الدنية فإنّها تضع الشريف وتهدم المجد » (1)
.
من هذه الشواهد المنتخبة ، نستطيع القول بأنّ العقيدة تقدّم نصائحها
وتوصياتها القيمة مُدعمة بالمعطيات والدلائل المقنعة ، لتشكّل جداراً
من المنعة يحول دون جنوح الاِنسان المسلم إلى هاوية الاَخلاق السيئة .
رابعاً : أُسلوب الاَُسوة الحسنة :
وهو أحد الاَساليب التربوية للعقيدة ، تربط الاَفراد المنتسبين إليهابرموزها ، لكونهم التجسيد المثالي أو الكامل لتوجهاتها ، وهم المنارة التي
تبعث أنوارها ، وعليه فهي تحث الاَفراد على الاقتداء بهم بغية التأثر
بأخلاقهم والتزود من علومهم .
قال تعالى : ( لقد كانَ لكُم في رسولِ اللهِ أُسوةٌ حسنةً.. ) (2)
. لاَنّ سيرة
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي التجسيد الواقعي الكامل للرسالة، ولما كان
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما وصفه القرآن الكريم ـ يمثل قمةً في مكارم الاَخلاق :
( وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم ) (3)
توجّب على المسلمين أن يدرسوا أخلاقه
ويهتدوا بسنته ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً .
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستمد خُلقه من الله تعالى ومن كتابه الكريم ، قال
تعالى : ( خُذِ العَفوَ وَأمُر بالعُرفِ وأعرض عن الجاهِلِينَ ) (4)
.
وروي أنّه لمّا نزلت هذه الآية الجامعة لمكارم الاَخلاق ، سأل
(1) بحار الانوار 78 : 53 عن الغرر والدرر ، للآمدي .
(2) الاَحزاب 33 : 21 .
(3) القلم 68 : 4 .
(4) الاَعراف 7: 199 .