقالت: اذا ارجع، واصبر، واسمع له، واطيع.

قال: فاخرجوه من منزله ملببا، و مروا به على قبر النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال: فسمعته يقول: ي (ابن ام ان القوم استضعفونى) [ الاعراف: 150. ] الى آخر الآيه. و جلس ابوبكر فى سقيفه بنى ساعده، و قدم على، فقال له عمر: بايع.

فقال له على عليه السلام: فان انا لم افعل، فمه؟ فقال له عمر: اذا اضرب والله عنقك.

فقال له على عليه السلام: اذا- والله- اكون عبدالله المقتول، واخا رسول الله ، فقال عمر: اما عبدالله المقتول فنعم، واما اخو رسول الله فلا- حتى قالها ثلاثا- فبلغ ذلك العباس بن عبدالمطلب فاقبل مسرعا يهرول، فسمعته يقول:

ارفقوا بابن اخى، ولكم على ان يبايعكم، فاقبل العباس واخذ بيد على، فمسحها على يد ابى بكر، ثم خلوه مغضبا، فمسعته يقول- و رفع راسه الى السماء-:

اللهم انك تعلم ان النبى صلى الله عليه و آله و سلم قد قال لى: ان تموا عشرين فجاهدهم، و هو قولك فى كتابك: (ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا ماتين) [ الانفال: 65. ] قال: و سمعته يقول: اللهم وانهم لم يتموا عشرين- حتى قالها ثلاثا- ثم انصرف.

ما اسرع ما خنتم؟ [ اليقين فى اصول الدين للكاشانى ص 686 قال- فى حديث-:،... ]
ثم ان عمر جمع جماعه من الطلقاء والمنافقين واتى بهم الى منزل اميرالمؤمنين عليه السلام فوافوا بابه مغلقا؟ فصاحوا به: اخرج يا على، فان خليفه رسول الله يدعوك، فلم يفتح لهم الباب، فاتوا بحطب فوضعوه على الباب، و جاؤوا بالنار ليضرموه، فصاح عمر، و قال، والله، لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار، فلما عرفت فاطمه عليهاالسلام انهم يحرقون منزلها قامت و فتحت الباب، فدفعها القوم قبل ان تتوارى عنهم، فاختبت فاطمه عليهاالسلام وراء الباب والحائط. ثم انهم تواثبوا على اميرالمؤمنين عليه السلام و هو جالس على فراشه، واجتمعوا عليه حتى اخرجوه سحبا من داره، ملببا بثوبه يجرونه الى المسجد. فحالت فاطمه عليهاالسلام بينهم و بين بعلها، و قالت: و الله، لا ادعكم تجرون ابن عمى ظلما، ويلكم ما اسرع ما خنتم الله و رسوله فينا اهل البيت، وقد اوصاكم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم باتباعنا و مودتنا والتمسك بنا!

/ 30