الدعوة إلى التلبية الطوعية
وكل ما في هذا
الكون يلبّي أمر الله طائعاً، منقاداً في كلّ شيء لله تعالى، إلاّ أنّ الله ـ
تعالى ـ أكرم الإنسان بالدعوة إلى عبادته وطاعته طوع إرادتهم، وأكرمهم بهذه
التلبية الطوعية.
وتختلف التلبية
«الطوعية» عن التلبية «القهرية» أنّ الحركة منها إلى الله حركة واعية،
وبالحركة الواعية يبلغ الإنسان من الكمال والعروج إلى الله ما لا يصله
بغيرها.
وهي ميزة وتكريم
خصّ الله بها من اصطفى من خلقه. والنقطة المقابلة لهذا التكريم هي «السقوط»
والهلاك إذا رفض الإنسان الاستجابة لله طوعاً، وعن اختيار. إنّ في كل استجابة
طوعية لدعوة الله تعالى عروج إلى الله، وفي كل إعراض و صدود عن الله تعالى
سقوط وهلاك.
وخصّ الله
الإنسان وأكرمه بهذا الخيار «الصعب» {إنّا
عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها
وحملها الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولا}3.