أمریکا والعالم الإسلامی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أمریکا والعالم الإسلامی - نسخه متنی

الدکتور منوچهر محمدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




ملحق


وسقط النسر امانويل والرشتين (استاذ جامعة بيل الاميركية)


هاقد وصلت السيطرة الأميركية الى النهاية، والتحديات الموجودة ابتداءً من
فيتنام والبلقان وحتى الشرق الأوسط واحداث الحادي عشر من سبتمبر كلها تشير الى
انحسار التفوق والتسلط الأميركي. وبداية زوال سياسة التفوق الاميركية لم تنشأ من
أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بل إنّ تراجع القوت العالمية لأميركا قد بدأ منذ
السبعينات بنحو مشهود، وردة الفعل الاميركية على الهجمات الارهابية ماهي إلاّ عامل
سرّع في هذا التراجع.


إنّ دراسات الجغرافية السياسية تبين لنا حقيقة واضحة لالبس فيها وهي: أنّ
العوامل الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي ادّت الى التسلط السياسي للولايات
المتحدة ستكون هي نفسها السبب الذي لايمكن اجتنابه في تقلّص وزوال الهيمنة
الأميركية.


بداية السلطة السياسية (شروع سياسة التفوق الأميركي)


إنّ ارتقاء الولايات المتحدة الى قوّة عالمية كانت عملية طويلة بدأت بشكل حقيقي
مع الركود العالمي سنة 1873م فتحرّكت في ذلك الوقت الولايات المتحدة وألمانيا
للسيطرة على القسم الأكبر من السوق العالمية، مما تسبب في ركود اقتصادي مستمر
لبريطانيا.


أمّا الحرب العالمية الأولى والثانية فيمكن اعتبارهما حرباً استمرت 30 سنة بين
الولايات المتحدة وألمانيا تخللهما وقف لاطلاق النار وبعض التوترات المحلية بين
البلدين.


وحينما وصل النازيون الى السلطة في المانيا سعوا الى التغلب على النظام العالمي
القائم آنذاك، وتوجّهوا نحو تشكيل إمبراطورية عالمية. وفي المقابل لعبت الولايات
المتحدة الأميركية دور المدافع عن الليبرالية العالمية المعتدلة، كما أقامت نوع من
التحالف الاستراتيجي مع الاتحاد السوفيتي مما ادى الى هزيمة المانيا والمتحالفين
معهما.


لقد تسببت الحرب العالمية الثانية في تدمير النبى الاساسية وقتل أعداد كثيرة من
الناس في أوربا وآسيا، وكانت الولايات المتحدة هي القوة الصناعية الوحيدة التي لم
تتعرض لمثل هذه الأضرار، بل نمت قوتها الاقتصادية بشكل كبير وتعزز موقفها على
الساحة الدولية.


إنّ الحصول على السلطة السياسية تستتبعه في الغالب عقبات ومصاعب سياسية عملياً.
وفي طوال الحرب اتفق الحلفاء على تأسيس منظمة الأمم المتحدة التي كانت تتشكل من دول
اتّحدت ضدّ دول المحور، وكان مجلس الأمن الدولي هو المؤسسة الوحيدة التي لها الحق
في استعمال القوة، ومنذ أن منح ميثاق الأمم المتحدة حق الفيتو الى الدول الخمس
الكبرى التي منها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي واجهت المنظمة عملياً قيوداً
كثيرة.


وبناءً عليه إن تأسيس الأمم المتحدة سنة 1945م لم يحدد الجغرافية السياسية
للعالم بل حددها الاجتماع الذي عُقد قبل شهرين من ذلك في يالطا (Yalta) بين الرئيس
الأميركي روزفلت ووينستون تشرشيل رئيس الوزراء البريطاني وزعيم الاتحاد السوفيتي
جوزيف استالين.


وحظيت الاتفاقيات الرسمية لاجتماع يالطا بأهمية أدنى بالمقارنة مع الاتفاقيات
غير الرسمية. وهذه الاتفاقيات غير الرسمية هي الاتفاقيات غير المعلنة التي يمكن
تقييمها فقط عن طريق ملاحظة سلوك الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في السنوات
التي أعقبت ذلك. وعلى هذا فقد كان اجتماع يالطامن الناحية السياسية بمنزلة اتفاقية
حول الوضع القائم تسلّط بموجبها الاتحاد السوفيتي على ثلث العالم تقريباً والباقي
خضع لسلطة الولايات المتحدة.


وكانت واشنطن تواجه تحديات عسكرية حقيقية; إذ كان الاتحاد السوفيتي يمتلك اكبر
قوة برية في العالم في حين كانت الحكومة الأميركية تواجه ضغوطاً في الجيش، ولذا
قررت الولايات المتحدة إثبات تفوّقها العسكري ليس عن طريق القوّة البرية بل عن طريق
استئثارها بالأسلحة النووية، إضافة الى القوة الجوية التي كانت قادرة على
استعمالها، إلاّ أن هذا الاستئثار مالبت ان زال، حيث قام الاتحاد السوفيتي حتى سنة
1949م بتطوير اسلحته النووية.


لقد كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي حتى سنة 1991م متفقتين على موازنة
خائفة في الحرب الباردة. اضافة الى ذلك لابد من الاشارة الى ان الاتحاد السوفيتي
كلما كان يواجه ازمة في الدول التابعة له - المانيا الشرقية سنة 1953م. المجرسنة
1956م. تشيكوسلوفاكية سنة 1968م، بولندا سنة 1981م - كانت الولايات المتحدة تبتعد
عن أعمال الدعاية وتسمح للاتحاد السوفيتي أن يتصرف بالصورة التي يراها مناسبة.


إلاّ أن هذا الأمر لم يكن يشمل النشاط في المجال السياسي ; إذ استثمرت أميركا
الأجواء السائدة في الحرب الباردة لصالحها، فبدأت بإعادة بناء اقتصاد جامع في اوربا
الغربية أولاً ثم اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، وهذه العملية ساعدت على قيام
علاقة هي علاقة الاعلى - والادنى بين أميركا والدول التي كانت تستفيد من تلك
المساعدات وهذا الاحساس والاتجاه كان ينمّي الشعور بالحاجة الى الانضمام الى
الاحلاف العسكرية، والاهم من ذلك كان ينمّي نوعاً من النظام السياسي التابع
للآخرين.


وكذلك لايمكن الاستهانة بالأدوات الثقافية والنظرية للسلطة السياسية الأميركية،
فقد كانت سنة 1945م أفضل زمان للنظرية الشيوعية لأن تستقطب التعاطف معها، ورداً على
هذا تبنّت الولايات المتحدة مؤقفاً مضاداً للشيوعية، يبدو - من خلال نظرة الى
الماضي - أنّ مرحلته الأولى قد تكللت بالنجاح، تعرضت واشنطن أبرزت دورها بصفتها
قائداً للعالم الحر، وفي الاقل بمقدار ما كان الاتحاد السوفيتي يعرض نفسه كزعيم
للمعسكر التقدمي والمعسكر المعادي للامبريالية.


3 - حرب فيتنام


من النتائج التي ترتبت على حيازة الولايات المتحدة للقوة والتسلط السياسي بعد
الحرب العالمية الثانية هو اندحار السلطة السياسية للدول الأخرى، ويمكن دراسة هذه
الظاهرة من خلال أربعة مجالات: الحرب في فيتنام، ثورات سنة 1968م، انهيار جدار
برلين سنة 1989م، الحملات الارهابية في الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001م.


كل واحد من هذه المجالات يعتبر مقدّمة للمجال الآخر، وقد انتهت بالولايات
المتحدة الى مرحلة اعتبرت فيها نفسها القوة العظمى في حين انـها تفتقد القوة
الواقعية، كزعيم عالمي لايطيعه أحد ولايحظى بالاحترام اللازم، هي دولة فُقدت
السيطرة عليا وأخذت تتقدم بنحو خطر وسط فوضى تعم جميع انحاء العالم.


إنّ الحرب الفيتنامية تعدّ محاولة من الشعب الفيتنامي للقضاء على السلطة
الاستعمارية وتشكيل حكومة وطنية; إذ حارب الفيتناميون فرنسا واليابان وأميركا وفي
نهاية المطاف حققوا نصراً على تلك القوى الاستعمارية أ/ا من جهة نظر الجغرافية
السياسية فإن هذه الحرب تعتبر رفضاً لمقررات يالطا من قبل شعوباً عرفت فيما بعد
بالعالم الثالث، كما لاتعدّ هزيمة او آفة لمكانة أميركا فحسب بل إنّها قللت من قدرة
الولايات المتحدة على البقاء على رأس القوة الاقتصادية الحاكمة في العالم، وعلى كل
حال فقد تكبدت أميركا خسائر فادحة كأوربا الغربية كما تعرضت اليابان الى اضطرابات
اقتصادية كثيرة.


اما الثورات التي بدأت في جميع انحاء العالم سنة 1968م فلم تكن لإدانة التسلط
السياسي للولايات المتحدة الأميركية فقط، بل شكلت ادانة للاتفاقيات السرية بين
الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ولمقررات يالطا أيضاً، وتبنت لغة الثورة
الثقافية في الصين التي قسّمت العالم الى معسكرين القوتين العظميين


وباقي العالم.


إنّ المعارضة الشديدة التي أبدتها تلك الثورات لتواطأ الاتحاد السوفيتي مع
اميركا، وصدامها الشديد مع اليسار القديم، اضعفت مشروعية اتفاقيات يالطا في مسألة
أن الولايات المتحدة هي التي ارست النظام في العالم، كما أضعفت هذه المواقف
الليبرالية المعتدلة بصفتها الإيدلوجية الوحيدة المشروعة في العالم.


4 - القوة العظمى الفاقدة للقوة


كان لبداية الركود الاقتصادي في العالم في السبعينات نتائج مهمة للولايات
المتحدة الاميركية وشكّل عقبة أمام الرقي والتطور، فواجهت الأنظمة الواحدة بعد
الآخر اضطرابات داخلية وهبوطاً في المستويات المعيشية المتعارفة وتزياد التبعية من
خلال الديون للمؤسسات المالية العالمية، وتناقصاً في الثقة.


إنّ ما عُدّ عمليات ناجحة قامت بها الولايات المتحدة في الستينات للحدّ من
الاستعمار في العالم كانت عبارة عن التقليل من الاضطرابات والتسريع في نقل السلطة
الى انظمة حققت التنمية والازدهار دون اللجوء الى الاعمال الثورية. وعندما أرادت
الولايات المتحدة التدخل في هذا الأمر واجهت الفشل.


وفي سنة 1983م قام الرئيس رونالد ريغان بارسال الجنود الامريكان الى لبنان
لإقامة النظام هناك، إلاّ أنّها أُخرجت من ذلك البلد بالقوة، فسعى الى تغطية هذه
الهزيمة عن طريق الهجوم على غرينادا التي لم تكن تمتلك جيشاً. وهجم جورج بوش على
بنما البلد الذي كان فاقداً للقوة العسكرية، ولكن حينما أراد التدخل في الصومال
فيما بعد لاقرار النظام فيها طُرد بالقوة من تلك المنطقة. ومن هنا قررت الولايات
المتحدة التخلي عن اعتماد السياسات التي كان بامكانها ان تستفيد من خلالها سلطتها
السياسية المفقودة لانها سياسات مقيّدة، وهي


السياسات التي كانت قد اعتمدتها منذ انسحابها من فيتنام.


وحينما كانت الولايات المتحدة تعيش بعض الغفلة عن الاوضاع. كان الاتحاد
السوفيتي يعيش حالة الاحتضار والتفكك، فاصاب هذا السقوط المفاجىء الولايات المتحدة
بالدهشة والذهول، وجعلها غير واثقة تماماً من الكيفية التي ستواجه بها هذه الاوضاع
والنتائج. إنّ تفكك الشيوعية أبرز للعيان تفكك الليبرالية وقضى على نقطة الثبات
الوحيدة التي كانت ترتكز عليها السلطة السياسية أدى بصورة مباشرة الى غزو العراق
للكويت.


في المدّة مابين حرب الخليج وأحداث الحادي عشر من سبتمبر كان هناك نزاعان
عالميان شملا البلقان والشرق الاوسط، وقد أدّت الولايات المتحدة دوراً دبلوماسياً
وأساسياً للغاية في كلتا المنطقتين.


وبالنظر الى مامرّ فلو كانت الولايات المتحدة قد اختارت موقفاً انعزالياً فالى
أي مدى كانت النتائج الحاضلة متباينة مع النتائج الفعلية؟ وهل كانت الصدامات
والتوترات تنتهي بشكل يختلف عما انتهت اليه الآن من دون تدخل الولايات المتحدة؟ كان
من الممكن ان يستمر العنف لمدة اطول الا أنّ النتائج الاساسية ربما لم تكن تختلف
كثيراً عن بعضها. وهذه الحالات هي الاشد حدةً والاكثر واقعية في الشرق الأوسط، أي
المكان الذي تحملت فيه الولايات المتحدة هزائم كثيرة لم تتكبدها بسبب ضعف إرادتها
وجهودها، بل بسبب النقص في القدرة الحقيقية.


5 - طلاب الحرب الخائبون


ثم وقعت حادثة الحادي عشر من سبتمبر، الحادثة التي رافقها شك وردود أفعال وما
يقوله المؤرخون عنها يبيّن نوعاً من التحدي والمعارضة الاساسية لسلطة الولايات
المتحدة، والأشخاص المسؤولون عن هذه الأحداث لايمثلون


قوة عسكرية يعتد بها. فهم أعضاء قوة غير حكومية لهم إرادة صلبة، ودعم مالي
محدود، مع مجموعة من الاتباع الفدائيين، وقاعدة قوية في دولة ضعيفة، والحاصل أنهم
لايحسب لهم حساب من الناحية العسكرية، ولكنهم نجحوا في هجوم جريء على الولايات
المتحدة الأميركية.


بعد ذلك الهجوم الارهابي طرح بوش مسألة الحرب ضد الارهاب أو طمأن الشعب
الأمريكي بأن النتائج ستكون واضحة وقطعية، وأعلن للعالم: إنّكم إمّا أن تكونوا معنا
أو مع العدو.


وموقف الساسة الاميركيين واضح وعلني وهو: ان الولايات المتحدة تمتلك قوة عسكرية
متكاملة وعندما تقوم بتحقيق أهدافها عن هذا الطريق فأن الكثير من زعماء الدول
يختارون السكوت وعدم التحرك في هذا المجال بالرغم من أنهم يعتبرون استعمال القوة من
قبل واشنطن عملاً غير عقلائي.


ويمكن الاستدلال على هذا النوع من المواقف الحربية للولايات المتحدة بثلاثة
شواهد معاصرة:


الهجوم العسكري على افغانستان، والدعم الاساسي للجهود الاسرائيلية منأجل القضاء
على الحكومة الفلسطينية، والهجوم على العراق بعد أقل من سنة من حملات الحادي عشر من
سبتمبر سنة 2001م.


إنّ طلاب الحرب في اميركا يؤكدون أنّ معارضة التصرفات الأميركية هي معارضة
لفظية الى حد كبير. ولايبدو أنّ أياً من دول أوربا الغربية والصين لديها الاستعداد
لقطع علاقاتها مع الولايات المتحدة. وبعبارة أُخرى: أن طلاب الحرب يعتقدون أن
واشنطن قد نجت من امثال هذه العقوبات، كما يعتقدون أنّ الولايات المتحدة لو هاجمت
العراق عسكرياً، ثم بعد إحكام سيطرتها على كل العالم وفي إيران وكوريا الشمالية
وكولومبيا أو اندونيسيا، فلن تكون النتائج مختلفة عما هي


عليه الآن.


إلاّ أنّ تحليلات الساسة المحرّضون على الحرب خاطئة: وتأشيرها الى هزيمة وتفكّك
سريع. ولاسيما هزيمة منهج هؤلاء الساسة في المجال العسكري والاقتصادي والايديولوجي.


ويبدو أنّ الاقتصاد الاميركي يعاني في الوقت الحاضر من ضعف بنحو ما نتيجة
للميزانية العسكرية غير المحدودة، تلك التي توافق استراتيجيات الساسة المحرّضون على
الحرب، اضافة الى ذلك ان واشنطن ستعاني ا لعزلة من الناحية السياسية ولايوجد من
يتصوّر أنّ هؤلاء الساسة هو موقف صحيح ويستحق التنفيذ.


الشعوب الأخرى تخشى من المعارضة المباشرة لواشنطن أو لاتريد القيام بهذا العمل
ولكن حتى هذا الموقف سوف يضر بمصالح الولايات المتحدة.


وستكون أميركا في مواجهة أمرين خلال العشر سنوات المقبلة: تبنّي منهج الساسة
الداعين الى الحرب بكل نتائجه السلبية، أو ابتعادها عن هذا الطريق لما له من عواقب
وخيمة.


ويبدو أن حق اختيار بوش وصلاحياته محدودة جداً، وأنّه لاشك في أنّ الولايات
المتحدة مصمّمة في العشر سنوات المقبلة على مواصلة مسيرتها نحو السقوط والزوال،
كقوّة عظمى.


وليس السؤال الحقيقي هو: هل التسلط السياسي للولايات المتحدة في طريقه الى
الزوال؟ بل السؤال هو: هل باستطاعة الولايات المتحدة أن تخطط لمنهج تقلل بواسطته من
الخسائر التي ستلحق بها وبالآخرين؟


/ 17