أرض عرفات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أرض عرفات - نسخه متنی

السید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







أرض المغفرة وقبول الدعاء




إحدى أهم الألطاف التي يحصل عليها
الحجاج من رحلة الحج المعنوية، هو غفران الذنوب. ففي اليوم التاسع من شهر ذي
الحجة الحرام، يأتي الحجيج من كل فجٍّ ويجتمعون في عرفات، ويطلبون من الله
الغني أن يغفر لهم ما تقدّم من ذنوبهم، ويطهّرهم من الأدران التي علقت بهم،
وهم في دعاء وبكاء وتوسل.


وقد اجتمع في هذه الأرض المقدسة
جميعُ أنبياء الله تعالى من آدم (عليه السلام)، إلى خاتم الأنبياء محمد بن
عبد الله (صلى الله عليه وآله) وأوصياؤه (عليهم السلام) من علي بن أبي طالب
إلى المهدي الموعود (عليهم السلام)، وعلّموا الآخرين، خاصة اتباعهم وأشياعهم،
كيفية الدعاء والتضرع والاستفادة من هذا اليوم العظيم. وهذه الأرض المقدسة هي
مُلتقى العشّاق والعارفين، وأيّ عارف يقرأ في عرفات، دعاء عرفة للإمام الحسين
(عليه السلام)المليء بمعناه ومحتواه، ولا يتأثر بما فيه من الجمال والعذوبة
والمعرفة؟!


ولكثرة ما قيل في الروايات
الواردة بشأن غفران الذنوب في عرفات، فإن المغفرة والرحمة الإلهية، سرعان ما
تتبادر الى الذهن بمجرد سماع اسم عرفة وعرفات، والفت انظار القرّاء الكرام
الى بعض من هذه الروايات:


عن علي (عليه السلام): «أن رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، لما حجّ حجة الوداع، وقف بعرنة فأقبل على الناس
بوجهه وقال: مرحباً بوفد الله ـ ثلاث مرات ـ الذين إن سألوا أُعطوا، وتخلف
نفقاتهم، ويجعل لهم في الآخرة بكلّ درهم ألفاً من الحسنات، ثم قال: يا أيها
الناس ألا أبشركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إنه إذا كانت هذه العشيّة
باهى الله بأهل هذا الموقف الملائكة، فيقول:


[يا ملائكتي] اُنظروا الى عبيدي وإمائي أتوني من أطراف الأرض، شعثاً غبراً، هل
تعلمون ما يسألون؟ فيقولون: ربّنا يسألونك المغفرة، فيقول: أشهدكم أني قد
غفرت لهم، فانصرفوا من موقفكم مغفوراً لكم [ما سلف]»32.


عن علي (عليه السلام) قال: «قيل:
يا رسول الله أيّ اهل عرفات أعظم جرماً؟ قال: الذي ينصرف من عرفات وهو يظنّ
أنه لم يغفـر له»33.


وقال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): «من الذنوب ذنوب لا تغفر إلاّ بعرفات»34.


عن الحسين بن علي (عليه السلام)
قال: «جاء رجلٌ من اليهود الى النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد ـ
الى أن قال ـ إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها الله تعالى موسى في البقعة
المباركة حيث ناجاه ـ إلى أن قال ـ يا محمد فاخبرني عن التاسع، لأي شيء أمر
الله الوقوف بعرفات بعد العصر؟ فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لأن بعد
العصر ساعة عصى آدم (عليه السلام)ربّه، فافترض الله على أمتي الوقوف والتضرّع
والدعاء في أحبّ المواضع إلى الله، وهو موضع عرفات، وتكفّل بالإجابة، والساعة
التي ينصرف هي الساعة التي تلقى آدم من ربّه كلمات، فتاب عليه إنه هو التوّاب
الرّحيم، قال: صدقت يا محمّد، فما ثواب من قام بها ودعا وتضرّع
إليه؟


فقال النبي (صلى الله عليه وآله):
والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إن لله تبارك وتعالى في السماء سبعة
أبواب; باب التوبة، وباب الرحمة، وباب التفضل، وباب الإحسان، وباب الجود،
وباب الكرم، وباب العفو، لا يجتمع [بعرفات] أحد إلاّ تساهل من هذه الأبواب، وأخذ من الله هذه الخصال، فإن لله
تبارك وتعالى مائة ألف ملك، مع كل ملك مائة وعشرون ألف ملك، ولله مائة رحمة
ينزلها على أهل عرفات، فإذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بعتق رقاب أهل
عرفات، فإذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بأنه أوجب لهم الجنّة، وينادي
مناد: انصرفوا مغفوراً لكم فقد أرضيتموني، ورضيت لكم، قال: صدقت يا محمّد
...»35.


وورد في نقل آخر:


«وأهل موقف عرفات هم وقوف بين يدي
الله عزَّ وجلَّ»36.


وعن أبي نصر البزنطي، عن الرضا
(عليه السلام) قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: ما من برٍّ ولا فاجر
يقف بجبال عرفات فيدعو الله إلاّ استجاب الله له، أما البرّ ففي حوائج الدنيا
والآخرة، وأمّا الفاجر ففي أمر الدنيا»37.


عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «المغفرة تنزل على أهل عرفة مع الحركة
الأولى، فإذا كانت الدفعة الأولى فعند ذلك يضع الشيطان التراب على رأسه يدعو
بالويل والثبور، قال: فتجتمع اليه شياطينه فيقولون: ما لك؟ فيقول: قوم قد
قتلتهم منذ ستين وسبعين سنة غُفر لهم في طرفة عين ـ يعني من يحضر
[من] الحاج بعرفة»38.


وقال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): «من حفِظَ سمعَهُ وبصرَه ولسانه يوم عرفة حفظه الله ـ عزّ
وجلّ ـ من عرفة الى عرفة»39.


وعن ابن عباس أنه أورد مقدمة لها
ارتباط بالحديث الآنف الذكر إذ قال: إن الفضل بن عباس كان رديفَ رسول الله
(صلى الله عليه وآله) عشية عرفة، وكان الفتى يلاحظ النساء، قال: فكان النبيّ
(صلى الله عليه وآله) يصرف بصره، ويقول: «يا ابن أخي، إن هذا يومٌ مَنْ
ملكَ سمعَه إلامن حقّ، وبصره إلا من حقّ، ولسانَه إلاّ من حقّ، غفر
له ذنبه»40.


وقال ابن عباس: إن الله ـ عزّ
وجلّ ـ يباهي بأهل عرفة أو الحاج أهلَ السموات»41.


وفي حديث عن الرسول (صلى الله
عليه وآله) قال: وإذا وقفت عشيّة عرفة، فإن الله يهبط برحمته إلى السماء
الدنيا حتى تظل على أهل مكة، فيباهي بهم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني
شعثاً من كلّ فجّ عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبهم بعدد الرمال أو
كعدد القطر أو كزبد البحر لغفرت لهم ...»42.


وقال ابن عباس: رأيت النبيّ (صلى
الله عليه وآله) عشية عرفة بعرفة، ويداه إلى صدره يدعو كاستطعام
المسكين»43.


وجاء في رواية أخرى: كان أكثر
دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) يوم عرفة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير»44.


وقال عبد الله بن كريز أيضاً: إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة»45.


وقال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): «ما رُئي الشيطان يوماً هو أصغر فيه، ولا أدحر، ولا أحقر، ولا أغيظ
منه في يوم عرفة، وما ذلك إلا مما يرى من تَنزُّل الرحمة، وتجاوز الله عن
الذنوب العظام، الاّ ما رئي يوم بدر»46.


وكان الدعاء: لا إله إلا الله
الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان
الله ربّ السموات السبعوالأرض ربّ العرش العظيم، والحمدلله ربّ العالمين»47.


ولعرفات أهمية بالغة لدرجة أنه
جاء في الروايات: «الحج عرفة»; وطبعاً لا يعني ذلك أن بقية أعمال الحج قليلة
الأهمية! بل إن هذه الرواية، ترشد حجّاج بيت الله الحرام، الى أهم أركان الحج
أي عرفة، ولعل السبب في هذه الأهمية يعود الى الدور الذي تحظى به عرفات في
غفران الذنوب، إذ إن المذنب الذاهب الى عرفات يعود منها مغفوراً
له.


/ 17