قد كان بعدك انباء و هنبثه
انا فقدناك فقد الارض و ابلها
و كل اهل له قربى و منزله
ابدت رجال لنا نجوى صدورهم
تجهمتنا رجال و استخف بنا
و كنت بدرا و نورا يستضاء به
و كان جبريل بالآيات يونسنا
فليت قبلك كان الموت صادفنا
انا رزينا بما لم يرز ذو شجن
من البريه لاعجم و لا عرب
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
واختل قومك فاشهدهم و لا تغب
عن الاله على الادنين مقترب
لما مضيت و حالت دونك الترب
لما فقدت و كل الارض مغتصب
عليك ينزل من ذى العزه الكتب
فقد فقدت و كل الخير محتجب
لما مضيت و حالت دونك الكتب
من البريه لاعجم و لا عرب
من البريه لاعجم و لا عرب
اتيت النبى صلى الله عليه و آله و سلم فقلت: السلام عليك يا ابه، فقال: و عليك السلام يا بينه.فقلت:- والله- ما اصبح يا نبى الله فى بيت على حبه طعام، و لا دخل بين شفتيه طعام منذ خمس، ولا اصبحت له ثاغيه، ولا راغيه، و ما اصبح فى بيته سفه ولا هفه.فقال: ادنى منى، فدنوت منه، فقال: ادخلى يديك بين ظهرى وثوبى، فاذا حجر بين كتفى النبى مربوط بعمامته الى صدره، فصاحت فاطمه صيحه شديده، فقال لها: ما اوقدت فى بيوت آل محمد نار منذ شهر. ثم قال صلى الله عليه و آله و سلم: اتدرين ما منزله على؟ كفانى امرى و هو ابن اثنتى عشره سنه، و ضرب بين يدى بالسيف و هو ابن ست عشره سنه، و قتل الابطال و هو ابن تسع عشره نسه، و فرج همومى و هو ابن عشرين سنه، و رفع باب خيبر و هو ابن نيف و عشرين كان لايرفعه خمسون رجلا.فاشرق لون فاطمه و لم تقر قدماها مكانهما حتى اتت عليا، فاذا البيت قد انار بنور وجهها، فقال لها على: يا ابنه محمد، لقد خرجت من عندى و وجهك على غير هذه الحال، فقالت: ان النبى صلى الله عليه و آله و سلم حدثنى بفضلك، فما تمالكت حتى جئتك.قال لها: كيف لو حدثك بكل فضلى؟