سعت القراءة العربية الحديثة إلى مقاربة المكون الميثيوديني للصورة في الشعر الجاهلي، بعد أن حاولت القراءة التاريخية التشكيك في هذا الشعر، والقول بأنه منحول بحجة أنه لا يصور الحياة الدينية للإنسان الجاهلي، هذا الزعم هو الذي حدا بالقراءة الأسطورية إلى إبراز الجانب الميثيوديني في القصيدة الجاهلية، بل تأكيد بأن المكون الرئيس للصورة في الشعر الجاهلي ذو أصول ميثيودينية. ومن الصور التي وردت بشكل مطرد في هذا الشعر والتي لها أصول ميثيودينية صورة المرأة والحيوان وبعض مظاهر الكون كالشمس والقمر، وللبحث في مكونات هذه الصور عادت القراءة الأسطورة إلى الأصول المعرفية التي استقتها من يونغ وفرايزر ونورثروب فراي وكاسيرر وغيرهم من الفلاسفة والأنثروبولوجيين والنقاد، فاستمدت منهم المنهج والأدوات الإجرائية لمقاربة المكون الميثيوديني للصورة في الشعر الجاهلي.