تلبیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تلبیة - نسخه متنی

محمد مهدی الآصفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




«تكبيرة الإحرام» و «التلبية»


وقد أودع الله
تعالى في «الحج» كنوزاً من الوعي، والإخلاص، والانفتاح، والإقبال على الله،
والإعراض عمّا دون الله، والكدح، والتسليم، والتوحيد، والاخلاص، والتوكل،
والذكر، والولاء، والبراءة، وغير ذلك من أبواب المعرفة والكدح إلى الله،
ومفتاح هذه الكنوز جميعاً «التلبية»، ولا ينال الحاج ما أودع الله تعالى في
الحجّ من هذه الكنوز إلاّ إذا أحسن التلبية.

ومن لا يحسن
التلبية لا ينال من حجّه الكثير، وكلّ ما كان حظّ الحاج أكثر من الإقبال
والانفتاح على الله في التلبية كان حظّه من مواهب الحجّ أكثر.

وشأن «التلبية»
في الحجّ شأن «تكبيرة الإحرام» في الصلاة. فإنّ الصلاة كنز، ومفتاح هذا الكنز
تكبيرة الإحرام. ومن أحسن «تكبيرة الإحرام» في الصلاة فتح الله تعالى عليه
كنوز الصلاة، ومن لم يحسن تكبيرة الاحرام، كانت صلاته هيكلا من دون
روح.

فإنّ كلاًّ من
الصلاة والحج، رحلة إلى الله تعالى. وكلّ رحلة إلى الله عروج وصعود. ولابدّ
في هذا العروج من أن ينفصل عن هذه الدنيا ويقلع عنها اِقلاعاً كاملا بصورة
مؤقتة خلال هذه الرحلة، وما لم يقلع الإنسان في صلاته وحجّه عن دنياه، وما لم
يتحرّر من الأواصر والعلائق التي تشدّه إلى هذه الدنيا شدّاً، لا يستطيع
الإنسان أن يجد في صلاته وحجّه ذوق العروج والسفر إلى الله.

وليس يدعو
الإسلام الناس إلى أن يفصلوا أنفسهم عن دنياهم التي لابدّ لهم منها، ولا يريد
منهم أن يعرضوا عن هذه الدنيا وما فيها من لذّة ونعيم وعلائق ووشائح تشدّهم
بها، وإنّما يطلب منهم أن يتحرّروا في حياتهم من أسر التعلّق بهذه الدنيا
وحبّها والافتتان بها. وهذا رأي الإسلام في التعامل مع الدنيا.

/ 19