التلخيص الحبير في تخريج الرافعي الكبير للامام ابي الفضل احمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 ه الجزء الثاني دار الفكر
الفصل الاول في أسبابها
الباب الثالث في الاحداث
بسم الله الرحمن الرحيم ( باب الاحداث ) ( 1 ) ( حديث ) أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم احتجم وصلى و لم يتوضأ و لم يزد على غسل محاجمه الدارقطني بلفظه الا أنه قال قال فصلى رواه البيهقي و فى اسناده صالح بن مقاتل و هو ضعيف و ادعى ابن العربى أن الدارقطني صححه و ليس كذلك بل قال عقبه في السنن صالح
ابن مقاتل ليس بالقوي و ذكره النووي في فصل الضعيف ( فصل ) و أما ما رواه الدارقطني من حديث أبى هريرة مرفوعا ليس في القطرة و لا في القطرتين من الدم وضوء لا أن يكون دما سائلا فاسناده ضعيف جدا فيه محمد بن الفضل بن عطية و هو متروك : قوله و روى مثل مذهبنا عن ابن عمر و ابن عباس و ابن أبى أوفى و أبى هريرة و جابر و عائشة أما حديث ابن عمر فرواه الشافعي في القديم و ابن أبى شيبة و البيهقي أنه عصر بثرة في وجهه فخرج شيء من دمه فحكه بين أصبعيه ثم صلى و لم يتوضأ و علقه البخارى : و عن ابن عمر انه كان إذا احتجم غسل أثر المحاجم و حديث ابن عباس رواه الشافعي عن رجل عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال اغسل أثر المحاجم عنك و حسبك و حديث ابن أبى أوفي ذكره الشافعي و وصله البيهقي في المعرفة و كذا حديث أبى هريرة موقوفا و حديث جابر علقه البخارى و وصله ابن خزيمة و أبو داود و غيرهما من طريق عقيل ابن جابر عن أبيه أن رجلين من الصحابة حرسا في ليلة غزوة ذات الرقاع فقام أحدهما يصلى فجاء رجل من الكفار فرماه بسهم فوضعه فيه فنزعه ثم رماه بآخر فنزعه ثم رماه بثالث فركع و سجد ثم انتبه صاحبه فلما رأى ما به من الدماء قال ألا أنبهتنى قال كنت في سورة فأحببت أن لا اقطعها و حديث عائشة لم اقف عليه
( 1 ) ( حديث ) حابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الضحك ينقض الصلاة و لا ينقض الوضوء الدارقطني و نقل عن ابى بكر النيسابوري انه قال هو حديث منكر و خطا الدارقطني رفعه و قال الصحيح عن جابر من قوله : و قال ابن الجوزي قال أحمد ليس في الضحك حديث صحيح و كذا قال الدهلي لم يثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم في الضحك في الصلاة خبر و ابو شيبة المذكور في اسناد حديث جابر هو الواسطي جد ابى بكر ابن ابى شيبة و و هم ابن الجوزي فسماه عبد الرحمن ابن اسحق : و روى ابن عدى عن احمد بن حنبل قال ليس في الضحك حديث صحيح و حديث الاعمى الذي وقع في البئر مداره على ابى العالية و قد اضطرب عليه فيه و قد استوفي البيهقي الكلام عليه في الخلافيات و جمع أبو يعلى الخليلي طرقه في جزء مفرد
( 1 ) ( حديث ) أنه صلى الله عليه و سلم قال توضؤا من لحوم الابل و لا تتوضؤا من لحوم الغنم أبو داود و الترمذى و ابن ماجه و ابن حبان و ابن الجارود و ابن خزيمة من حديث البراء بن عازب و قال ابن خزيمة في صحيحه لم ار خلافا بين علماء الحديث ان هذا الخبر صحيح من جهة النقل لعدالة ناقليه و ذكر الترمذي الخلاف فيه على ابن ابى ليلي هل هو عن البراء أو عن ذي الغرة أو عن اسيد بن حضير و صحح انه عن البراء و كذا ذكره ابن ابى حاتم في العلل عن ابيه : قلت و قد قيل ان ذا الغرة لقب البراء بن عازب و الصحيح انه غيره و ان اسمه يعيش و حديث جابر ابن سمرة رواه مسلم : و روى ابن ماجه نحوه من حديث محارب بن دثار عن ابن عمر و ذكر ابن ابى حاتم في العلل عن أبيه انه منكر و ان له أصلا من هذا الوجه عن ابن عمر لكنه موقوف : ( فائدة ) قال البيهقي حكى بعض اصحابنا عن الشافعي قال ان صح الحديث في لحوم الابل قلت به قال البيهقي قد صح فيه حديثان حديث جابر بن سمرة و حديث البراء قاله احمد بن حنبل و اسحق بن راهوية
( 1 ) ( حديث ) جابر كان اخر الامرين من رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك الوضوء مما مست النار : الاربعة و ابن خزيمة و ابن حبان من حديثه و قال أبو داود هذا اختصار من حديث قربت للنبي صلى الله عليه و سلم خبزا و لحما فاكل ثم دعا بوضوء فتوضأ قبل الظهر ثم دعا بفضل طعامه ثم فأكل قام إلى الصلاة و لم يتوضأ : و قال ابن ابى حاتم في العلل عن ابيه نحوه و زاد و يمكن أن يكون شعيب حدث به من حفظه فوهم فيه و قال ابن حبان نحوا مما قاله أبو داود و له علة أخرى قال الشافعي في سنن حرملة لم يسمع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر انما سمعه من عبد الله بن محمد بن عقيل : و قال البخارى في الاوسط ثنا على بن المديني قال قلت لسفيان ان ابا علقمة الفروى روى عن ابن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم أكل لحما و لم يتوضأ فقال احسبنى سمعت ابن المنكدر قال أخبرني من سمع جابرا و يشيد أصل حديث جابر ما أخرجه البخارى في الصحيح عن سعيد بن الحرث قلت لجابر الوضوء مما مست النار قال لا و للحديث شاهد من حديث محمد ابن مسلمة : أخرجه الطبراني في الاوسط و لفظه أكل اخر أمره لحما ثم صلى و لم يتوضأ و قال الجوزجاني حديث عائشة ما ترك النبي صلى الله عليه و سلم الوضوء مما مست النار حتى قبض حديث باطل