وتجب معرفتهم لاَن الله تعالى فرض مودتهم - عقائد الإسلامیة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الإسلامیة - جلد 1

علی الکورانی؛ مصحح: السید علی السیستانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





أنهم آمنوا، وأشركوا من حيث لا يعلمون. إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى،
ومن أخذ في غيرها سلك طريق الردى، وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله،
وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الاَمر لم يطع الله ولا رسوله، وهو الاِقرار
بما أنزل من عند الله عز وجل، خذوا زينتكم عند كل مسجد والتمسوا البيوت التي
أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فإنه أخبركم أنهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع
عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والاَبصار. إن
الله قد استخلص الرسل لاَمره، ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال: وإن
من أمة إلا خلا فيها نذير، تاه من جهل، واهتدى من أبصر وعقل. إن الله عز وجل
يقول: فإنها لا تعمى الاَبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، وكيف يهتدي
من لا يبصر ؟ وكيف يبصر من لم يتدبر ؟ إتبعوا رسول الله وأهل بيته وأقروا بما نزل
من عند الله واتبعوا آثار الهدى، فإنهم علامات الاِمامة والتقى، واعلموا أنه لو أنكر
رجل عيسى ابن مريم عليه السلام وأقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن. اقتصوا الطريق
بالتماس المنار والتمسوا من وراء الحجب الآثار، تستكملوا أمر دينكم وتؤمنوا بالله
ربكم....


ـ علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: ذروة الاَمر وسنامه ومفتاحه وباب الاَشياء ورضا الرحمن تبارك
وتعالى: الطاعة للاِمام بعد معرفته، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: من يطع
الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا.


ـ الحسين بن محمد الاَشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء
عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح قال: أشهد أني سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:
أشهد أن علياً إمام فرض الله طاعته، وأن الحسن إمام فرض الله طاعته، وان الحسين إمام
فرض الله طاعته، وأن علي بن الحسين إمام فرض الله طاعته، وأن محمد بن علي
إمام فرض الله طاعته.



ـ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن
عيسى عن الحسين بن المختار، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله
عز وجل: وآتيناهم ملكاً عظيماً. قال: الطاعة المفروضة.


ـ أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي
الصباح الكناني قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا، ولنا
صفوا المال، ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله: أم
يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.


ـ أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: ذكرت
لاَبي عبد الله عليه السلام قولنا في الاَوصياء أن طاعتهم مفترضة قال فقال: نعم، هم الذين
قال الله تعالى: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الاَمر منكم. وهم الذين قال الله
عزوجل: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.


ـ وبهذا الاِسناد، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سأل رجل
فارسي الحسن عليه السلام فقال: طاعتك مفترضة ؟ فقال نعم، قال: مثل طاعة علي ابن أبي
طالب عليه السلام ؟ فقال: نعم.


ـ وبهذا الاِسناد، عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة
عن بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال سألته عن الاَئمة هل يجرون في الاَمر والطاعة
مجرى واحداً ؟ قال: نعم.


ـ علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن الفضيل قال: سألته عن
أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز وجل، قال: أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز
وجل طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أولي الاَمر، قال أبو جعفر عليه السلام: حبنا إيمان
وبغضنا كفر.


ـ محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن فضالة بن
أيوب، عن أبان، عن عبدالله بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، قال: قلت لاَبي

جعفر عليه السلام: أعرض عليك ديني الذي أدين الله عز وجل به ؟ قال: فقال هات، قال
فقلت: أشهد أن لا إلَه إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله والاِقرار
بما جاء به من عند الله، وأن علياً كان إماماً فرض الله طاعته، ثم كان بعده الحسن
إماماً فرض الله طاعته، ثم كان بعده الحسين إماماً فرض الله طاعته، ثم كان بعده علي
بن الحسين إماماً فرض الله طاعته حتى انتهى الاَمر إليه، ثم قلت: أنت يرحمك الله ؟
قال: فقال: هذا دين الله ودين ملائكته.


ـ دعائم الاِسلام ج 1 ص 52


... ثم قال أبوعبدالله جعفر بن محمد صلى الله عليه:.... وإنما يقبل الله عز
وجل العمل من العباد بالفرائض التي افترضها عليهم بعد معرفة من جاء بها من
عنده، ودعاهم إليه، فأول ذلك معرفة من دعا إليه، وهو الله الذي لا إلَه إلا هو وحده
والاِقرار بربوبيته، ومعرفة الرسول الذي بلغ عنه، وقبول ما جاء به، ثم معرفة
الوصي، ثم معرفة الاَئمة بعد الرسل الذين افترض الله طاعتهم في كل عصر وزمان
على أهله، والاِيمان والتصديق بأول الرسل والاَئمة وآخرهم. ثم العمل بما افترض
الله عز وجل على العباد من الطاعات ظاهراً وباطناً، واجتناب ما حرم الله عز وجل
عليهم ظاهره وباطنه....


ـ الهداية للصدوق ص 6


باب الاِمامة. يجب أن يعتقد أن الاِمامة حق، كما اعتقد أن النبوة حق، ويعتقد أن
الله عز وجل الذي جعل النبي صلى الله عليه وآله نبياً هو الذي جعل الاِمام إماماً، وأن نصب الاِمام
واختياره إلى الله عز وجل، وأن فضله منه.


ويجب أن يعتقد أنه يلزمنا من طاعة الاِمام ما يلزمنا من طاعة النبي صلى الله عليه وآله وكل
فضل آتاه الله عز وجل نبيه فقد آتاه الاِمام إلا النبوة....


باب معرفة الاَئمة الذين هم حجج الله على خلقه بعد نبيه صلوات الله عليه
وعليهم بأسمائهم.



يجب أن يعتقد أن حجج الله عز وجل على خلقه بعد نبيه محمد صلى الله عليه وآله الاَئمة الاِثنا
عشر: أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن
الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم الرضا
علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم
الحجة القائم صاحب الزمان خليفة الله في أرضه، صلوات الله عليهم أجمعين.


ويجب أن يعتقد أنهم أولوا الاَمر الذين أمر الله بطاعتهم، وأنهم الشهداء على
الناس، وأنهم أبواب الله والسبيل إليه والاَدلاء عليه، وأنهم عيبة علمه وتراجمة
وحيه وأركان توحيده، وأنهم معصومون من الخطأ والزلل، وأنهم الذين أذهب الله
عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وأن لهم المعجزات والدلائل، وأنهم أمان لاَهل
الاَرض كما أن النجوم أمان لاَهل السماوات، ومَثَلُهم في هذه الاَمة كمثل سفينة نوح
وباب حطة الله، وأنهم عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره
يعملون. ويجب أن يعتقد أن حبهم إيمان وبغضهم كفر، وأن أمرهم أمر الله ونهيهم
نهى الله، وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله، ووليهم ولي الله وعدوهم عدو
الله.


ويجب أن يعتقد أن حجة الله في أرضه وخليفته على عباده في زماننا هذا هو
القائم المنتظر ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأنه هو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وآله به عن
الله عز وجل بإسمه ونسبه، وأنه هو الذي يملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً
وظلماً، وأنه هو الذي يظهر الله عز وجل به دينه صلى الله عليه وآله على الدين كله ولو كره
المشركون، وأنه هو الذي يفتح الله عز وجل على يده مشارق الاَرض ومغاربها،
حتى لا يبقى مكان إلا ينادى فيه بالاَذان ويكون الدين كله لله، وأنه هو المهدي الذي
إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلى خلفه، ويكون إذا صلى خلفه مصلياً خلف
الرسول صلى الله عليه وآله لاَنه خليفته.



ويجب أن يعتقد أنه لا يجوز أن يكون القائم غيره، بقي في غيبته ما بقي، ولو
بقي في غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره، لاَن النبي صلى الله عليه وآله والاَئمة عليهم السلام عرفوا
باسمه ونسبه ونصوا به وبشروا.


ويجب أن يتبرأ إلى الله عز وجل من الاَوثان الاَربعة: يغوث ويعوق ونسر وهبل،
ومن الاَنداد الاَربع اللات والعزى ومناة والشعرى، وممن عبدوهم ومن جميع
أشياعهم وأتباعهم، ويعتقد فيهم أنهم أعداء الله وأعداء رسوله وأنهم شر خلق الله،
ولا يتم الاِقرار بجميع ما ذكرناه إلا بالتبري منهم.


ـ المقنعة ص 32


ويجب على كل مكلف أن يعرف إمام زمانه، ويعتقد إمامته وفرض طاعته، وأنه
أفضل أهل عصره وسيد قومه، وأنهم في العصمة والكمال كالاَنبياء عليهم السلام ويعتقد أن
كل رسول لله تعالى فهو نبي إمام، وليس كل إمام نبياً ولا رسولاً، وأن الاَئمة بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله حجج الله تعالى وأوليائه وخاصة أصفياء الله، أولهم وسيدهم أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عليه أفضل
السلام وبعده الحسن والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي بن
الحسين، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن
علي بن موسى، ثم علي بن محمد بن علي، ثم الحسن بن علي بن محمد، ثم
الحجة القائم بالحق ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى عليهم السلام لا إمامة
لاَحد بعد النبي صلى الله عليه وآله غيرهم، ولا يستحقها سواهم، وأنهم الحجة على كافة الاَنام
كالاَنبياء عليهم السلام وأنهم أفضل خلق الله بعد نبيه عليه وآله السلام، والشهداء على
رعاياهم يوم القيامة، كما أن الاَنبياء عليهم السلام شهداء الله على أممهم، وأنه بمعرفتهم
وولايتهم تقبل الاَعمال، وبعداوتهم والجهل بهم يستحق النار.


ـ رسائل الكركي ج 2 ص 298


مسألة: معرفة تعداد الاَئمة عليهم السلام شرط في صحة عقد النكاح، أم يكفي معرفتهم

وإعتقاد إمامتهم إجمالاً من الزوجين من غير معرفة التعداد على الترتيب أو من غير
تعداد مطلقاً ؟


الجواب: إن كانت الزوجة عارفة فلا بد من معرفة الزوج.


ـ العروة الوثقى ج 2 ص 318


مسألة: استشكل بعض العلماء في جواز إعطاء الزكاة لعوام المؤمنين الذين لا
يعرفون الله إلا بهذا اللفظ، أو النبي أو الاَئمة كلاً أو بعضاً، شيئاً من المعارف،
الخمس واستقرب عدم الاِجزاء، بل ذكر بعض آخر أنه لا يكفي معرفة الاَئمة
بأسمائهم بل لابد في كل واحد أن يعرف أنه من هو وابن من، فيشترط تعيينه
وتمييزه عن غيره، وأن يعرف الترتيب في خلافتهم، ولو لم يعلم أنه هل يعرف ما
يلزم معرفته أم لا يعتبر الفحص عن حاله، ولا يكفي الاِقرار الاِجمالي بأني مسلم
مؤمن واثني عشري. وما ذكروه مشكل جداً، بل الاَقوى كفاية الاِقرار الاِجمالي وإن
لم يعرف أسماؤهم أيضاً فضلاً عن أسماء آبائهم والترتيب في خلافتهم.


وتجب معرفتهم لاَن الله تعالى فرض مودتهم


ـ الغدير للاَميني ج 2 ص 324


أخرج القاضي عياض في الشفاء عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: معرفة آل محمد براءة من
النار، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب.
ويوجد في الصواعق ص 139، والاِتحاف ص 15، ورشفة الصادي ص 459.


ـ الغدير ج 2 ص 307


أخرج الحافظ أبو عبد الله الملا في سيرته أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله جعل
أجري عليكم المودة في أهل بيتي، وإني سائلكم غداً عنهم. ورواه محب الدين
الطبري في الذخائر ص 25 وابن حجر في الصواعق ص 102 و 136 والسمهودي في
جواهر العقدين.



قال جابر بن عبدالله: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا محمد أعرض
على الاِسلام.


فقال: تشهد أن لا إلَه إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله.


قال: تسألني عليه أجراً قال: لا، إلا المودة في القربى.


قال: قرابتي أو قرابتك !


قال: قرابتي.


قال: هات أبايعك، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرابتك لعنة الله.


فقال النبي صلى الله عليه وآله: آمين.


أخرجه الحافظ الكنجي في الكفاية ص 31 من طريق الحافظ أبي نعيم، عن
محمد بن أحمد بن مخلد، عن الحافظ ابن أبي شيبة بإسناده.


وأخرج الحافظ الطبري، وابن عساكر، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل
لقواعد التفضيل، بعدة طرق عن أبي أمامة الباهلي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله
خلق الاَنبياء من أشجار شتى، وخلقني من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها
وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن
زاغ عنها هوى، ولو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف
عام، ثم لم يدرك محبتنا، أكبه الله على منخريه في النار. ثم تلا: قل لا أسألكم عليه
أجراً إلا المودة في القربى.


ـ الغدير ج 1 ص 242


شمس الدين أبوالمظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654، رواه في تذكرته
ص 19 قال: ذكر أبوإسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما قال ذلك (يعني حديث الولاية) طار في الاَقطار وشاع في البلاد والاَمصار فبلغ
ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتاه على ناقة له فأناخها على باب المسجد، ثم
عقلها وجاء فدخل في المسجد فجثا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

يا محمد إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إلَه إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك ذلك، وإنك
أمرتنا أن نصلي خمس صلوات في اليوم والليلة ونصوم رمضان ونحج البيت ونزكي
أموالنا فقبلنا منك ذلك، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته
على الناس وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه. فهذا شيء منك أو من الله ؟ !


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احمرت عيناه: والله الذي لا إلَه إلا هو
ما هو إلا من الله.


فولى الحرث وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأرسل من السماء علينا
حجارة أو ائتنا بعذاب أليم ! قال: فوالله ما بلغ ناقته حتى رماه الله من السماء بحجر
فوقع على هامته فخرج من دبره ومات، وأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع.
الآيات....


شمس الدين الشربيني القاهري الشافعي المتوفى 977 (المترجم ص 135) قال:
في تفسيره السراج المنير 4 ص 364: اختلف في هذا الداعي فقال ابن عباس: هو
النضر بن الحرث، وقيل: هو الحرث بن النعمان.... انتهى.


ملاحظة: لا ينافي هذا الحديث نزول الآية في مكة، لاَن ما وقع في المدينة يكون
تأويلها، فيكون المعنى أن الحرث الفهري هو السائل بالعذاب الذي أخبر عنه الله
تعالى قبل ذلك، أو يكون مصداقاً للسائلين بالعذاب.


على أنه لا مانع من القول بنزول جبرئيل مرة أخرى بالآية مؤكداً حادثة تأويلها، بل لا
مانع من نزول الآية مرتين.


ـ الشفا للقاضي عياض جزء 2 ص 47


فصل. ومن توقيره صلى الله عليه وسلم وبره بر آله وذريته وأمهات المؤمنين
أزواجه كما حض عليه صلى الله عليه وسلم وسلكه السلف الصالح رضي الله عنهم،
قال الله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، الآية. وقال تعالى:
وأزواجه أمهاتهم.



أخبرنا الشيخ أبو محمد بن أحمد العدل من كتابه وكتبت من أصله، حدثنا أبو
الحسن المقري الفرغاني، حدثتني أم القاسم بنت الشيخ أبي بكر الخفاف، قالت
حدثني أبي حدثنا خاتم هو ابن عقيل، حدثنا يحيى هو ابن اسماعيل، حدثنا يحيى
هو الحمائي، حدثنا وكيع، عن أبيه، عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن
زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدكم الله أهل بيتي،
ثلاثاً. قلنا لزيد: من أهل بيته ؟ قال آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس.


وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا: كتاب الله
وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.


وقال صلى الله عليه وسلم: معرفة آل محمد صلى الله عليه وسلم براءة من النار،
وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب.


قال بعض العلماء: معرفتهم هي معرفة مكانهم من النبي صلى الله عليه وسلم
وإذا عرفهم بذلك، عرف وجوب حقهم وحرمتهم بسببه. انتهى.


ونلاحظ أن القاضي عياضاً قد بتر حديث الغدير الذي يرويه مسلم وغيره، فلم
يرو إلا جزءً من آخره، ثم فسر معرفة آل محمد بأنها معرفة نسبهم من النبي صلى الله عليه وآله أو
معرفة معزته لهم، مدعياً أن الاِنسان يستحق براءة من النار ! ! وهذا من عجائب
الفتاوى التي تجعل الجنة مشروطة بمعرفة نسب آل النبي صلى الله عليه وعليهم ! أما
اتِّباعهم وإطاعتهم، وموالاة من وليهم ومعاداة عدوهم فلا يجب منه شيء.. !


وقد تعرض السيد شرف الدين لهذا الحديث في المراجعات ص 82 وقال
في هامشه:


أورده القاضي عياض في الفصل الذي عقده لبيان أن من توقيره وبره صلى الله عليه وآله بر آله
وذريته، من كتاب الشفا في أول ص 40 من قسمه الثاني طبع الآستانة سنة 1328،
وأنت تعلم أن ليس المراد من معرفتهم هنا مجرد معرفة أسمائهم وأشخاصهم
وكونهم أرحام رسول الله صلى الله عليه وآله فإن أبا جهل وأبا لهب ليعرفان ذلك كله، وإنما المراد

معرفة أنهم أولوا الاَمر بعد رسول الله على حد قوله صلى الله عليه وآله: من مات ولم يعرف إمام
زمانه مات ميتة جاهلية. انتهى.


ومن الطريف أن القاضي عياضاً روى بعد هذا الحديث أحاديث أخرى تفسر
معرفة أهل البيت عليهم السلام بخلاف ما فسرها، قال:


وعن عمر بن أبي سلمة لما نزلت: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت، الآية ــ وذلك في بيت أم سلمة ــ دعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم
بكساء وعلي خلف ظهره ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا.


وعن سعد بن أبي وقاص لما نزلت آية المباهلة دعا النبي صلى الله عليه وسلم
علياً وحسناً وحسيناً وفاطمة وقال: اللهم هؤلاء أهلي.


وقال النبي صلى الله عليه وسلم في علي: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال
من والاه وعاد من عاداه. وقال فيه: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق....
وقال أبو بكر رضي الله عنه: إرقبوا محمداً في أهل بيته. انتهى !


وتجب معرفتهم لاَن الله تعالى فرض الصلاة عليهم


ـ رسائل الشريف المرتضى ج 2 ص 249


الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رضي الله عنه: مما يدل
أيضاً على تقديمهم عليهم السلام وتعظيمهم على البشر أن الله تعالى دلنا على أن المعرفة بهم
كالمعرفة به تعالى في أنها إيمان وإسلام، وإن الجهل والشك فيهم كالجهل به والشك
فيه في أنه كفر وخروج من الاِيمان، وهذه منزلة ليس لاَحد من البشر إلا لنبينا صلى الله عليه وآله
وبعده لاَمير المؤمنين عليه السلام والاَئمة من ولده على جماعتهم السلام. لاَن المعرفة بنبوة
الاَنبياء المتقدمين من آدم إلى عيسى عليهم السلام أجمعين غير واجبة علينا ولا تعلق لها
بشيء من تكاليفنا، ولولا أن القرآن ورد بنبوة من سمي فيه من الاَنبياء المتقدمين

فعرفناهم تصديقاً للقرآن وإلا فلا وجه لوجوب معرفتهم علينا، ولا تعلق لها بشيَ من
أحوال تكليفنا.


وبقي علينا أن ندل على أن الاَمر على ما ادعيناه.


والذي يدل على أن المعرفة بإمامة من ذكرناه عليهم السلام من جملة الاِيمان وأن الاِخلال
بها كفر ورجوع عن الاِيمان، إجماع الشيعة الاِمامية على ذلك فإنهم لا يختلفون فيه،
وإجماعهم حجة بدلالة أن قول الحجة المعصوم الذي قد دلت العقول على وجوده
في كل زمان في جملتهم وفي زمرتهم، وقد دللنا على هذه الطريقة في مواضع كثيرة
من كتبنا واستوفيناها في جواب التبانيات خاصة، وفي كتاب نصرة ما انفردت به
الشيعة الاِمامية من المسائل الفقهية، فإن هذا الكتاب مبني على صحة هذا الاَصل.


ويمكن أن يستدل على وجوب المعرفة بهم عليهم السلام بإجماع الاَمة، مضافاً إلى ما
بيناه من إجماع الاِمامية وذلك أن جميع أصحاب الشافعي يذهبون إلى أن الصلاة
على نبينا صلى الله عليه وآله في التشهد الاَخير فرض واجب وركن من أركان الصلاة من أخل به فلا
صلاة له، وأكثرهم يقول: إن الصلاة في هذا التشهد على آل النبي عليهم الصلوات
في الوجوب واللزوم ووقوف أجزاء الصلاة عليها كالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله والباقون
منهم يذهبون إلى أن الصلاة على الآل مستحبة وليست بواجبة.


فعلى القول الاَول لابد لكل من وجبت عليه الصلاة من معرفتهم من حيث كان
واجباً عليه الصلاة عليهم، فإن الصلاة عليهم فرع على المعرفة بهم، ومن ذهب إلى
أن ذلك مستحب فهو من جملة العبادة وإن كان مسنوناً مستحباً والتعبد به يقتضي
التعبد بما لا يتم إلا به من المعرفة. ومن عدا أصحاب الشافعي لا ينكرون أن الصلاة
على النبي وآله في التشهد مستحبة، وأي شبهة تبقى مع هذا في أنهم عليهم السلام أفضل
الناس وإجلالهم وذكرهم واجب في الصلاة.


وعند أكثر الاَمة من الشيعة الاِمامية وجمهور أصحاب الشافعي أن الصلاة تبطل
بتركه وهل مثل هذه الفضيلة لمخلوق سواهم أو تتعداهم ؟



ومما يمكن الاِستدلال به على ذلك أن الله تعالى قد ألهم جميع القلوب وغرس
في كل النفوس تعظيم شأنهم وإجلال قدرهم على تباين مذاهبهم واختلاف دياناتهم
ونحلهم، وما اجتمع هؤلاء المختلفون المتباينون مع تشتت الاَهواء وتشعب الآراء
على شيء كإجماعهم على تعظيم من ذكرناه وإكبارهم، إنهم يزورون قبورهم
ويقصدون من شاحط البلاد وشاطئها مشاهدهم ومدافنهم والمواضع التي وسمت
بصلاتهم فيها وحلولهم بها، وينفقون في ذلك الاَموال ويستنفدون الاَحوال، فقد
أخبرني من لا أحصيه كثرة أن أهل نيسابور ومن والاها من تلك البلدان يخرجون في
كل سنة إلى طوس لزيارة الاِمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليهما
بالجمال الكثيرة والاَهبة التي لا توجد مثلها إلا للحج إلى بيت الله. وهذا مع
المعروف من انحراف أهل خراسان عن هذه الجهة وازورارهم عن هذا الشعب.


وما تسخير هذه القلوب القاسية وعطف هذه الاَمم البائنة إلا كالخارق للعادات
والخارج عن الاَمور المألوفات، وإلا فما الحامل للمخالفين لهذه النحلة المنحازين
عن هذه الجملة على أن يراوحوا هذه المشاهد ويغادوها ويستنزلوا عندها من الله
تعالى الاَرزاق ويستفتحوا الاَغلال ويطلبوا ببركاتها الحاجات ويستدفعوا البليات،
والاَحوال الظاهرة كلها لا توجب ذلك ولا تقتضيه ولا تستدعيه وإلا فعلوا ذلك فيمن
يعتقدونهم، وأكثرهم يعتقدون إمامته وفرض طاعته، وأنه في الديانة موافق لهم غير
مخالف ومساعد غير معاند.


ومن المحال أن يكونوا فعلوا ذلك لداع من دواعي الدنيا، فإن الدنيا عند غير هذه
الطائفة موجودة وعندها هي مفقودة، ولا لتقية واستصلاح، فإن التقية هي فيهم لا
منهم ولا خوف من جهتهم ولا سلطان لهم، وكل خوف إنما هو عليهم فلم يبق إلا
داعي الدين، وذلك هو الاَمر الغريب العجيب الذي لا ينفذ في مثله إلا مشية الله
وقدرة القهار التي تذلل الصعاب، وتقود بأزمتها الرقاب.


وليس لمن جهل هذه المزية أو تجاهلها وتعامى عنها وهو يبصرها أن يقول: إن

العلة في تعظيم غير فرق الشيعة لهؤلاء القوم ليست ما عظمتموه وفخمتموه وادعيتم
خرقه للعادة وخروجه من الطبيعة، بل هي لاَن هؤلاء القوم من عترة النبي صلى الله عليه وآله وكل
من عظم النبي صلى الله عليه وآله فلا بد من أن يكون لعترته وأهل بيته معظماً مكرماً، وإذا انضاف
إلى القرابة الزهد وهجر الدنيا والعفة والعلم زاد الاِجلال والاِكرام لزيادة أسبابهما.


والجواب عن هذه الشبهة الضعيفة: أنه شارك أئمتنا عليهم السلام في حسبهم ونسبهم
وقراباتهم من النبي صلى الله عليه وآله غيرهم، وكانت لكثير منهم عبادات ظاهرة وزهادة في الدنيا
بادية، وسمات جميلة وصفات حسنة، من ولد أبيهم عليه وآله السلام، ومن ولد
العباس رضوان الله عليه، فما رأينا من الاِجماع على تعظيمهم وزيارة مدافنهم
والاِستشفاع بهم في الاَغراض، والاِستدفاع بمكانهم للاَعراض والاَمراض، وما
وجدنا مشاهداً معايناً في هذا الشراك، وإلا فمن ذا الذي أجمع على فرط إعظامه
وإجلاله من سائر صنوف العترة في هذه الحالة يجري مجرى الباقر والصادق
والكاظم والرضا صلوات الله عليهم أجمعين، لاَن من عدا من ذكرناه من صلحاء
العترة وزهادها ممن يعظمه فريق من الاَمة ويعرض عنه فريق، ومن عظمه منهم
وقدمه لا ينتهي في الاِجلال والاِعظام إلى الغاية التي ينتهي إليها من ذكرناه.


ولولا أن تفصيل هذه الجملة ملحوظ معلوم لفصلناها على طول ذلك ولاَسمينا
من كنينا عنه ونظرنا بين كل معظم مقدم من العترة ليعلم أن الذي ذكرناه هو الحق
الواضح، وما عداه هو الباطل الماضح.


وبعد فمعلوم ضرورة أن الباقر والصادق ومن وليهما من الاَئمة صلوات الله عليهم
أجمعين كانوا في الديانة والاِعتقاد وما يفتون من حلال وحرام على خلاف ما يذهب
إليه مخالفوا الاِمامية، وإن ظهر شك في ذلك كله فلا شك ولا شبهة على منصف في
أنهم لم يكونوا على مذهب الفرقة المختلفة المجتمعة على تعظيمهم والتقرب إلى
الله تعالى بهم.


وكيف يعترض ريب فيما ذكرناه، ومعلوم ضرورة أن شيوخ الاِمامية وسلفهم في

تلك الاَزمان كانوا بطانة للصادق والكاظم والباقر عليهم السلام وملازمين لهم ومتمسكين بهم،
ومظهرين أن كل شيء يعتقدونه وينتحلونه ويصححونه أو يبطنونه فعنهم تلقوه ومنهم
أخذوه، فلو لم يكونوا عنهم بذلك راضين وعليه مقرين لاَبوا عليهم نسبة تلك
المذاهب إليهم وهم منها بريئون خليون، ولنفوا ما بينهم من مواصلة ومجالسة
وملازمة وموالاة ومصافاة ومدح وإطراء وثناء، ولاَبدلوه بالذم واللوم والبراءة
والعداوة، فلو لم يكونوا عليهم السلام لهذه المذاهب معتقدين وبها راضين لبان لنا واتضح،
ولو لم يكن إلا هذه الدلالة لكفت وأغنت. وكيف يطيب قلب عاقل أو يسوغ في
الدين لاَحد أن يعظم في الدين من هو على خلاف ما يعتقد أنه الحق وما سواه
باطل، ثم ينتهي في التعظيمات والكرامات إلى أبعد الغايات وأقصى النهايات،
وهل جرت بمثل هذا عادة أو مضت عليه سنة ؟


أو لا يرون أن الاِمامية لا تلتفت إلى من خالفها من العترة وحاد عن جادتها في
الديانة ومحجتها في الولاية، ولا تسمح له بشيء من المدح والتعظيم فضلاً عن غايته
وأقصى نهايته، بل تتبرأ منه وتعاديه وتجريه في جميع الاَحكام مجري من لا نسب
له ولا حسب له ولا قرابة ولا علقة. وهذا يوقظ على أن الله خرق في هذه العصابة
العادات وقلب الجبلات، ليبين من عظيم منزلتهم وشريف مرتبتهم. وهذه فضيلة
تزيد على الفضائل وتربى على جميع الخصائص والمناقب، وكفى بها برهاناً لائحاً
وميزاناً راجحاً، والحمد لله رب العالمين. انتهى.


ملاحظة: نعرف قوة استدلال الشريف الرضي قدس الله نفسه عندما نلاحظ أن
نيشابور كانت مركزاً للعلماء والمذاهب المخالفة لاَهل البيت عليهم السلام فمنها أئمة
الحديث وأساتيذ أصحاب الصحاح والشخصيات العلمية السنية. بل كانت الى
القرن السادس العاصمة العلمية للسنة، ومع ذلك كانت تخرج كلها لزيارة قبر الاِمام
الرضا عليهم السلام في طوس، كل سنة بقوافل كقوافل الحج !! ولا يتسع المقام للتفصيل.



ـ الغدير للاَميني ج 2 ص 303


في المقام أخبار كثيرة وكلمات ضافية توجد في طيات كتب الفقه والتفسير
والحديث. ذكر ابن حجر في الصواعق ص 87قوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون
على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً. وروى جملة من الاَخبار
الصحيحة الواردة فيها وأن النبي صلى الله عليه وآله قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه لما سئل عن
كيفية الصلاة والسلام عليه، ثم قال: وهذا دليل ظاهر على أن الاَمر بالصلاة على أهل
بيته وبقية آله مراد من هذه الآية، وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب
نزولها، ولم يجابوا بما ذكر، فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة
المأمور به، وأنه صلى الله عليه وآله أقامهم في ذلك مقام نفسه، لاَن القصد من الصلاة عليه مزيد
تعظيمه ومنه تعظيمهم، ومن ثم لما دخل من مر في الكساء قال: اللهم إنهم مني وأنا
منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليَّ وعليهم. وقضية استجابة هذا
الدعاء: أن الله صلى عليهم معه، فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه.


ويروى: لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون
اللهم صل على محمد وتمسكون، بل قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد.
ثم نقل للاِمام الشافعي قوله:



يا أهـل بيت رسول الله حبكم * فـرض من الله في القرآن أنزله


كفـاكـم مـن عظيم القـدر أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له


فقال: فيحتمل لا صلاة له صحيحة، فيكون موافقاً لقوله بوجوب الصلاة على
الآل، ويحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه.


وقال في هامش الغدير: نسبهما إلى الامام الشافعي الزرقاني في شرح المواهب
ج 7 ص 7 وجمع آخرون.


وقال ابن حجر في ص 139 من الصواعق: أخرج الدار قطني والبيهقي حديث:
من صلى صلاة ولم يصل فيها عليَّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. وكأن هذا الحديث

هو مستند قول الشافعي رضي الله عنه: إن الصلاة على الآل من واجبات الصلاة كالصلاة
عليه صلى الله عليه وآله لكنه ضعيف، فمستنده الاَمر في الحديث المتفق عليه: قولوا اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد، والاَمر للوجوب حقيقة على الاَصح.


وقال الرازي في تفسيره ج 7 ص 391: إن الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك
جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، وقوله: اللهم صلِّ على محمد وآل
محمد وارحم محمداً وآل محمد، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل، فكل
ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب.


وقال: أهل بيته صلى الله عليه وآله ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في
التشهد. وفي السلام. والطهارة. وفي تحريم الصدقة. وفي المحبة.


وقال النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة
في القربى، كفى شرفاً لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وفخراً ختم التشهد بذكرهم والصلاة عليهم
في كل صلاة.


وروى محب الدين الطبري في الذخاير ص 19 عن جابر رضي الله عنه أنه كان يقول: لو صليت
صلاة لم أصل فيها على محمد وعلى آل محمد، ما رأيت أنها تقبل.


وأخرج القاضي عياض في الشفا عن ابن مسعود مرفوعاً: من صلى صلاة لم يصل
عليَّ فيها وعلى أهل بيتي، لم تقبل منه.


وللقاضي الخفاجي الحنفي في شرح الشفا 3 ص 500 ــ 505 فوائد جمة حول المسألة
وذكر مختصر ما صنفه الاِمام الخيصري في المسألة سماه: زهر الرياض في رد ما
شنعه القاضي عياض.


وصور الصلوات المأثورة على النبي وآله مذكورة في (شفاء السقام) لتقي الدين
السبكي ص 181 ــ 187، وأورد جملة منها الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 10
ص163 وأول لفظ ذكره عن بريدة قال: قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك،
فكيف نصلي عليك ؟ قال قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على

محمد وآل محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. انتهى.


وقد روت مصادر إخواننا السنة هذا الحديث وصححته، ولكنهم لا يعملون به إلا
في صلاتهم، فتراهم غالباً يصلون على النبي وحده في غير صلاتهم، حتى في
أدعيتهم، مع أنهم رووا أن الدعاء لا يقبل ولا يصعد إلى الله تعالى إذا لم يصل معه
على النبي صلى الله عليه وآله ورووا أن النبي علمهم كيفية الصلاة عليه، فكأن استجابة أدعيتهم
ليست مهمة عندهم !


ولا يسع المجال لاِيراد الاَحاديث الكثيرة في فضل الصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وآله
وأحكامها وكيفيتها التي يسمونها الصلاة الاِبراهيمية، وهي جديرة ببحث مفصل،
وقد ألف فيها عدد من القدماء رسائل مستقلة.


وقد روى أحاديث الصلاة الاِبراهيمية الاِمام مالك في كتاب الموطأ ج 1 ص 165 وكتاب
المسند ص 349 وكتاب الاَم ج 1 ص 140 والبخاري في صحيحه ج 4 ص 118 ــ 119 وج 6
ص 27 وج 7 ص 156 ــ 157 ومسلم ج 2 ص 16 ــ 17 وابن ماجة ج 1 ص 293 وأبو داود
ج 1 ص 221 ــ 222 والترمذي ج 5 ص 38 والنسائي ج 3 ص 45 ــ 50 وأحمد ج 4
ص118 ــ 119 وص 244 وج 5 ص 353 وص 424 والدارمي ج 1 ص 165 وص 309
والحاكم ج 1 ص 268 ــ 270 والبيهقي في سننه ج 2 ص 146 ــ 153 وص 378 ــ 379
والهيثمي في مجمع الزوائد ج 2 ص 144 ــ 145 والهندي في كنز العمال ج 2 ص 266 ــ
283 وج 5 وأورد السيوطي عدداً كبيراً من أحاديثها في الدر المنثور ج 5 ص 215 ــ 220،
وغيره من المفسرين، والفقهاء كالنووي في المجموع ج 3 ص 466 وابن قدامة في المغني
ج1 ص 580 وابن حزم في المحلى ج 3 ص 272.... ولا نطيل بذكر كلماتهم.


ـ الشفا للقاضي عياض جزء 2 ص 64


... في الحديث: لا صلاة لمن لم يصل عليَّ، قال ابن القصار معناه كاملة أو لمن
لم يصل عليَّ مرة في عمره. وضعف أهل الحديث كلهم رواية هذا الحديث.


وفي حديث أبي جعفر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى

صلاة لم يصل فيها عليَّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. قال الدارقطني: الصواب أنه
من قول أبي جعفر محمد بن الحسين: لو صليت صلاة لم أصل فيها على النبي صلى
الله عليه وسلم ولا على أهل بيته لرأيت أنها لا تتم....


فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عجل هذا، ثم دعاه فقال له ولغيره: إذا صلى
أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم
ليدع بعد بما شاء، ويروى من غير هذا السيد بتمجيد الله وهو أصح.


وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: الدعاء والصلاة معلق بين السماء والاَرض فلا
يصعد إلى الله منه شيء حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.


ـ وقال الاَردبيلي في زبدة البيان ص 84


التاسعة: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليماً....


قال في الكشاف: الصلاة عليه واجبة، وقد اختلفوا في حال وجوبها، فمنهم من
أوجبها كلما جرى ذكره، وفي الحديث من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار
فأبعده الله.... ومنهم من قال: تجب في كل مجلس مرة، وإن تكرر ذكره، كما قيل
في آية السجدة، وتسميت العاطس وكذلك في كل دعاء في أوله وآخره، ومنهم من
أوجبها في العمر مرة وكذا قال في إظهار الشهادتين مرة، والذي يقتضيه الاِحتياط
الصلاة عليه عند كل ذكر، لما ورد من الاَخبار. انتهى.


والاَخبار من طرقنا أيضاً مثل الاَول موجودة مع صحة بعضها، ولا شك أن
احتياط الكشاف أحوط، واختار في كنز العرفان الوجوب كلما ذكر وقال إنه اختيار
الكشاف.... ثم قال في الكشاف: فإن قلت: فما تقول في الصلاة على غيره صلى الله عليه وآله.


قلت: القياس يقتضي جواز الصلاة على كل موَمن، لقوله تعالى: هو الذي يصلي
عليكم و ملائكته، وقوله: وصل عليهم إن صلوتك سكن لهم، وقوله صلى الله عليه وآله: اللهم
صل على آل أبي أوفى، ولكن للعلماء تفصيلاً في ذلك، وهو أنها إن كان على سبيل

التبع كقولك صلى الله على النبي وآله، فلا كلام فيها، وأما إذا أفرد غيره من أهل
البيت بالصلاة كما يفرد هو، فمكروه لاَن ذلك صار شعاراً لذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ولاَنه
يؤدي إلى الاِتهام بالرفض ! (راجع تفسير الكشاف ج 2 ص 549)


ولا يخفى ما فيه فإن ما ذكره برهان لا قياس، وإن البرهان من العقل والنقل كتاباً
وسنة كما نقله، ومثله قوله تعالى: وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا
لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة، فإنها تدل على أن
صلوات الله على من يقول هذا بعد المصيبة، ولا شك في صدوره كذلك عن أهل
البيت بل غيرهم أيضاً. فإذا ثبت لهم الصلاة من الله فيجوز القول بذلك لهم، وهو
ظاهر اقتضى جوازه مطلقاً، بل الاِنفراد بخصوصه فلا مجال للتفصيل.... وإنما صار
ذلك شعار الرافضة لاَنهم فعلوا ذلك، وتركه غيرهم بغير وجه، وإلا فهو مقتضى
البرهان، ومع ذلك لا يستلزم كونه شعاراً لهم، ومتداولاً بينهم تركه، وإلا يلزم ترك
العبادات كذلك فإنها شعارهم.


وبالجملة لا ينبغي منع ما يقتضي العقل والنقل جوازه بل استحبابه وكونه عبادة،
بسبب أن جماعة من المسلمين يفعلون هذه السنة والعبادة، فإن ذلك تعصب وعناد
محض، وليس فيه تقرب إلى الله تعالى وطلب لمرضاته وعمل لله تعالى وهو ظاهر،
ولا يناسب من العلماء العمل إلا لله.


ولهم أمثال ذلك كثيرة، مثل ما ورد في تسنيم القبور أن المستحب هو التسطيح،
ولكن هو شعار للرافضة فالتسنيم خير منه، وكذلك في التختم باليمين وغير ذلك،
ومنه ذكر (على) بعد قوله صلى الله عليه وعلى آله، وترك الآل معه صلى الله عليه
وسلم مع أنه مرغوب بغير نزاع، وإنما النزاع كان في الاِفراد، فإنهم يتركون الآل معه
ويقولون صلى الله عليه !


والعجب أنهم يتركون الآل وفي حديث كعب حيث يقولون سأله عن كيفية
الصلاة عليه، فقال صلى الله عليه وآله قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على

إبراهيم وآل إبراهيم.. إلخ. فتأمل.


ـ وقال ابن أبي جمهور الاِحسائي عن الصلاة البتراء في كتابه غوالي اللئالي ج 2 ص40:
وبمعناه ما رواه الاِمام السخاوي الشافعي في القول البديع في الصلاة على الحبيب
الشفيع في الباب الاَول، في الاَمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله ولفظ الحديث:
ويروى عنه صلى الله عليه وسلم مما لم أقف على إسناده: لا تصلوا عليَّ الصلاة
البتيرا، قالوا وما الصلاة البتيرا يا رسول الله ؟ قال: تقولوا: اللهم صل على محمد
وتمسكون، بل قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. أخرجه أبو سعد في
شرف المصطفى. انتهى.


ملاحظة: كان أكثر علماء السنة في القرون الماضية يصلون على النبي في كتبهم
بصيغة (صلى الله عليه وآله) ونلاحظ ذلك بوضوح في مخطوطات كتبهم التي وصلت
إلينا سالمة ولم تمسها يد المحرفين والنواصب. ويظهر أن حذف الصلاة على آل النبي
صلى الله عليه وآله انتشر مع موجة التعصب العثماني الاَخيرة ضد الشيعة. وقد ورث
هذه الموجة وأفرط فيها الوهابيون و (المحققون) والناشرون الذين أطعموهم من
سحت أموالهم، فمدوا أيديهم إلى كتب التراث وخانوا مؤلفيها فحذفوا منها وحرفوا كثيراً
من المواضع، ومن ذلك عبارة صلى الله عليه وآله ووضعوا بدلها صلى الله عليه وسلم.


والحمد لله أنه بقي في المحققين والناشرين أفراد أمناء وأصحاب ضمائر
مستقيمة أثبتوا الصلاة على آل النبي كما وردت في مخطوطات المؤلفين مثل
مستدرك الحاكم. كما بقيت النسخ المخطوطة ومصوراتها وستبقى شاهدة على
نواصب التحقيق والنشر.


كما ينبغي الاِشارة إلى أن المسلمين الاَوائل فهموا معنى التسليم في قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، بأنه التسليم لاَمر النبي وليس السلام
عليه صلى الله عليه وآله لاَنه لم يقل وسلموا سلاماً. ولذا نجد أن الصلاة عليه استعملت مجردة في
القرون الاَولى بدون (وسلم) وإن كان الدعاء بتسليم الله عليه من نوع الدعاء بالصلاة

عليه صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً، ولكني أظن أنهم بعد أن حذفوا كلمة (وآله) التي
كانت سائدة عند الجميع قروناً طويلة وجدوا خلأً فملؤوه بكلمة (وسلم). وهذا
موضوع مهم، يحتاج الى بحث واسع موثق.


وتجب معرفتهم لاَنهم أهل الذكر الذين أمرنا الله بسؤالهم


ـ بصائر الدرجات ص 37 ــ 41


حدثنا العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن عمرو بن يزيد، قال قال أبو
جعفر عليه السلام: وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون، قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته
أهل الذكر وهم المسؤولون.


حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن أٌذينة، عن بريد، عن معاوية
قال أبوجعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون،
قال: إنما عنانا بها، نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون....


حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن أبي عثمان،
عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون، قال هم آل محمد، فذكرنا له حديث الكلبي أنه قال: هي في أهل
الكتاب، قال فلعنه وكذبه.


حدثنا السندي بن محمد، عن علا، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال
قلت له إن من عندنا يزعمون أن قول الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا
تعلمون، أنهم اليهود والنصارى، قال: إذاً يدعونهم إلى دينهم، ثم أشار بيده إلى
صدره فقال: نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.


حدثنا عبدالله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
إسماعيل بن جابر وعبدالكريم، عن عبدالحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبدالله عليه السلام
في قول الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، قال: كتاب الله الذكر،

وأهله آل محمد الذين أمر الله بسؤالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال. وسمى الله القرآن
ذكراً فقال: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون.


ـ روضة الواعظين ص 203


وقال الباقر عليه السلام في قوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، قال نحن أهل
الذكر. قال أبو زرعة: صدق محمد بن علي، ولعمري إن أبا جعفر لمن أكبر العلماء.


ـ العمدة ص 303


ومنها قوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. وهذا أيضاً غاية في الاَمر
باتباعه، لموضع الاَمر بسؤاله، وبجعله تعالى أهل الذكر، والذكر هو القرآن، وهو
أهله بنص كتاب الله تعالى، فوجب اتباعه واتباع ذريته، لموضع الاَمر بسؤالهم.


ـ نهج الحق ص 210


الثالثة والثمانون: روى الحافظ، محمد بن موسى الشيرازي من علماء الجمهور،
واستخرجه من التفاسير الاِثني عشر، عن ابن عباس في قوله تعالى: فاسألوا أهل
الذكر، قال: هم محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين. هم أهل الذكر،
والعلم، والعقل، والبيان، وهم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف
الملائكة، والله ما سمي المؤمن مؤمناً إلا كرامة لاَمير المؤمنين. ورواه سفيان الثوري
عن السدي عن الحارث.


ـ أمان الاَمة ص 196


وأخرج الثعلبي في تفسيره الكبير في تفسير قوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون، عن جابر قال: قال علي بن أبي طالب: نحن أهل الذكر. وأخرجه
الطبري في تفسيره. وأخرج الحسكاني في ذلك روايات غيرها.


ـ الخطط السياسية لتوحيد الاَمة ص 97


وما يؤكد أنهم أولو الاَمر وأهل الذكر: أن الهداية لا تدرك بعد النبي إلا بالقرآن

وبهم معاً، وأن الضلالة لا يمكن تجنبها إلا بالقرآن وبهم معاً، فهم أحد الثقلين
بالنص، وإن كنت في شك من ذلك فارجع مشكوراً إلى صحيح الترمذي ج 5 ص 328
حديث 3874، وجامع الاَصول لابن الاَثير ج 1 ص 187 حديث 65، والمعجم الكبير
للطبراني ص 137، ومشكاة المصابيح ج 2 ص 258، وإحياء الميت للسيوطي بهامش
الاِتحاف ص 114، والفتح الكبير للنبهاني ج 1 ص 503 وج 3 ص 385 والصواعق المحرقة
لابن حجر ص 147 و 226، والمعجم الصغير للطبراني ج 1 ص 135، ومقتل الحسين
للخوارزمي ج 1 ص 104، والطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 194، وخصائص النسائي
ص 21، ومجمع الزوائد للهيثمي ج 5 ص 195. ولولا الرغبة بالاِختصار لذكرت لك 192
مرجعاً.


ـ الخطط السياسية لتوحيد الاَمة ص 266


فإذا ذكر ذاكر أن الله تعالى قد أذهب الرجس عن أهل البيت وطهرهم تطهيراً،
جاءك الجواب سريعاً، إن أهل البيت هم نساء النبي وحدهن، ومنهم من يتبرع
بالمباهلة إذا كان أهل البيت غير نساء النبي !


وإذا قيل إن النبي لا يسأل أجراً إلا المودة في القربى، قيل: كل قريش قرابة
النبي، بل كل العالم أقارب النبي، وهو جد التقي ولو كان عبداً حبشياً !


وإذا قيل: هم أهل الذكر. قيل لك: إن العلماء هم أهل الذكر، وهم ورثة الاَنبياء !


وباختصار فلا تجد نصاً في القرآن الكريم يتعلق بأهل البيت الكرام أو ببني
هاشم، إلا وقد حضرت له البطون ومن والاها عشرات التفسيرات والتأويلات
لاِخراجه عن معناه الخاص بأهل البيت الكرام ! ولا تجد فضلاً اختص به أهل البيت
الكرام إلا وقد أوجدت بطون قريش لرجالاتها فضلاً يعادله عن طريق التفسير
والتأويل ! ومع سيطرة البطون وإشرافها على وسائل الاَعلام، وهيمنتها على الدولة
الاِسلامية خلطت كافة الاَوراق، حتى إذا أخرجت يدك لم تكد تراها.



ـ معالم الفتن لسعيد أيوب ج 1 ص 123


والخلاصة: إن الروايات التي فسرت الآية بينت أن الذكر رسول الله وأن عترته
أهله. وروي في قوله عز وجل: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، إن الآية مكية
وعلى هذا فالمراد بقوله: أهلك، بحسب وقت النزول خديجة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم وعلي بن أبي طالب، وكان من أهله وفي بيته أو هما وبعض بنات النبي
صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا فإن القول بأن أهله جميع متبعيه من أمته غير سديد
.... وروي أن النبي صلى الله عليه وآله ظل يأمر أهله بالصلاة في مكة والمدينة حتى فارق الدنيا.


وفي الدر المنثور أخرج الطبراني في الاَوسط وأبونعيم في الحلية والبيهقي في
شعب الاِيمان بسند صحيح عن عبدالله بن سلام قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة وتلا: وأمر أهلك بالصلاة، وروي أنه صلى الله عليه وآله
كان يجيء إلى باب علي وفاطمة ثمانية أشهر، وفي رواية تسعة أشهر ويقول: الصلاة
رحمكم الله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا....


وتجب معرفتهم لاَن الاَعمال لا تقبل إلا بولايتهم


ـ الكافي ج 1 ص 183


ـ محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن
رزين عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كل من دان الله عز وجل
بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير والله
شانيء لاَعماله، ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها، فهجمت ذاهبة وجائية
يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها، فحنت إليها واغترت بها،
فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها،
فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت
بها فصاح بها الراعي: الحقي براعيك، وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك

وقطيعك، فهجمت ذعرة متحيرة تائهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها،
فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، وكذلك والله يا محمد من أصبح من
هذه الاَمة لا إمام له من الله عز وجل. انتهى. ونحوه في المحاسن ص 92، وتفسير
العياشي ج 2 ص 252


ـ علل الشرائع ج 1 ص 250


حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن يحيى بن
علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن صباح المدايني، عن المفضل بن عمر، أن
أباعبدالله عليه السلام كتب إليه كتاباً فيه: إن الله تعالى لم يبعث نبياً قط يدعو إلى معرفة الله
ليس معها طاعة في أمر ولا نهي، وإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرايض التي
فرضها الله على حدودها، مع معرفة من دعا إليه. ومن أطاع وحرم الحرام ظاهره
وباطنه وصلى وصام وحج واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئاً،
وعمل بالبر كله ومكارم الاَخلاق كلها وتجنب سيئها.


ومن زعم أنه يحل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي صلى الله عليه وآله لم يحل لله حلالاً
ولم يحرم له حراماً، وإن من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل (البر) كله بغير معرفة
من افترض الله عليه طاعته، فلم يفعل شيئاً من ذلك، لم يصل ولم يصم ولم يزك ولم
يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله، وليس له صلاة وإن
ركع وإن سجد، ولا له زكاة ولا حج، وإنما ذلك كله يكون بمعرفة رجل مَنَّ الله تعالى
على خلقته بطاعته وأمر بالاَخذ عنه، فمن عرفه وأخذ عنه أطاع الله.


ومن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وأنه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب
وأشرك، وإنما قيل إعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه لا يقبل منك ذلك بغير
معرفة، فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر، فإنه مقبول منك.
انتهى. ورواه في وسائل الشيعة ج 1 ص 95



ـ وسائل الشيعة ج 1 ص 90


وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعن عبدالله بن الصلت جميعاً، عن حماد بن
عيسى، عن حريز بن عبدالله، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث) قال:
ذروة الاَمر وسنامه ومفتاحه وباب الاَشياء ورضا الرحمان الطاعة للاِمام بعد معرفته،
أما لو أن رجلاً قام ليله وصام نهاره، وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره، ولم
يعرف ولاية ولي الله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله
حق في ثوابه ولا كان من أهل الاِيمان. ورواه البرقي في المحاسن عن عبدالله بن
الصلت بالاِسناد.


ـ وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
علي بن عقبة، عن أبيه عقبة بن خالد، عن ميسر، عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث)
قال: إن أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، وباب الكعبة وذاك حطيم إسماعيل
ووالله لو أن عبداً صف قدميه في ذلك المكان، وقام الليل مصلياً حتى يجيئه النهار،
وصام النهار حتى يجيئه الليل، ولم يعرف حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه
شيئاً أبداً.


ـ علي بن إبراهيم في تفسيره، عن أحمد بن علي، عن الحسين بن عبيد الله، عن
السندي بن محمد، عن أبان، عن الحارث، عن عمرو، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله
تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى، قال: ألا ترى كيف
اشترط ولم تنفعه التوبة والاِيمان والعمل الصالح حتى اهتدى ؟ والله لو جهد أن
يعمل ما قبل منه حتى يهتدي، قال: قلت: إلى من جعلني الله فداك ؟ قال: إلينا.
أقول: والاَحاديث في ذلك كثيرة جداً.


ـ مستدرك الوسائل ج 1 ص 149 ــ 155


وعن سلام بن سعيد المخزومي عن يونس بن حباب عن علي بن الحسين عليه السلام

قال قام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل
إبراهيم وآل عمران فرحوا واستبشروا، وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم !
والذي نفس محمد بيده لو أن عبداً جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبياً ما قبل الله ذلك
منه حتى يلقى الله بولايتي وولاية أهل بيتي !


ورواه ابن الشيخ الطوسي في أماليه، عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن خالد
المراغي، عن الحسن بن علي الكوفي، عن إسماعيل بن محمد المزني، عن سلام
بن أبي عمرة، عن سعد بن سعيد، مثله.


(وقال في هامشه: كتاب سلام بن ابي عمرة ص 117، أمالي الطوسي ج 1
ص140 باختلاف يسير وعنه في بحار الاَنوار ج 27 ص 172 ح 15).


ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن، عن خلاد المقري، عن قيس بن
الربيع، عن ليث بن سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن الحسين بن علي عليه السلام قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله وهو يودنا أهل البيت دخل
الجنة بشفاعتنا. والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعلمه إلا بمعرفة حقنا.


(وقال في هامشه: المحاسن ص 61 ح 105، أمالي المفيد ص 43 ح2 باختلاف
يسير. أمالي المفيد ص 13 ح 1، عنه في بحار الاَنوار ج 75 ص 101 ح 7)


ـ وعن أبيه، عن أبي منصور السكري، عن جده علي بن عمر عن العباس بن
يوسف الشكلي، عن عبيد الله بن هشام، عن محمد بن مصعب، عن الهيثم بن
حماد عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله قافلين من
تبوك فقال لي في بعض الطريق ألقوا لي الاَحلاس والاَقتاب ففعلوا، فصعد رسول
الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال معاشر الناس ما لي إذا ذكر آل
ابراهيم تهللت وجوهكم، وإذا ذكر آل محمد كأنما يفقأ في وجوهكم حب الرمان،
فوالذي بعثني بالحق نبياً لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجيء
بولاية علي بن أبي طالب أكبه الله عز وجل في النار.



(وقال في هامشه: أمالي الطوسي ج 1 ص 314 باختلاف يسير، عنه في بحار الاَنوار
ج 27 ص 171 ح 12. الاَحلاس: واحدة حلس بكسر فسكون كحمل وأحمال: كساء
يوضع على ظهر البعير تحت القتب ــ لسان العرب ج 6 ص 54، مجمع البحرين ج 4
ص 63 حلس، والاَقتاب: جمع قتب وهو بالتحريك: رحل البعير ــ لسان العرب
ج1 ص 660، مجمع البحرين ج 2 ص 139 قتب).


ـ الغدير للاَميني ج 2 ص 301


ـ عن ابن عباس في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله: لو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام
فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لاَهل بيت محمد، دخل النار. أخرجه الحاكم
في المستدرك 3 ص 149 وصححه، والذهبي في تلخيصه.


ـ وأخرج الطبراني في الاَوسط من طريق أبي ليلى، عن الاِمام السبط الشهيد، عن
جده رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عز وجل وهو
يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا. و
ذكره الهيثمي في المجمع 9 ص 172، وابن حجر في الصواعق، ومحمد سليمان
محفوظ في أعجب ما رأيت 1 ص 8. والنبهاني في الشرف المؤبد ص 96
والحضرمي في رشفة الصادي ص 43.


ـ وأخرج الحافظ السمان في أماليه بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن عبداً عبد الله
سبعة آلاف سنة و(هو) عمر الدنيا ثم أتى الله عز وجل يبغض علي بن أبي طالب
جاحداً لحقه ناكثاً لولايته، لاَتعس الله خيره وجدع أنفه. وذكره القرشي في شمس
الاَخبار ص 40.


ـ وأخرج الخوارزمي في المناقب ص 39 عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي: يا علي لو
أن عبداً عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهباً فأنفقه في
سبيل الله، ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه، ثم قتل بين الصفا والمروة

مظلوماً، ثم لم يوالك يا علي، لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها.


ـ عن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: يا أم سلمة أتعرفينه ؟ قلت: نعم هذا
علي بن أبي طالب. قال: صدقت، سجيته سجيتي ودمه دمي وهو عيبة علمي،
فاسمعي واشهدي لو أن عبداً من عباد الله عز وجل عبد الله ألف عام بين الركن
والمقام ثم لقي الله عز وجل مبغضاً لعلي بن أبي طالب وعترتي، أكبه الله تعالى على
منخره يوم القيامة في نار جهنم.


أخرجه الحافظ الكنجي بإسناده من طريق الحافظ أبي الفضل السلامي ثم قال:
هذا حديث سنده مشهور عند أهل النقل.


ـ وأخرج ابن عساكر في تاريخه مسنداً عن جابر بن عبدالله عن رسول الله صلى الله عليه وآله في
حديث: يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلوا حتى يكونوا
كالاَوتار، ثم أبغضوك لاَكبهم الله في النار.


وذكره الكنجي في الكفاية ص 179، وأخرجه الفقيه ابن المغازلي في المناقب،
ونقله عنه القرشي في شمس الاَخبار ص 33 ورواه شيخ الاِسلام الحمويني في
الفرايد في الباب الاَول. وهناك أخبار كثيرة تضاهي هذه في ولاء أمير المؤمنين
وعترته لا يسعنا ذكرها....


ــ قال الشيخ أبوبكر بن شهاب السقاف، وهو شيخ محمد بن عقيل الحضرمي
صاحب النصائح الكافية:



حــب آل البـيت قربَهْ * وهو أسمى الحب رتبَـهْ


ذنــب مــــن والاهــم * يـغـسـلـه مــزن الـمحبـَّهْ


والـذي يـبغـضـهـم لا * يسـكـن الاِيـمـان قـلــبـَهْ


عـلمه والنسك رجسٌ * عـسـلٌ في ضـَرْعِ كلبَهْ


لـعـن الله عـــدو الآل * إبـــلــيـس وحـــزبــــــَهْ



/ 18