التلبية استجابة وإعراض
والتلبية استجابة
وإعراض. استجابة لدعوة الله ـ تعالى ـ وإعراض عن كلّ دعوة أُخرى. ممّا تلقاها
في هذه الدنيا.
وليس يدعو
الإسلام المسلمينَ إلى الإعراض عن الدنيا، وليس ينهي الإسلام عن الإقبال على
هذه الدنيا وفتنها، وإنّما يدعوهم إلى أن يجعلوا استجابتهم لها في طول
استجابتهم لدعوة الله وامتدادها، وليس في عرضها، وإلى جنبها.
وأمّا في «الحج»
فلا يتمكّن الحاج أن يستجيب لهذه الدعوة الإلهية وأن يقطع آفاق هذه الرحلة
الإبراهيميّة المباركة إن لم يمحّض قلبه واهتمامه واستجابته لله تعالى، ولا
يتأتّى له هذا التمحيض إن لم يعرض عن أية دعوة أُخرى في هذه الدنيا. حتى لا
تشغله دعوة عن هذه الدعوة، ولا تصرفه مغريات دعوات الدنيا وعواملها وفتنها عن
دعوة الله تعالى لعبادة الله. و «التلبية» تتضمّن هذين المعنيين معاً،
الاستجابة لله، والإعراض عن غير الله، والانفتاح على الله والانقلاب عمّا دون
الله.