اَلال أو جبل الرحمة
جاء ابن هشام إلى الحجاز لأداء
الحج، فلما قدم المدينة، ورد عليه كتابٌ من أبيه هشام بن عبد الملك، «أن قف
بالناس على اَلال»، فقرأه فلم يدرِ ما اَلالُ، فبعث الى الزهري، فدعاه، فقال:
إن كتاب امير المؤمنين ورد بأن قف بالناس على اَلالَ فأي شيء عندك؟ فقال له
الزهري: إنّ فتىً من أهل العراق قد قدم عليّ يطلب العلم، فلعل عنده من هذا
علم (علماً) فأرسل الزهري، بطلب الفتى وهو ـ ابو بكر الهذلي ـ فجاء
الهذلي واطلعه ابن هشام على الأمر وطلب منه الجواب، فقال: هو جبل عرفة الذي
يقف عليه الناس، فسأله الزهري: فهل عندك على هذا شاهد؟ قال نعم: فقرأ شعراً
أنشده النابغة الذبياني:
بمصطبخاتٍ من أضاف وثَبْرة
فأعجب ذلك ابن هشام، فدعا له
ووهبه مالاً وكساه23.
يُرِدْنَ ألالا سَيْرُهن التَدافُعُ
ووهبه مالاً وكساه23.
ووهبه مالاً وكساه23.
وفي رواية أنّ: رسول الله (صلى
الله عليه وآله) وقف على النابت أمام الجبل الذي يسمى ألال (ألالا)، حذو
الجبل الذي يسمى مسلم (مسلماً) وهو حَبْل المشاة بين النَبْعة
والنُبَيْعة24.
وجبل الرحمة الذي يسمى اِلالا
أيضاً ـ بكسر الهمزة والتخفيف ـ اسم الموضع الذي نزلت به الملائكة لنصرة جيش
المسلمين وهو إلى اليسار باتجاه الصفراء25.