اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الکشی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و المنبجس عن علمه و عنايته و ارادته و اختياره التي هي عين مرتبة ذاته قبل سائر المجعولات ، قبلية بالذات بحسب المرتبة العقلية ، أفضل ما يبلغه إدراك العقول و الاذهان ، و أشرف ما وسعه طباع عالم الامكان ، و أن تكون أولى من مراتب مجعولاته و معلولا ته التي هي من جملة الموجودات في نظام الوجود ، أشرف المراتب و أفضلها و أكملها و أجملها ، فاذن وجب أن يكون أولى مراتب نظام الوجود عالم الانوار العقلية و أن يكون العقل الاول من بينها بخصوصية جوهر ذاته هو المجعول الاول لا غير .المسألة الثالثة : انما ملاك الشرف و الكمال في مراتب الموجودات و جواهر الهويات القرب من جناب الباري الحق ، و ميزان الخسة و النقص البعد عن جنابه الاعلى تعالى عزة ، فالوجود يبتدأ منه عز و جل متنازلا في المراتب المترتبة ، من الشرف إلى الخسة ، و من الكمال إلى النقص ، و من المستحيل أن يتمادي إلى نهاية فيجب أن ينتهي التنازل إلى حد محدود هو منتهى الخسد و النقصان لا يتعداه و ان هو الا مرتبة الهيولى الاولى الحاملة لطباع ما بالقوة ، و هي لا محالة أخيرة مراتب البداءة م ، و هي مشتلمة على قوة قبول جميع الصور اشتمالا انفعاليا ، كما الجواهر العقلية التي هي أولي المراتب مشتلمة عليها جمعيا اشتمالا فعليا .ثم يعود فيتدرج فيضان نظم الوجود من إفاضة الباري الفعال على الانعكاس متصاعدا من الخسة إلى الشرف ، و من النقص إلى الكمال ، و اذ ا يستحيل أن يتمادي إلى ما لا نهاية ، فينتهي لا محالة إلى حد أخير لا يتعداه ، و هو منتهى المراتب في الشرف و الكمال .فهذه المرتبة في العود التي هي أخيرة مراتب نظام الوجود في ازاء المرتبة الاولى في البدو ، و الله سبحانه هو المبدأ و المعاد ، و منه البدو و اليه العود ، و هو ولي الامر في الاولى و الاخرة ، له الخلق و الامر و الملك و الملكوت ، منه البداءة