قضية بيعة الامام علي عليه السلام لابي بكر
مكرها فبايع و ذلك قول الله عز و جل " و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل - و كان قيس ابنه مثله بعده (1) . و من المتفق عليه أن سعد بن عبادة أيضا لم يبايع أبا بكر أبدا ، فاذن حصر من لم يرتد و لم يبايع في ثلاثة أوفي سبعة محمول على أنهم قصوى الغاية في الاستيقان و الاستقامة و الانكار على متقمص ( 2 ) الخلافة و لص الامامة .قوله عليه السلام : مكرها فبايع يعني أظهر البيعة كرها ، أو أنه وقعت في البين شبهة البيعة فانه جئ به عليه السلام مكرها فكثر اللفظ واضجت الاقوال و ارتفعت الاصوات فقال الناس : انه بايع لا أنه قد وقعت منه عليه السلام المبايعة ، فان ذلك خلاف ما أطبق عليه المحدثون من العامة و الخاصة ، على ما بسطنا تحقيقه في كتاب نبراس الضياء و في شرح تقدمة كتاب تقويم الايمان .أ ليس قد اتفقت أصول أحاديث العامة فضلا من الخاصة على أنه عليه السلام كان يقول : أنتم بالبيعة لي أحق مني بالبيعة لكم واني أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار ، و أنا أول من يحثو للخصومة بين يدي الله عز و جل ( 3 ) . و انما رواية البيعة في صحيحهم البخاري على هذه الصورة باسناده : عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة : أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه و آله أرسلت إلى أبي بكر تسأله أبو بكر : ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال : لا نورث ما تركناه صدقة ، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا ، فغضبت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، و عاشت بعد النبي صلى الله عليه و آله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا و لم هص 301) راجع رجال الكشي : 110 ط جامعة مشهد 2) و في " ن " : متغمص 3) روى نحوه العلامة المجلسي في البحار : 8 / 172