کلمة فاطمة الزهراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کلمة فاطمة الزهراء - نسخه متنی

سید حسن شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و حمله دينه و وحيه، وامناء الله على انفسكم و بلغاوه الى الامم، زعيم حق له فيكم، و عهد قدمه اليكم، و بقيه استخلفها عليكم:

كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع.

بينه بصائره، منكشفه سرائره، منجليه ضواهره، مغتبطه به اشياعه، قائد الى الرضوان اتباعه، مود الى النجاه استماعه، به تنال حجج الله المنوره، و عزائمه المفسره، و محارمه المحذره، و بيناته الجاليه، و براهينه الكافيه، و فضائله المندوبه و رخصه الموهوبه، و شرائعه المكتوبه.

فجعل الله الايمان: تطهيرا لكم من الشرك. و الصلاه: تنزيها لكم عن الكبر. و الزكاه: تزكيه للنفس، و نماء فى الرزق. و الصيام: تثبيتا للاخلاص. و الحج: تشييدا للدين. و العدل: تنسيقا للقلوب. و طاعتنا: نظاما للمله. و امامتنا: امانا للفرقه. و الجهاد: عزا للاسلام. و الصبر: معونه على استيجاب الاجر. و الامر بالمعروف: مصلحه للعامه. و بر الوالدين: وقايه من السخط. و صله الارحام: منساه فى العمر، و مناه للعدد. و القصاص: حقنا للدماء. و الفواء بالنذر: تعريضا للمغفره. و توفيه المكائيل والموازين: تغييرا للبخس. و النهى عن شرب الخمر: تنزيها عن الرجس. و اجتناب القذف: حجابا عن اللعنه. و ترك السرقه: ايجابا للعفه. و حرم الله الشرك اخلاصا له بالربوبيه.

ف(اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا و انتم مسلمون) [ آل عمران: 102. ] و اطيعوا الله فيما امركم به و نهاكم عنه، فانه (انما يخشى الله من عباده العلماء) [ فاطر: 28. ] ثم قالت: ايها الناس: اعلموا انى فاطمه، و ابى محمد اقول عودا و بدوا، و لا اقول ما اقول غلطا، ولا افعل ما افعل شططا (لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم) [ التوبه: 128. ] فان تعزوه و تعرفوه، تجدوه ابى دون نسائكم، واخا ابن عمى دون رجالكم، ولنعم المعزى اليه، فبلغ الرساله صادعا بالنذاره، مائلا عن مدرجه المشركين ضاربا ثبجهم، آخذا باكظامهم، داعيا الى سبيل ربه بالحكمه والموعظه الحسنه، يجف الاصنام، و ينكث الهام، حتى انهزم الجمع و ولوا الدبر، حتى تفرى الليل عن صبحه، واسفر الحق عن محضه، و نطق زعيم الدين، و خرست شقاشق الشياطين، و طاح وشيظ النفاق: وانحلت عقد الكفر والشقاق. و فهتم بكلمه الاخلاص فى نفر من البيض الخماص، و كنتم على شفا حفره من النار.

مذقه الشارب، و نهزه الطامع، و قبسه العجلان و موطى ء الاقدام، تشربون الطرق، و تقتاتون القد.

اذله خاسئين تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم، فانقذكم الله تبارك و تعالى بمحمد صلى الله عليه و آله و سلم، بعد اللتيا والتى، و بعد ان منى ببهم الرجال، و ذوبان العرب، و مرده اهل الكتاب.

(كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاها الله) [ المائده: 64. ] او نجم قرن الشيطان، او فغرت فاغره من المشركين، قذف اخاه فى لهواتها.

فلا ينكفى ء حتى يطا جناحها باخمصه، و يخمد لهبها بسيفه مكدودا فى ذات الله، مجتهدا فى امر الله، قريبا من رسول الله، سيدا فى اولياء الله مشمرا ناصحا، مجددا كادحا، لاتاخذه فى الله لومه لائم. و انتم فى رفاهيه من العيش و ادعون، فاكهون آمنون، تتصربصون بنا الدوائر و تتوكفون الاخبار، و تنكصون عند النزال، و تفرون من القتال.

فلما اختار الله لنبيه صلى الله عليه و آله و سلم دار انبيائه، و ماوى اصفيائه، ظهر فيكم حسكه النفاق و سمل جلباب الدين، و نطق كاظم الغاوين، و نبغ خامل الاقلين. و هدر فنيق المبطلين، فخطر فى عرصاتكم، واطلع الشيطان راسه من مغرزه هاتفا بكم، فالفاكم لدعوته مستجيبين، و للغره فيه ملاحظين.

ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، واحشمكم فالفاكم غضابا، فوسمتم غير ابلكم، و وردتم غير مشربكم.

هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، و الجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، ابتدارا زعمتم خوف الفتنه (الا فى الفتنه سقطوا وان جهنم لمحيطه بالكافرين) [ التوبه: 49. ] فهيهات منكم، و كيف بكم، و انى توفكون؟ و كتاب الله بين اظهركم، اموره ظاهره، واحكامه زاهره، و اعلامه باهره و زواجره لا يحه، و اوامره واضحه، وقد خلفتموه وراء ظهوركم.

ارغبه عنه تريدون؟ ام بغيره تحكمون؟ (بئس للظالمين بدلا) [ الكهف: 50. ] (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو فى الآخره من الخاسرين) [ آل عمران: 85. ]، ثم لم تلبثوا الا ريث ان تسكن نفرتها، و يسلس قيادها، ثم اخذتم تورون وقدتها، و تهيجون جمرتها، و تستجيبون لهتاف الشيطان الغوى، واطفاء انوار الدين الجلى، و اهمال سنن النبى الصفى صلى الله عليه و آله و سلم، تشربون حسوا فى ارتغاء، و تمشون لاهله و ولده فى الخمره والضراء. و يصير منكم على مثل حز المدى، و وخز السنان فى الحشاء، وانتم الآن تزعمون: ان لا ارث لنا، افحكم الجاهليه تبغون؟ (و من احسن من الله حكما لقوم يوقنون) [ آل عمران: 85. ]! افلا تعلمون؟! بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحيه: انى ابنته.

ايها المسلون: ااغلب على ارثى؟ يابن ابى قحافه، افى كتاب الله ترث اباك و لا ارث ابى؟ لقد جئت شيئا فريا!

افعلى عمد تركتم كتاب الله و نبذتموه وراء ظهوركم؟ اذ يقول:

(و ورث سليمان داود) [ النمل: 16. ] و قال: فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا اذ قال:

(فهب لى من لدنك وليا يرثنى و يرث من آل يعقوب) [ مريم: 5، 6. ] و قال: (و اولوا الارحام بعضهم اولى ببعض فى كتاب الله) [ الانفال: 75. ] و قال: (يوصيكم الله فى اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) [ النساء: 11. ] و قال: (ان ترك خيرا الوصيه للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين) [ البقره: 180. ] و زعمتم: ان لا حظوه لى و لا ارث من ابى، و لا رحم بيننا، افخصكم الله بايه اخرج ابى منها؟ ام هل تقولون: ان اهل ملتين لا يتوارثان؟ او لست انا وابى من اهل مله واحده؟ ام انتم اعلم بخصوص القرآن و عمومه من ابى و ابن عمى؟ فدونكها مخطومه مرحوله تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد صلى الله عليه و آله و سلم. و الموعد القيامه، و عند الساعه يخسر المبطلون، و لاينفعكم اذ تندمون، و (لكل نبا مستقر) [ الانعام: 67. ] و (سوف تعلمون من ياتيه عذاب يخزيه و يحل عليه عذاب مقيم) [ هود: 39. ] ثم رمت بطرفها نحو الانصار فقالت:

يا معشر النقيبه و اعضاد المله و حضنه الاسلام، ما هذه الغميزه فى حقى، و السنه عن ظلامتى؟ اما كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ابى يقول: «المرء يحفظ فى ولده»؟ سرعان ما احدثتم، و عجلان ذا اهاله ولكم طاقه بما احاول، و قوه على ما اطلب و ازاول، اتقولون مات محمد صلى الله عليه و آله و سلم؟ فخطب جليل استوسع وهيه واستنهر فتقه وانفتق رتقه، واظلمت الارض لغيبته، و كسفت الشمس والقمر وانتثرت النجوم لمصيبته، واكدت الآمال، و خشعت الجبال، و اضيع الحريم، و ازيلت الحرمه عند مماته، فتلك- والله- النازله الكبرى، والمصيبه العظمى، لامثلها نازله، ولا بائقه عاجله، اعلن بها كتاب الله جل ثناوه فى افنيتكم و ممساكم و مصبحكم، يهتف فى افنيتكم هتافا، و صراخا، و تلاوه، والحانا. و لقبله ما حل بانبياء الله و رسله حكم فصل، و قضاء حتم: (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين) [ آل عمران: 144. ] ايها بنى قيله، ااهضم تراث ابى؟ وانتم بمراى منى و مسمع، و منتدى و مجمع، تلبسكم الدعوه، و تشملكم الخبره، وانتم ذووا العدد والعده، والاداه والقوه و عندكم السلاح والجنه، توافيكم الدعوه فلا تجيبون، و تاتيكم الصرخه فلا تغيثون وانتم مصوفون بالكفاح.

معروفون بالخير والصلاح، والنخبه التى انتخبت، والخيره التى اختيرت لنا اهل البيت، قاتلتم العرب، و تحملتم الكد والتعب، و ناطحتم الامم و كافحتم البهم، لا نبرح او تبرحون، نامركم فتاتمرون.

حتى اذا دارت بنا رحى الاسلام، و در حلب الايام، و خضت ثغره الشرك و سكنت فوره الافك، و خمدت نيران الكفر، و هذات دعوه الهرج، واستوسق نظام الدين، فانى حزتم بعد البيان؟ و اسررتم بعد الاعلان؟ و نكصتم بعد الاقدام؟ و اشركتم بعد الايمان؟ بوسا لقوم نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم، (و هموا باخراج الرسول، و هم بداوكم اول مره، اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين) [ التوبه: 13. ] الا وقد ارى ان قد اخلدتم الى الخفض، وابعدتم من هو احق بالبسط والقبض، و خلوتم بالدعه، و نجوتم بالضيق من السعه، فمججتم ما وعيتم و دسعتم الذى تسوغتم.

ف(ان تكفروا انتم و من فى الارض جميعا فان الله لغنى حميد) [ ابراهيم: 8. ] الا وقد قلت ما قلت هذا على معرفه منى بالجذله التى خامرتكم، والغدره التى استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضه النفس، و نفثه الغيظ، و خور القناه وبثه الصدر، و تقدمه الحجه، فدونكموها فاحتقبوها دبره الظهر، نقبه الخف، باقيه العار، موسومه بغضب الجبار، و شنار الابد، موصوله بنار الله الموقده، التى تطلع على الافئده.

فبعين الله ما تفعلون (و سيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون) [ الشعراء: 227. ] و انا ابنه نذير لكم بين يدى عذاب شديد.

فاعملوا انا عاملون، وانتظروا انا منتظرون.

فاجابها ابوبكر عبدالله بن عثمان و قال: يا بنت رسول الله، لقد كان ابوك بالمؤمنين عطوفا كريما، رؤوفا رحيما، و على الكافرين عذابا اليما، و عقابا عظيما، ان عزوناه وجدناه اباك دون النساء، واخا الفك دون الاخلاء آثره على كل حميم، و ساعده فى كل امر جسيم.

لايحبكم الا سعيد، ولا يبغضكم الا (كل) شقى بعيد، فانتم عتره رسول الله الطيبون الخيره المنتجبون، على الخير ادلتنا، و الى الجنه مسالكنا. و انت يا خيره النساء، و ابنه خير الانبياء، صادقه فى قولك، سابقه فى وفور عقلك، غير مردوده عن حقك، و لا مصدوده عن صدقك، والله ما عدوت راى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و لا علمت الا باذنه، والرائد لا يكذب اهله، و انى اشهد الله و كفى به شهيدا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: نحن معاشر الانبياء لا نورث ذهبا و لا فضه ولا دارا ولا عقارا وانما نورث الكتاب والحكمه والعلم والنبوه و ما كان لنا من طعمه فلولى الامر بعدنا ان يحكم فيه بحكمه!! وقد جعلنا ما حاولته فى الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون و يجاهدون الكفار، و يجالدون المرده ثم الفجار، و ذلك باجماع من المسلمين، لم انفردبه وحدى و لم استبد بما كان الراى عندى!! و هذه حالى و مالى، هى لك و بين يديك، لا تزوى عنك، و لا تدخر دونك، وانك و انت سيده امه ابيك، والشجره الطيبه لبنيك.

لا ندفع مالك من فضلك، و لا يوضع من فرعك و اصلك.

حكمك نافذ فيما ملك يداى فهل ترين ان اخالف فى ذلك اباك صلى الله عليه و آله و سلم؟ فقالت (فاطمه) عليهاالسلام: سبحان الله ما كان ابى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن كتاب الله صادفا ولا لاحكامه مخالفا! بل كان يتبع اثره، و يقفو سوره، افتجمعون الى الغدر اعتلالا عليه بالزور؟ و هذا بعد وفاته شبيه بما بغى له من الغوائل فى حياته.

هذا كتاب الله حكما عدلا، و ناطقا فصلا يقول:

(يرثنى و يرث من آل يعقوب) [ مريم: 6. ] و يقول (و ورث سليمان داود) [ النمل: 16. ] و بين عزوجل فيما وزع (عليه) من الاقساء و شرع من الفرائض والميراث، و اباح من حظ الذكران والاناث ما ازاح به عله المبطلين، و ازال التظنى والشبهات فى الغابرين.

كلا (بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) [ يوسف: 18. ] فقال ابوبكر: صدق الله و رسوله، و صدقت ابنته، انت معدن الحكمه، و موطن الهدى والرحمه، و ركن الدين، و عين الحجه، لا ابعد صوابك، و لا انكر خطابك.

هؤلاء المسلمون بينى و بينك، قلدونى ما تقلدت، و باتفاق منهم اخذت ما اخذت غير مكابر ولا مستبد، ولا مستاثر، و هم بذلك شهود.

فالتفتت فاطمه عليهاالسلام الى الناس، و قالت: معاشر المسلمين المسرعه الى قيل الباطل المغضيه على الفعل القبيح الخاسر (افلا تتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها)؟ [ محمد: 24. ] كلا بل ران على قلوبكم ما اساتم من اعمالكم، فاخذ بسمعكم و ابصاركم و لبئس ما تاولتم، و ساء ما به اشرتم، و شر ما منه اغتصبتم.

لتجدن والله محمله ثقيلا وغبه وبيلا، اذا كشف لكم الغطاء، و بان ما وراءه الضراء، و بدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون.

(و خسر هنالك المبطلون) [ غافر: 78. ] ثم عطفت على قبر النبى صلى الله عليه و آله و سلم و قالت:




  • قد كان بعدك انباء و هنبثه
    انا فقدناك فقد الارض و ابلها
    و كل اهل له قربى و منزله
    ابدت رجال لنا نجوى صدورهم
    تجهمتنا رجال و استخف بنا
    و كنت بدرا و نورا يستضاء به
    و كان جبريل بالآيات يونسنا
    فليت قبلك كان الموت صادفنا
    انا رزينا بما لم يرز ذو شجن
    من البريه لاعجم و لا عرب



  • لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
    واختل قومك فاشهدهم و لا تغب
    عن الاله على الادنين مقترب
    لما مضيت و حالت دونك الترب
    لما فقدت و كل الارض مغتصب
    عليك ينزل من ذى العزه الكتب
    فقد فقدت و كل الخير محتجب
    لما مضيت و حالت دونك الكتب
    من البريه لاعجم و لا عرب
    من البريه لاعجم و لا عرب



بيوت ساسه المسلمين [ دلائل الامامه 4: اخبرنى القاضى ابواسحاق ابراهيم بن احمد بن محمد الطبرى، قال: اخبرنا ابوالحسين زيد بن محمد بن جعفر الكوفى قراءه عليه، قال: اخبرنا ابو عبدالله الحسين بن الحكم الحيرى قراءه عليه، قال: اخبرنا اسماعيل بن صبيح، قال: حدثنا يحيى بن مساور، عن على بن حزور، عن القاسم بن ابى سعيد الخدرى- رفع الحديث- الى فاطمه عليهاالسلام قالت:... ]
اتيت النبى صلى الله عليه و آله و سلم فقلت: السلام عليك يا ابه، فقال: و عليك السلام يا بينه.

فقلت:- والله- ما اصبح يا نبى الله فى بيت على حبه طعام، و لا دخل بين شفتيه طعام منذ خمس، ولا اصبحت له ثاغيه، ولا راغيه، و ما اصبح فى بيته سفه ولا هفه.

فقال: ادنى منى، فدنوت منه، فقال: ادخلى يديك بين ظهرى وثوبى، فاذا حجر بين كتفى النبى مربوط بعمامته الى صدره، فصاحت فاطمه صيحه شديده، فقال لها: ما اوقدت فى بيوت آل محمد نار منذ شهر. ثم قال صلى الله عليه و آله و سلم: اتدرين ما منزله على؟ كفانى امرى و هو ابن اثنتى عشره سنه، و ضرب بين يدى بالسيف و هو ابن ست عشره سنه، و قتل الابطال و هو ابن تسع عشره نسه، و فرج همومى و هو ابن عشرين سنه، و رفع باب خيبر و هو ابن نيف و عشرين كان لايرفعه خمسون رجلا.

فاشرق لون فاطمه و لم تقر قدماها مكانهما حتى اتت عليا، فاذا البيت قد انار بنور وجهها، فقال لها على: يا ابنه محمد، لقد خرجت من عندى و وجهك على غير هذه الحال، فقالت: ان النبى صلى الله عليه و آله و سلم حدثنى بفضلك، فما تمالكت حتى جئتك.

قال لها: كيف لو حدثك بكل فضلى؟

/ 30