قول عمر ان الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله
بالضم الفحش اسم من أهجر في منطقه إذا أفحش ، و منه قول عمر للنبي صلى الله عليه و آله ان الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله ، أو أهجر على اختلاف الرواية في صحيحي البخاري و مسلم و غيرهما (1) .قال ابن الاثير في النهاية : يقال أهجر في منطقة يهجر اهجارا إذا أفحش ، و كذلك إذا كثر الكلام فيما لا ينبغي ، و الاسم الهجر بالضم ، و هجر يهجر هجرا بالفتح إذا خلط في كلامه و إذا هذي . و منه الحديث : إذا طفتم بالبيت فلا تلغوا و لا تهجروا ، روي بالضم و الفتح من الفحش و التخليط ، و منه حديث مرض النبي قالوا : ما شأنه أهجر ؟ أي اختلف كلامه بسبب المرض على سبب الاستفهام ، أي هل تغير كلامه و اختلط لاجل مابه من المرض ، هذا أحسن ما يقال فيه و لا يجعل إخبارا ، فيكون اما من الفحش أو الهذيان ، و القائل كان عمر ، و لا يظن به ذلك ( 2 ) انتهى قول النهاية . و قال صاحب الكشاف في الفائق : النبي صلى الله عليه و آله قال في مرضه إيتوني بدواة و قرطاس أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده أبدا فقالوا : ما شأنه أهجرأي أهذي يقال : هجر يهجر إذا هذ ي و أهجر أفحش ( 3 ) انتهى كلامه . و نحن نقول : و ايم الله ان الاستفهام و الاخبار هناك من الكفر و النفاق لبمنزلة واحدة ، فمن المستبين ان استناد الفحش أو الهذيان إلى سيد الانبياء و المرسلين إخبارا كان أو استفهاما و الرد عليه عناد ا كان أو اجتهادا لا يجامع الايمان أصلا . و أما ماتجشمه الكرماني في شرح صحيح البخاري ان عمر أراد بذلك الهجرة المهاجرة ( 4 ) ، فمما لا يكاد يصح ، و انما كان يكون له وجه بعيد في الاستقامة لو كان ه ص 2191) مسلم في صحيحه : 3 / 1257 كتاب الوصية ، و البخاري في صحيحه 5 / 127 2) نهاية ابن الاثير : 5 / 246 3) الفائق : 4 / 93 4) شرح صحيح البخاري للكرماني : 16 / 235