تلبیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تلبیة - نسخه متنی

محمد مهدی الآصفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




شعور الحاج عند التلبية


إنّ التلبية
تقترن في نفس الحاج بانفعالات نفسيّة وأحاسيس مختلفة، فهي تقترن بالشوق إذ
يقبل الحاج إلى الميقات ملبّياً دعوة ربّه. ويقترن بالإحساس بالهيبة عندما
يشعر الحاج أنّه يقف بين يدي ذي الجلال والعظمة ليلبّي دعوته. ويقترن بالرهبة
والخوف، عندما ينظر إلى نفسه، فلا يراها أهلا لهذا التكريم الإلهي، ولا يراها
موضعاً لهذه الدعوة الإلهية ويخشى إن لبّى أن يردّ الله تعالى
تلبيته.

روى الصدوق في
الأمالي عن ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه، عن الأزدي قال:
سمعت «مالك بن أنس» فقيه المدينة يقول: كنت أدخل إلى الصادق جعفر بن محمد
(عليهما السلام)، فيقدّم لي مخدّة، ويعرف لي قدراً، ويقول: مالك إنّي أُحبّك،
فكنت أُسرّ بذلك، وأحمد الله عليه.

قال: وكان ـ عليه
السلام ـ لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إمّا صائماً، وإمّا قائماً، وإمّا
ذاكراً، وكان من عظماء العبّاد، وأكابر الزهّاد الذين يخشون الله عزّ وجلّ،
وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول الله(صلى
الله عليه وآله)، اخضرّ مرّة واصفرّ مرّةً أُخرى، حتى ينكره من كان
يعرفه.

ولقد حججت معه
سنة، فلمّا استوت به راحلته عند الإحرام كان كلّما همّ بالتلبية إنقطع الصوت
في حلقه، وكاد أن يخرّ من راحلته، فقلت: يا ابن رسول الله(صلى الله عليه
وآله) ولابدّ لك من أن تقول، فقال: كيف أجسر أن أقول: لبّيك اللّهمّ لبّيك،
وأخشى أن يقول عزّ وجلّ لي: لا لبّيك ولا سعديك38.

وعند الوقوف بين
يدي الله تعالى في موقف التلبية في الميقات تتفاعل هذه الانفعالات والأحاسيس
في نفس الحاج، وهذا المزيج المتناسق والمتكامل من المشاعر والانفعالات
النفسية تساهم في هذه النقلة والانقلاب النفسي والاجتماعي الذي يحصل للحجاج
في «الميقات» و «الحرم».

/ 19