ج - روسيا والصين
بالرغم من وجود الاختلافات والتقلّبات الحادّة في العلاقات بين روسيا والصين
فانّ تلك العلاقات لم تقطع بشكل كامل بين الدولتين خلال نصف القرن الماضي، وذلك
لوجود التقارب الايدلوجي فيما بينهما والمصالح ا لمشتركة في مقابل المصالح
الأميركية، حتى إنّهما عقدا اتفافية للصداقة والتعاون قبل عام واجد من تفكّك
الاتحاد السوفيتي.
كما أنّ الأجواء السائدة على الأوضاع السياسية العسكرية في العالم ووجود وسائل
قاهرة مثل حلف الناتو والاتّحاد الأوروبي لاى جانب أميركا بنحو ما، دعت روسيا
والصين الى تشكيل وترسيخ محور جديد يهدف الى حفظ وتعزيز مكانتهما في الساحة
الدولية; ولذا فإنّ المسؤولين في البلدين أعلنوا بصراحة بعد التوقيع على الاتّفاقية
الأخيرة للصداقة والتعاون بين بيكن وموسكو هذه الاتّفاقية هي بداية مرحلة جديدة في
العلاقات بين البلدين.
ولكنّ المحاور التي أشار إليها مسؤولو موسكو وبكين من خلال كلماتهم وبياناتهم
تكشف بوضوح عن أنّ البلدين ينتقدان السياسات الأميركية العسكرية ويتحداناها، بالرغم
من أنّه قد صرّح في الاتّفاقية بأنّ انعقاد ميثاق الصداقة والتعاون بين روسيا
والصين ليس لمواجهة بلد ثالث.
إنّ فكرة توسيع حلف الناتو، وسعي أميركا لإيجاد درع صاروخي، وعدم التزام أميركا
باتفافية كيوتو، وفكرة تشكيل الجيش الاوروبي الموحّد، وإعلان المسؤولين الأميركيين
بصراحة عن أنّ اتفاقيات مثل اتفاقية الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية المسماة
(M.B.A) تتعلّق بالماضي ويجب إلغاؤها أو
تعديلها... كل تلك الأمور دعت روسيا والصين الى الاعتقاد بأنّهما غير قادرتين
لوحدهما على مواجهة التفرّد الأميركي، ويجب عليهما أن يسيرا في اتجاه تأسيس محور
استراتيجي جديد.
ومن هنا فإنّ بعض الخبراء يعتقدون أنّ البلدين لما يتمعتان به من علاقات قديمة
واسثمار مصادرهخما الجغرافية السياسية المتعددة سيما ولان توفير دعامة قوية يمكن
الاعتماد عليها مقابل المخططات السياسية العسكرية للعرب ولاسيما أميركا وذلك من
خلال ايجاد محور مقتدر، وهذه العملية من شأنها أن تؤدي - دون شك - الى سباق تسلّح
جديد ونشوء اقطاب سياسية عسكرية متعددة في العالم.