أمریکا والعالم الإسلامی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أمریکا والعالم الإسلامی - نسخه متنی

الدکتور منوچهر محمدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الخلاص والاستنتاج


لقد حاولنا في هذا المقال التعرض الى خصائص السياسة الأميركية والسيناريو الذي
وضعته قيد التنفيذ لما بعد الحادي عشر من سبتمبر من خللا دراسة الأرضيات التاريخية
والسياسية والعسكرية التي انتهت الى هذه المرحلة والمكانة، وفي الوقت نفسه حاولنا
دراسة وتحليل ردة فعل المجتمع الدولي على ذلك ولاسيما العالم الإسلامي الذي تعرض
لهجوم أميركي مباشر، ومن ثم التعرف على التحديات الاساسية التي تواجهها الولايات
المتحدة الأميركية.


إنّ أهمّ ما اثبتته أحداث الحادي عشر من سبتمبر بوضوح هو أنّ الولايات المتحدة
- وهي القوة العظمى المتبقية من حقبة الحرب الباردة، والدول التي تمتلك أعقد وأقوى
ترسانة عسكرية في العالم - كانت عاجزة عن أي ردّ فعل مقابل هذه الضربة، ولم تستطع
أن توفر حماية لمواطنيها. وقد واجهت الولايات المتحدة في هذه الحادثة ظاهرة جديدة
لم تكن تملك أي استعداد لمواجتها والسبيل الذي انتهجته لمواجهتها ليس لهو العلاج
الناجح فحسب، بل إنّه يشدد مثل هذه العمليات أيضاً، وباختيارها لهذا السبيل أغلقت
أميركا على نفسها أي طريق للتقدم أو العودة.


ويمكن بإيجاز تبين أهداف السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة
والتحديات التي تواجهها بالنحو التالي:


أ - الاهداف الداخلية والخارجية للسياسة الأميركية بعد 11 سبتمبر


من المتبقي ان احداث الحادي عشر من سبتمبر منحت الحكومة الأميركية


فرصة ذهبية من خلال تفعيل قطاعها العسكري وباسلوب تحويل الانظار، لكي تنقذ
نفسها من الأزمات الداخلية ولاسيما أزمة الركود الاقتصادي. كما أن النظرية التي
قامت عليها السياسة الخارجية لأميركا بعد الحادي عشر من سبتمبر تقوم على مبدأين:


أولاً: التركيز الجدي على أهمية القوات المسلّحة في إطار الدور العالمي الذي
تلعبه الولايات المتحدة، على الرغم من انتهاء الحرب الباردة إلاّ أن القوة العسكرية
يبقى لها الدور الأساسي بصفتها اداة مهمة في السيطرة الخارجية والعلاقات
الدبلوماسية.


ثانياً: تبرير ضرورة المحافظة على القوة العسكرية وتوسيعها من خلال وجود تهديد
واعداء; ولذا فأن المواجهة الجدية والحرب على الارهاب واختلاف أعداء من بين الدول
التي لدى الولايات المتحدة نوع من عدم الرضا عن سياستها الخارجية، أصبحت القاعدة
الثانية للسياسة الخارجية الأميركية.


وفي هذا الإطار طرح رجال الدولة في الولايات المتحدة الإسلام على أنه العدو
لأميركا وأقاموا سياستهم العسكرية على هذه القاعدة، وفي الحقيقة إن هذه السياسة
المنسجمة مع سياسة إسرائيل تشكل البنية التحتية لنظرية حكومة بوش.


ب - التحديات والعقبات التي تواجهها الحكومة الأميركية


إنّ الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية لاتظهر - كما بيّنا ذلك - قدرة
أميركا على تنفيذ سياستها العسكرية التي اتخذتها بعد الحادي عشر من سبتمبر، بل كان
اتخاذها لسياسة فرض هيمنتها المتناقضة على العالم يهدف الى تأخير نهاية قوتها
الكبرى، واحتمال تكفكّك النظام الأميركي هو ما جعلها تتبع هذه السياسة التي تواجه
موانع عديدة في طريقها هي:


1 - الوقت له لدور أساسي في مسألة تنفيذ سياسة أميركا العسكرية. فلو لم تتمكن
أميركا من تعزيز مكانتها عن طريق القوة العسكرية بصفتها القوة الأكبر في العالم
فأنّها ستواجه هزيمة واحباط شديدين في تنفيذ هذه السياسة، فلا المجتمع الأميركي
قادر على تحمل حرب طويلة المدى، ولا الاقتصاد الاميركي له القدرة على تحمل مصاريف
مثل هذه الحرب على المدى البعيد.


2 - ان أميركا غير قادرة على تحمل الهزيمة في اطار تنفيذها لهذه السياسة واي
هزيمة لها في حرب تقع خارج حدودها تُعد بداية لاضمحلال قوّة امبراطورية الولايات
المتحدة وعلى الرغم من أن الأميركيين يحاولون إضفاء النصر على تدخلهم العسكري في
افغانستان والعراق، إلاّ أنهم واجهوا - ومنذ الخطوة الأولى - مصاعب وموانع حقيقية.


3 - مما لاشك فيه ان الأزمة الفلسطينية وسياسة القبضة الحديدية لآريل شارون
خلقت تحدياً وعقبة كبيرة أمام تنفيذ السياسة العسكرية للولايات المتحدة، حتى إنّ
جورج بوش قال في مؤتمر مشترك مع توني بلير - رئيس وزراء بريطانيا - في الرابع من
ابريل: إنّ التطورات في هذه المنطقة عرّضت الخطة الأميركية الى نوع من التوقف وفى
الواقع لقد اعترف بوش - بنحو ما - بفشل هذه السياسة في أشهرها الأولى.


4 - إنّ الفرصة المتاحة أمام حكومة جورج بوش لاكمال عملياتها المسماة بالحرب ضد
الارهاب تنتهي سنة 2003 م، لأنها هي سنة الاستعداد للانتخابات الرئاسية القادمة في
أميركا، ومن المعروف أنّ الرؤساء الأميركيين السابقين يوجهون اهتمامهم في الثمانية
عشر شهراً المتبقية من حكومتهم الى الشؤون الداخلية التي لها دور مصيري في كسب آراء
الناخبين ولايلتفون كثيراً الى الشؤون الخارجية. وقد سبب الضغط الاقتصادي الذي
يتعرض له دافعوا الضرائب


الأميركان والفشل في تنفيذ السياسة العسكرية استياءً شديداً لدى المواطن
الأميركي.


5 - التزايد الشديد للتذمر الدولي من الولايات المتحدة، ولو قارنا نظرة المجتمع
الدولي الى أميركا قبل خمسين عاماً مع نظرته اليها اليوم لرأينا أنّ الناس الذين
كانوا يعتبرون أميركا هي المنجية لهم ويعتبرونها اليوم قوة مستكبرة غاصبة ولاتبالي
بعدم الالتزام بالقوانين الدولية والبشرية فحسب، بل إنها على استعداد لتدمير أي
منطقة من العالم أو العالم أجمع من أجل الوصول الى أهدافها وتحقيق مصالحها.


ج - مستقبل الأزمة


ان الصدامات العسكرية العنيفة ليست عاجزة عن حل المشاكل فحسب بل إنها تؤدي الى
إثارة افراد المجتمع أكثر سواء في أميركا أو بقية أنحاء العالم. فقتبل أُسامة بن
لادن وتدير تنظيم القاعدة - حتى لو تمّ - سيؤدي الى إثارة دوافع الانتقام لدى
المئات والآلاف من المؤيدين له، وكل احد منهم يمكن أن يكون بالقوة نواة لتأسيس
قاعدة أخرى.


وكما لم يجنها آريل شارون انه ثمرة من سياسة القبضة الحديدية فكيف يمكن لأميركا
أن تصل الى النتيجة المطلوبة عن هذا الطريق؟


فمن ناحية فان طريق الصلح مسدود في هذا النوع من الحركات، فالصلح والمفاوضات مع
من؟ ومع أي حزب أو حكومة؟


ومن جهة أخرى تحذر الولايات المتحدة من الكشف عن العلل الأساسية لمثل هذه
الحركات عل أنها ارهابية، لان تلك العلل والعوامل ناتجة عن السخط العام من السياسة
الاستكبارية لدولة أميركا وهيئتها الحاكمة.


أمّا الحل فيمكن في الادانة والتغيير الجذري للسياسات الأميركية، وفي الحقيقة
الغاء النظام التسلطي الحاكم وسياساته المتبعة; فلذا لايُتوقع أن تنتهي هذه
المواجهة في المستقبل القريب، ومادامت الولايات المتحدة تصر على مواصلة سياساتها
التوسعية مستندة الى تفوّق قوتها العسكرية والاقتصادية فان الاوضاع العالمية ستتأزم
أكثر، ومن المحتمل أن تكون نهاية هذه الحرب هزيمة النظام السياسي الأميركي، أو
بعبارة أشمل: تفكك ذلك النظام.


د - أمريكا في مواجهة الإسلام


لم يثر انتصار الثورة الإسلامية - باستنادها الى الإيمان الديني والعودة الى
الإسلام - قلق وخوف المسؤولين الأميركان، فحسب بل دفع المنظرين والمخططين للسياسة
الأميركية الى التفكير في حلّ هذه المشكلة بعد أن هددت مصالح أميركا وأذاقتها طعم
الذل لمرات عديدة مع كلّ ما تمتلكه من قوة عسكرية واقتصادية ونفوذ سياسي في العالم،
كما أحسّ الصهاينة بهذا الخطر الداهم على سياساتهم التوسعية ولاسيما حينما استطاعت
آثار هذه لاثورة في لبنان أن تلحق بإسرائيل وبالدول الكبرى جرحاً لايلتئم.


وفي البداية تصوروا أن هذه الثورة وآثارها في لبنان تقتصر على الشيعة فقط
ولاتؤثر الى أهل السنة هناك ولكن ثبت عملياً - وبعد حرب الخليج - أن ظاهرة الصحوة
الإسلامية والعودة الى الإسلام بل إنها إنها ظاهرة جديدة انتشرت بين المسلمين كافّة
وتحولت الى تيار معاد للاستكبار الغربي والكيان الصهيوني ولما وجد من أجله ذلك
الكيان.


لقد تصرفت حكومة بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بطريقة


توحي بأن العالم الإسلامي برز لمحاربة أميركا في إطار إرهابي، فأخبر في بادىء
الأمر عن الورود في حرب صليبية، ومن ثم وجهت أصابع الاتّهام الى المسلمين والحركات
الإسلامية، أمّا التصرف اللاحق في المجالات العسكرية والسياسية والاعلامية فيبيّن
أنّ اعتماد السياسة العسكرية هو فصل دوّن سلفاً في ضمن ملف تغيير النظام العالمي
للإرتقاء بمكانة الولايات المتحدة ودورها بصفتها القوة الوحيدة العظمى المتبقية من
مرحلة الحرب الباردة.


أمّا كيف ستكون المواجهة بين أميركا والإسلام والمسلمين؟ فهو كما أوضحناه
سابقاً لايمكن التنبأ به حالياً، إلاّ ان هناك بعض الحقائق التي لايمكن انكارها:


1 - إن اميركا جاءت لمواجهة الإسلام والمسلمين وسوف تستغل جميع الوسائل اللازمة
في هذه المواجهة.


2 - إنّ المسلمين والشعوب الإسلامية - شاءت أم أبت - قد دخلت في هذه الحرب
الطاحنة، ولايبدو لها مفر من ذلك.


3 - إنّ هذه الحروب ستكون طويلة ونتيجتها النهائية إمّا الهزيمة الحتمية
للمسلمين والسيطرة الطويلة لاميركا عليهم أو تفكّك الولايات المتحدة وازدهار قوة
وعظمة المسلمين.


4 - اسلوب الجمهورية الإسلامية في التعامل مع هذه الأزمة.


إنّ الاوضاع التي يعيشها العالم واعتماد السياسة العسكرية من قبل الولايات
المتحدة الاميركية والهجوم الواسع على العالم الإسلامي بحجة الحرب ضد الارهاب و...
كل ذلك يتطلب الدقة والحذر من قبل رجال الدولة في الجمهورية الإسلامية لكي يستطيعوا
ومن خلال اعتماد وطرح سياسة مدروسة وحكيمة ان يقللوا الى اقصى حد ممكن من الخسائر
التي يتعرض لها العالم الإسلامي


والجمهورية الإسلامية في هذه الحرب العجيبة وفي مواجهة عدو يتعامل بروح الذئب
الجريج، ومن ثم يوجهون ضربات قوية ومؤثرة بالاستفادة الموفّقة من الفرص والتحديات.


إنّ العالم الإسلامي اليوم بحاجة اكثر من أي وقت مضى الى الوحدة والتعاطف; كي
يتمكن الوقوف امام أميركا والدفاع عن نفسه بنحو مؤثر. والقاسم المشترك المقدّم على
غيره في العالم الإسلامي هو السخط العام من السياسة الاستبدادية للولايات المتحدة،
فلابدّ من الاستثمار الفعال.


فيجب لهذا العامل المشترك، في الوقت ذاته يجب تقوية الأمل لدى الشعوب الإسلامية
ودعوتها الى الوحدة وذلك بايقاظها و نشر الوعي وتبادل وجهات النظر البناءة فيما
بينها.


/ 17