تلبیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تلبیة - نسخه متنی

محمد مهدی الآصفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




والتلبية مفتاح الحج


وينطلق الحاج إلى
الحجّ من «الميقات» بـ «التلبية»، والتلبية مفتاح الحجّ، كما أنّ
التكبيرة مفتاح الصلاة، ومن دون التلبية لا يتمكّن الحاج من أن ينطلق في هذه
الرحلة المباركة التي شقّ طريقها إليها أبونا إبراهيم (عليه السلام)، وعمّقه،
ووكده ابنه المصطفى خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله).

ولا يتأتّى
للإنسان أن ينطلق إلى الله في هذه الرحلة الإبراهيمية في الاستجابة لدعوة
الله تعالى، من دون أن يفتح كلّ قلبه في هذه الاستجابة، ويلبّي الدعوة إلى
هذه الضيافة التي ينعم بها الله تعالى على عباده في كلّ سنة، عند بيته
المحرّم، بكلّ مشاعره وأحاسيسه وعقله وقلبه.

ولا تتأتّى له
هذه الاستجابة وهذا والانفتاح على هذه الدعوة إذا كان لا يعرض في هذه الرحلة
ـ على الأقل ـ عن كلّ دعوة أُخرى يدعوه إليها ما في الدنيا من الغنى، وإذا
كان لا يقاطع، ـ ولو بصورة مؤقتة ـ كلّ ما يشغل باله وهمّه عن هذه
الدعوة.

إنّ التلبية من
فعل القلب، وأفعال الجوانح تختلف عن أفعال الجوارح.

فليس في وُسع
القلب أن يكون له في وقت واحد همّان واهتمامان، وانشغالان، وانصرافان
واستجابتان، وذكران، بعكس الجوارح التي يمكنها أن تمارس في وقت واحد أكثر من
فعل واحد.

يقول تعالى:
{ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في
جوفه}33.

فليس في جوف
الإنسان إلاّ قلب واحد، وليس للقلب الواحد إلاّ اهتمام واحد.

فإمّا أن يصرف
الإنسان هذا الإهتمام في الاستجابة إلى الله تعالى، وإما أن يصرفه إلى غير
الله، وإمّا أن يعطل الإنسان قلبه، ويُبلّدهُ فيكون محلا لكلّ شارد
ووارد.

/ 19