أمریکا والعالم الإسلامی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أمریکا والعالم الإسلامی - نسخه متنی

الدکتور منوچهر محمدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الف - حلفاء أمريكا (بريطانيا وإسرائيل)


إنّ العلاقة بين أمريكا وبريطانيا وإسرائيل تقوم على أساس وجود مثلث زرعت إحدى
زواياه في القارّة الأمريكية والثانية في أوربا والزاوية الثالثة في العالم
الإسلامي والشرق الأوسط.


وقد كان لبريطانيا - التي كانت في يوم ما من أكبر الامبراطوريات الاستعمارية في
العالم - دور أساسي في وجود أمريكا المعاصرة التي كانت قبل استقالها إحدى مستعمرات
تلك الدول، ووجود الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين.


ومازالت الثقافة الانجلوسكسونية هي الثقافة المسيطرة على النظام الأمريكي
المتعدد الثقافات.


والصهيونية العالمية لها نفوذ كبير لايُنكر على الطبقة البرجوازية والحاكمة في
أمريكا وبريطانيا. وإسرائيل لايمكن لها العيش يوماً واحداً دون حماية ودعم الولايات
المتحدة الأمريكية، وكذلك رجال الدولة الأمريكية لايمكن لهم الوصول الى السلطة بدون
دعم اللوبي الصهيوني لهم.


وبريطانيا حينما فقدت قوتها الامبراطورية والاستعمارية بعد الحرب العالمية
الثانية اعتمدت قسراً على القوّة العسكرية والاقتصادية الأمريكية، ومازالت تدافع عن
بقايا مصالحها الاستعمارية بصفتها شريكاً ذي حقّ ونفوذ.


في أحداث الحادي عشر من سبتمبر أعلنت بريطانيا دعمها الكامل للسياسة الأمريكية
ضدّ الإرهاب ولاسيما العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق ووضعت جميع امكانياتها
وتجاربها تحت تصرف أميركا، ومن المحتمل أن تقوم في المستقبل القريب بالمحافظة على
هذه السياسة والاستمرار بها - وفي نفس الوقت لايمكن القطع بأنّ بريطانيا سوف تستمر
لتشمل سائر دول ومناطق العالم، وبروز تعارض في المصالح الأمريكية الانجليزية.


إنّ التفاوت الأساس بين الولايات المتحدة وبريطانيا هو أنّ بريطانيا ترسم
سياساتها على أساس معطيات استراتيجية عميقة وبعيدة المدى ولاتضحّي بمصالحها البعيدة
من أجل مصالح آنيّة، وفي حال بروز تعارض بين السياسة القريبة المدى لأمريكا
والسياسة البعيدة المدى لانكلترا فليس من الواضح أن ترضخ بريطانيا للمطالب
الأمريكية وتضحّي بمصالحها البعيدة المدى.


ومن ناحية أخرى فان الدعم البريطاني لأمريكا ليس له أثر سوى المساندة النفسية
لرجال هذه الدولة، ولايزيد من قدراتها، فلايمكن افتتاح حساب خاصّ لهذا الدعم على
أنّه ائتلاف كبير; لأنّه لا يضيف شيئاً الى القدرات الأمريكية سواء في المجال
الاقتصادي أو العسكري ; إنّ بريطانيا في الواقع حينما تدخل في أىّ ائتلاف تسعى
لتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح بدون أن تبذل راسمال كبير. التاريخ الاستعماري
البغيض لبريطانيا أيضاً لن يمنح شرعية دولية أكبر لهذا الائتلاف، بل سيؤدي الى
تزايد كراهية العالم بأجمعه لأمريكا.


أمّا الكيان الصهيوني فإنّ ما يعانيه اليوم من مشاكل واشتباكات داخل


فلسطين المحتلّة ولاسيما المواجهة اليومية لأحداث الانتفاضة لم تجعله عاجزاً عن
تقديم المساعدة لأمريكا فحسب، بل أصبح عبئاً يثقل كاهل أميركا سواء من الناحية
العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية، ويجعلها بالضرورة تتحمّل تبعاته في اتخاذ
سياساتها الشرق أوسطية.


فأثار الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل كراهية متزايدة لدى العرب والمسلمين تجاه
أميركا، وفي حربها المعلنة ضدّ الارهاب سعت إسرائيل الى حلّ مشاكلها الخاصّة، فزادت
- في الواقع - من المشاكل التي تواجهها أميركا ; لأنّها تحاول درج حركات المقاومة
الفلسطينية في قائمة المجموعات الإرهابية، مما خلق مشكلة لأميركا مع الحكومات
والشعوب في الدول العربية والإسلامية.


ومن جهة أدّى دعم حكومة بوش اللامحدود للسياسات ا لعدوانية لآريل شارون الى
تزايد كراهية المسلمين بل شعوب العالم للحكومتين معاً، ومن جهة أخرى فإن التناغم
بين السياسة العسكرية لأميركا بعد الحادي عشر من سبتمبر وبين سياسة القبضة الحديدية
لحكومة شارون أفضى الى تشديد أزمة الشرق الأوسط.


وبنحو إجمالي يمكن القول: إنّ الائتلاف بين هذه الدول الثلاث يضيف شيئاً الى
قوّة أميركا، ليس هذا فحسب بل هو نفسه يضع صراعات ونقاط ضعف أكثر على كاهلها ممّا
لايمكن التغاضي عنه بسهولة.


/ 17