روضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

روضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة - جلد 10

زین الدین بن علی العاملی الشهیر بالشهید الثانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



عليها، وهي : ( كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموتِ ) (1)
.


وعليه فلا بدَّ مما ليس منه بد ، والموت لا بدَّ أن يدرك الحي يوماً ما ،
كما أدرك مَنْ قبله ، وهو شيء لا عاصم منه.. قال تعالى : ( أينما تكُونوا
يُدرككُم الموتُ ولو كُنتُم في بُروجٍ مشيَّدة.. ) (2)
. وقال : ( قُلْ لَّن ينفعكُم الفرارُ
إن فررتُم من الموتِ.. ) (3)
.


فالقرآن ـ إذن ـ يؤكد أنّ الموت لا بدَّ منه ، ثم أنّه أمرٌ منوط بإذن الله
تعالى وليس بيد غيره ، وهذه حقيقة لها انعكاسات إيحائية على نفس
الاِنسان ، بأنَّ أي قوة أرضية أو سماوية لا تستطيع ـ مهما أُوتيت من قوة ـ
أن تسلب الحياة عن الاِنسان قال تعالى : ( ما كان لنفسٍ أن تموتَ إلاَّ بإذن
اللهِ كتاباً مُؤجَّلاً..) (4)
.


ولقد بيّن القرآن الكريم زيفَ مزاعم اليهود الذين كانوا مع حرصهم
الشديد على الحياة يتصورون أنهم أولياء الله دون غيرهم ، فكشف عن
زيف مزاعمهم بهذا التحدّي الذي يخاطب دفائن النفوس ، ذلك أنَّ
المؤمن بالله حقاً لا يخشى الموت إذا حلَّ بساحته ، فالموت هو انتقال من
دار فانية إلى دار باقية ، واليهود بما يمتازون به من نزعة مادية طاغية ،
يخشون الموت ويتشبثون بالحياة ، ومن هنا واجههم القرآن الكريم بهذا
التحدي البليغ قال تعالى : ( قُل يأيُّها الَّذين هادُوَا إن زعمتم أنّكُم أولياءُ للهِ



(1) آل عمران 3 : 185 .


(2) النساء 4 : 78 .


(3) الاَحزاب 33 : 16 .


(4) آل عمران 3 : 145 .



/ 368