روايات إخواننا التي وردت فيها لفظة إمام - عقائد الإسلامیة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الإسلامیة - جلد 1

علی الکورانی؛ مصحح: السید علی السیستانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





الحديث، خاصة عبدالله بن عمر، وأبي سعيد الخدري.


والسبب في سعة روايته عندهم أن أصل الحديث كان مشهوراً، وكانت السلطة
تحتاج إليه ــ بشرط تحريفه ومصادرته ــ ليكون شعاراً لاِثبات شرعيتها ثم لتحريم
الخروج عليها، ولذلك كثر توظيفه لمصلحة الحاكم حتى لو كان في أول أمره خارجاً
على الشرعية وتسلط على المسلمين بالقهر والغلبة، فقد استشهد بهذا الحديث
معاوية بن أبي سفيان، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 218: عن معاوية قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية. وفي رواية
من مات وليس من عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. انتهى.


ولكن مهما كانت الفروقات في صيغ الحديث، ففيه عنصران ثابتان عند
الطرفين، وهما أن النبي صلى الله عليه وآله تحدث عن نظام الحكم من بعده. وأنه تحدث عن
الاِمام ونظام الاِمامة ولم يتحدث عن نظام الخلافة.


وهذه الحقيقة رأس خيط في الاِعتقاد بأن الله تعالى قد اختار نوع نظام الحكم
للاَمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله ووضع له آلية، وأن هذا الحديث إحدى مفردات هذه الآلية التي
وصلت إلينا باتفاق جميع الاَطراف !


ومن السهل أن نتعقل معنى الحديث أو صيغة الحكم الاِسلامي على مذهب أهل
البيت عليهم السلام وأن الله تعالى اختار ذرية نبيه للاِمامة من بعده، وضَمِن بقدرته استمرار
وجود إمام منهم في كل عصر، وكلف الاَمة بمعرفته وبيعته، وجعل خاتمهم الاِمام
المهدي الموعود عليه السلام الذي يظهر سبحانه على يده دينه على الدين كله، ويملاَ به
الاَرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، على حد تعبير جده المصطفى صلى الله عليه وآله.


وأما على مذهب إخواننا السنة فمن المشكل أن يتعقل الاِنسان أن مشروع الله
تعالى لخاتم الاَديان هو نظام الخلافة الذي بدأ يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله في السقيفة،
وامتد في تاريخ الاَمة صراعات متصلة على الخلافة وأمواجاً من الاِنقسامات
والدماء، حتى انتهى بسقوط الخلافة العثمانية، واستسلام الاَمة استسلاماً ذليلاً
لاَعدائها الغربيين !!



روايات إخواننا التي وردت فيها لفظة إمام


ـ روى أحمد في مسنده ج 4 ص 96


عن عاصم عن أبي صالح، عن معاوية، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية.


ـ وروى الطيالسي في مسنده ص 1259


حدثنا أبوداود قال: حدثنا خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات بغير إمام مات ميتة
جاهلية، ومن نزع يداً من طاعة جاء يوم القيامة لا حجة له.


ـ وروى ابن حبان في صحيحه ج 7 ص 49


عن معاوية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات وليس له امام مات ميتة
جاهلية. وقال ابن حبان: قوله صلى الله عليه وسلم: مات ميتة الجاهلية معناه: من مات
ولم يعتقد أن له إماماً يدعو الناس إلى طاعة الله حتى يكون قوام الاِسلام به عند
الحوادث والنوازل، مقتنعاً في الاِنقياد على من ليس نعته ما وصفنا، مات ميتة جاهلية.


ـ وروى الطبراني في معجمه الكبير ج 10 ص 350


حدثنا الحسن بن جرير الصوري، ثنا أبو الجماهر، ثنا خليد بن دعلج، عن
قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: من فارق جماعة المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الاِسلام من عنقه، ومن
مات ليس عليه إمام فميتته جاهلية، ومن مات تحت راية عمية يدعو إلى عصبة أو
ينصر عصبة فقتلته جاهلية.


ـ وروى الحاكم في المستدرك ج 1 ص 117


.. من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاِسلام من عنقه حتى يراجعه.
وقال: من مات وليس عليه إمام جماعة فإن موتته موتة جاهلية.



ـ وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 218 ــ 219


عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات بغير إمام مات ميتة
جاهلية. وفي رواية من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. رواه الطبراني
وإسنادهما ضعيف. انتهى. ولكنه مال الى تصحيحه في ج 5 ص 225


وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن الجنة لا تحل
لعاص، ومن لقي الله ناكثاً بيعته لقيه وهو أجذم، ومن خرج من الجماعة قيد شبر
متعمداً فقد خلع ربقة الاِسلام من عنقه، ومن مات ليس لاِمام جماعة عليه طاعة
مات ميتة جاهلية. رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك.


وعن أبي الدرداء قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا إن الجنة لا
تحل لعاص، من لقي الله وهو ناكث بيعته يوم القيامة لقيه وهو أجذم، ومن خرج من
الطاعة شبراً فقد خلع ربقة الاِسلام من عنقه، ومن أصبح ليس لاَمير جماعة عليه
طاعة بعثه الله يوم القيامة من ميتة جاهلية، ولو أعذر عبد أسنه الناس يوم القيامة.
رواه الطبراني وعمر بن رويبة وهو متروك.


ـ وروى النووي في المجموع ج 19 ص 190


حديث مسلم الآتي وقال: وأخرجه عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر بمعنى
حديث نافع، وأخرجه الحاكم عن ابن عمر بلفظ: من خرج من الجماعة فقد خلع
ربقة الاِسلام من عنقه حتى يراجعه، ومن مات وليس عليه إمام جماعة فإن ميتته
ميتة جاهلية. وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة بلفظ: من خرج من الطاعة وفارق
الجماعة فميتته جاهلية. انتهى. ورواه البيهقي في سننه ج 8 ص 156


ـ وروى في كنز العمال ج 1 ص 103: من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية. حم،
طب، عن معاوية.


ـ وروى في كنز العمال ج 1 ص 207 ــ 208


من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقه الاِسلام من عنقه حتى يراجعه.

ومن مات وليس عليه إمام جماعة فإن موتته موتة جاهلية. ك، عن ابن عمر.


من فارق المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الاِسلام من عنقه، ومن مات ليس
عليه إمام فميتته ميتة الجاهلية، ومن مات تحت راية عمية يدعو إلى عصيبة أو ينصر
عصيبة فقتلته جاهلية. طب.


من فارق جماعة المسلمين شبراً أخرج من عنقه ربقة الاِسلام، والمخالفين
بألويتهم يتناولونها يوم القيامة من وراء ظهورهم، ومن مات من غير إمام جماعة مات
ميتة جاهلية. ك، عن ابن عمر.


ـ وفي كنز العمال أيضاً ج 6 ص 65


من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية، ومن نزع يداً من طاعة جاء يوم القيامة لا
حجة له. ط، حل، عن ابن عمر.


رواياتهم التي فيها لفظ طاعة


ـ روى ابن أبي شيبة في مصنفه ج 15 ص 38


حدثنا علي بن حفص، عن شريك، عن عاصم، عن عبدالله بن عامر، عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات ولا طاعة عليه مات ميتة جاهلية،
ومن خلعها بعد عقده إياها فلا حجة له.


ـ وروى أحمد في مسنده ج 3 ص 446


عن عبدالله بن عامر، يعني ابن ربيعة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: من مات وليست عليه طاعة مات ميتة جاهلية، فإن خلعها من بعد عقدها
في عنقه لقي الله تبارك وتعالى وليست له حجة. وقال قال الحسن: بعد عقده إياها
في عنقه.


ـ وروى البخاري في تاريخه ج 6 ص 445، أوله، كما في ابن أبي شيبة.


ـ ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 223 وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى،
والبزار، والطبراني. وروى نحوه في ج 2 ص 252.. وغيرهم.... وغيرهم.



رواياتهم التي توجب طاعة الحاكم الجائر


وهي كثيرة جداً في مصادر إخواننا، وقد وصل فيها التحذير إلى حد اعتبار الثائر
على الحاكم الجائر خارجاً عن الاِسلام، باغياً، واجب القتل، مهدور الدم، يموت
موتة جاهلية وأنه كافر مخلد في النار، لكنه إذا انتصر صار حاكماً شرعياً واجب
الطاعة، وصار الخارج عليه ملعوناً كما كان هو ملعوناً قبل ساعة.. وهكذا تصنع
السياسة ومخالفة الرسول ! !


ـ روى مسلم في صحيحه ج 6 ص 21


عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من خرج من الطاعة وفارق
الجماعة فمات مات ميتة جاهلية.


ـ وروى مسلم في ج 6 ص 22


عن الحسن بن الربيع، عن حماد قال: من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر
عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة
جاهلية.... انتهى. وروى نحوه ابن ماجة ج 2 ص 1302


ـ وروى الحاكم في المستدرك ج 1 ص 118


عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من فارق الجماعة فمات، مات موتة
جاهلية. انتهى. وروى نحوه أحمد في مسنده ج 2 ص 93 وص 123 وص 154 وص 296
وص 306 وص 488 وج 3 ص 445 و446


ـ وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 218


وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيليكم بعدي ولاة،
فيليكم البر ببره والفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم. انتهى. والنسائي ج 7 ص 123
والدارمي ج 2 ص 241 والبيهقي في سننه ج 8 ص 157 والهيثمي في مجمع الزوائد ج 1
ص324 وج 6 ص 286 وكنز العمال ج 3 ص 509 وج 6 ص 52 وابن حزم في المحلى ج 9
ص 359.. وغيرهم.. وغيرهم..



مدرسة البخاري في تفسير هذا الحديث


لعل أكثر هذا الروايات صراحة في التأكيد على حرمة الخروج على الحاكم، تلك
التي تحذر المسلمين من موتة الجاهلية إذا هم لم يطيعوه ويتحملوا منه مهما كانت
أعماله مكروهة، وقد اقتصر البخاري في صحيحه على هذه الروايات فلم يرو شيئاً
في التحذير من ميتة الجاهلية غيرها ! ولاَن إطاعة الحاكم عنده ولو كان جائراً هي
الضمان الوحيد لعدم رجوع المسلم إلى الجاهلية، قال في صحيحه ج 8 ص 87:


.... عن أبي رجاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كره من أميره
شيئاً فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية. ورواه أيضاً في
نفس الصفحة بعدة روايات. ورواه أيضاً في ج 8 ص 105 ورواه مسلم في صحيحه ج 6
ص 21 والبيهقي في سننه ج 8 ص 156ــ 157 وج 10 ص 234 وأحمد في مسنده ج1 ص
297 وص 310 ونحوه في ج 2 ص 70 وص 93 وص 123 وص 445 وفي ج 3 ص 446


ـ وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 219 اعلاناً من الله ورسوله ببراءة ذمة
المسلمين عند الله تعالى في طاعتهم لحكام الجور، قال:


عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أطيعوا
أمراءكم مهما كان، فإن أمروكم بشيء مما جئتكم به فإنهم يؤجرون عليه وتؤجرون
بطاعتهم، وأن أمروكم بشيء مما لم آتكم به فإنه عليهم وأنتم منه براء، ذلكم بأنكم
إذا لقيتم الله قلتم ربنا لا ظلم فيقول لا ظلم، فتقولون ربنا أرسلت إلينا رسلاً فأطعناهم
بإذنك واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم بإذنك، وأمرت علينا أمراء فأطعناهم
بإذنك، فيقول صدقهم هو عليهم وأنتم منه براء. رواه الطبراني وفيه إسحق بن
إبراهيم بن زبريق وثقه أبو حاتم وضعفه النسائي، وبقية رجاله ثقات. انتهى.


والفرية الكبرى في هذا الحديث أن الحاكم الجائر قد استخلفه الله تعالى على
عباده وأمرهم بطاعته مهما عصى الله تعالى (واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم
بإذنك) بل ادعى واضع الحديث أن ذلك يشمل عمال الحاكم وموظفيه أيضاً

(وأمرت علينا أمراء فأطعناهم بإذنك) !


ومن العجيب أن مخالفي أهل البيت عليهم السلام يستكثرون أن يكون الله عزوجل اختار
لهذه الاَمة اثني عشر إماماً بعد نبيها من ذريته، وقد صحت رواياته عند الطرفين، ولا
يستكثرون مافي مصادرهم وعقائدهم من الاِفتراء على الله تعالى بأنه اختار كل
الحكام والطغاة والمفسدين في الاَرض بل والكفار المستعمرين أئمة وحكاماً وأمر
المسلمين بطاعتهم !!


عبدالله بن عمر يطبق تفسير إخواننا للحديث


من أبرز من روي عنه حديث الميتة الجاهلية عبدالله بن عمر، وقد اقترنت روايته
بقصة عبد الله مع الحديث وتطبيقاته له في حياته التي امتدت إلى زمن الحجاج
الثقفي وخلافة عبد الملك بن مروان، وقد ذكرت مصادر الحديث والتاريخ والفقه أن
عبدالله بن عمر كان يعارض كل تحرك ضد الحاكم مهما فسق وطغى بحجة هذا
الحديث، لاَن المهم برأيه أن يكون في عنق المسلم بيعة لاَحد، أي أحد، وأن لا
ينام على فراشه ليلة إلا والبيعة في عنقه، حتى لا يموت موتة جاهلية ! !


ـ روى مسلم صحيحه ج 6 ص 22


عن زيد بن محمد عن نافع قال: جاء عبدالله بن عمر إلى عبدالله بن مطيع حين
كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال: إطرحوا لاَبي عبدالرحمن وسادة،
فقال: إني لم آتك لاَجلس، أتيتك لاَحدثك حديثاً سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقوله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من خلع يداً من طاعة
لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.


ـ وروى ابن سعد في الطبقات ج 5 ص 144


عن أمية بن محمد بن عبدالله بن مطيع، أن عبدالله بن مطيع أراد أن يفر من
المدينة ليالي فتنة يزيد بن معاوية، فسمع بذلك عبدالله بن عمر فخرج إليه حتى

جاءه قال: أين تريد يابن عم ؟ فقال: لا أعطيهم طاعة أبداً، فقال: يابن عم، لا تفعل
فإني أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات ولا بيعة عليه
مات ميتة جاهلية. انتهى. وروى نحوه أحمد في مسنده ج 3 ص 1478 ــ 1479: عن
عبد الله بن عمر. وروى نحوه الحاكم في المستدرك ج 1 ص 77 وقال: هذا حديث
صحيح على شرط الشيخين. وقد حدث به الحجاج بن محمد أيضاً عن الليث ولم
يخرجاه. ورواه الطبراني الاَوسط ج 1 ص 175 ــ كما في ابن سعد.. ورواه غيرهم..


وعبد الله بن مطيع الذي ذهب إليه عبدالله بن عمر لينصحه بالتسليم هو الذي
اختاره أهل المدينة أميراً عليهم عندما ثاروا على ظلم بني أمية وطردوهم من
المدينة، فأرسل يزيد جيشاً من الشام لغزو مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وجرت بين أهلها
بقيادة ابن مطيع وبين جيش يزيد معركة الحرة المشهورة التي استشهد فيها مئات
ممن بقي من الاَنصار والمهاجرين، واستباح على أثرها جيش يزيد المدينة، وعاث
فيها فساداً وتعدياً على الحرمات والاَعراض، وأخذوا البيعة من أهلها وختموهم في
أعناقهم على أنهم عبيد أقنان ليزيد !


قال الذهبي في تاريخ الاِسلام ج6 ص314: وعن إسحاق بن يزيد قال: رأيت أنساً رضي الله عنه
مختوماً في عنقه، ختمه الحجاج، أراد أن يذله بذلك.... وقال عمر بن عبد العزيز:
لو تخابثت الاَمم وجئنا بالحجاج لغلبناهم.... وقال عاصم بن أبي النجود ما بقيت
لله حرمة إلا وقد انتهكها الحجاج ! انتهى.


ولا بد أن يكون هذا الختم في زمن الحجاج ختماً آخر ختمه بنو أمية في أعناق
أهل المدينة !!


ـ وقال الذهبي في ج 5 ص 274


جمع ابن عمر بنيه وأهله، وقال: أما بعد فإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله
ورسوله وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الغادر ينصب له لواء
يوم القيامه يقال هذه غدرة فلان.... فلا يخلعن منكم أحد يزيد.



ـ وقال الشاطبي في الاِعتصام 2 ص 128 ــ 129


عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع بن عمر حشده وولده
وقال: إني سمعت رسول الله يقول: لينصب لكل غادر لواء يوم القيامة. وإنا قد بايعنا
هذا الرجل وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا تابع في هذا الاَمر، إلا كانت الفيصل
بيني وبينه.


قال ابن العربي: وقد قال ابن الخياط إن بيعة عبد الله ليزيد كانت كرهاً، وأين يزيد
من ابن عمر ؟ ولكن رأى بدينه وعلمه التسليم لاَمر الله والفرار عن التعرض لفتنة فيها
من ذهاب الاَموال والاَنفس ما لا يخفى.


ـ وقال النووي في شرح مسلم ج 6 ص 22


... ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.... في هذا دليل على
مذهب عبد الله بن عمر كمذهب الاَكثرين في منع القيام على الاِمام وخلعه إذا
حدث فسقه.


ـ وقال الشاطبي في الاِعتصام ج 2 ص 128


قيل ليحيى بن يحيى: البيعة مكروهة ؟ قال لا، قيل له: فإن كانوا أئمة جور ؟
فقال: قد بايع ابن عمر لعبد الملك بن مروان، وبالسيف أخذ الملك !


ـ وقال ابن حزم في المحلى ج 1 ص 45 ــ 46


مسألة.... ومن بات ليلة وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.... عن عبدالله
بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم
القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.


ـ وقال ابن باز في فتاويه ج 4 ص 303


في صحيح البخاري: أن عبد الله بن عمر كان يصلي خلف الحجاج بن يوسف
الثقفي وكذا أنس بن مالك وكان الحجاج فاسقاً ظالماً. انتهى.



ـ ولكن النووي ادعى أن بيعة ابن عمر لعبد الملك كانت أيضاً خوفاً وتقية من بني أمية، قال
في شرح مسلم 8 جزء 16 ص 98:


... قوله رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة فجعلت قريش تمر عليه
والناس حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا حبيب. فيه
استحباب السلام على الميت في قبره وغيره وتكرير السلام ثلاثاً. وفيه منقبة لابن
عمر لقوله الحق في الملاَ وعدم اكتراثه بالحجاج، لاَنه يعلم أنه يبلغه مقامه عليه
وقوله وثناؤه عليه، فلم يمنعه ذلك أن يقول الحق ويشهد لابن الزبير بما يعلمه فيه
من الخير وبطلان ما أشاع عنه الحجاج من قوله إنه عدو الله وظالم.. ومذهب أهل
الحق أن ابن الزبير كان مظلوماً وأن الحجاج ورفقته كانوا خوارج عليه.


وامتنع عبدالله بن عمر عن بيعة عليٍّ، ثم ندم


ـ قال المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 361


وقعد عن بيعة علي جماعة عثمانية لم يروا إلا الخروج عن الاَمر، منهم سعد بن
أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وبايع (عبد الله بن عمر) يزيد بعد ذلك، والحجاج
لعبد الملك بن مروان.


ـ وقال ابن الاَثير في أسد الغابة ج 2 ص 228 ــ 229


ولم يقاتل في شيء من الفتن ولم يشهد مع علي شيئاً من حروبه حين أشكلت
عليه، ثم كان بعد ذلك يندم على ترك القتال معه. أخبرنا القاضي أبوغانم محمد بن
هبة الله ابن محمد بن أبي جرادة.... حدثنا عبدالله بن حبيب أخبرني أبي قال قال
ابن عمر حين حضره الموت: ما أجد في نفسي من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة
الباغية، أخرجه أبو عمر، وزاد فيه مع علي.


ـ وقال ابن عبد البر في الاِستيعاب ج 1 ص ــ 77


وصح عن عبدالله بن عمر من وجوه أنه قال: ما آسى على شيء كما آسى أني لم

أقاتل الفئه الباغية مع علي رضي الله عنه. ونحوه في ج 3 ص 953


ورووا أن ندمه على عدم إطاعة علي كان شديداً إلى حد أنه كاد أن يثور في وجه
معاوية. فقد روى البخاري في صحيحه ج 3 جزء 5 ص 48: قال خطب معاوية فقال: من
كان يريد أن يتكلم في هذا الاَمر فليطلع لنا قرنه، فلنحن أحق به منه ومن أبيه ! قال
حبيب بن مسلمة: فهلا أجبته ؟ قال عبد الله: هممت أن أقول: أحق بهذا الاَمر منك
من قاتلك وأباك على الاِسلام، فخشيت أقول كلمة تفرق بين الجمع ! وجاء في تاريخ
الاِسلام للذهبي ج 3 ص 553 و ج 5 ص 463: قال ابن عمر: فحللت حبوتي وهممت أن
أقول: أحق به من قاتلك وأباك على الاِسلام !


ثم كانت علاقاته حسنة مع بني أمية ومع الثائرين عليهم


ـ روى البخاري في الاَدب المفرد ص 299


عن عبد الله بن دينار أن عبد الله ابن عمر كتب إلى عبد الملك ابن مروان يبايعه
فكتب إليه.. فإني أحمد إليك الله الذي لا إلَه إلا هو، وأقر لك بالسمع والطاعة.


ـ وقال الذهبي في تاريخ الاِسلام ج 8 ص 195


عن عمير بن هاني قال: وجهني عبد الملك بكتاب إلى الحجاج وهو محاصر ابن
الزبير، وقد نصب المنجنيق يرمي على البيت، فرأيت ابن عمر إذا أقيمت الصلاة
صلى مع الحجاج، وإذا حضر ابن الزبير المسجد صلى معه.


ـ وقال ابن أبي شيبة في المصنف ج 4 ص 340


عن مغيرة عن رجل أنه رأى ابن عمر صلى خلف ابن الزبير بمنى ركعتين، قال:
ورأيته صلى خلف الحجاج أربعاً !


ـ وقال الذهبي في تاريخ الاِسلام ج 5 ص 60


وكان المختار محسناً إلى ابن عمر يبعث إليه بالجوائز والعطايا لاَنه كان زوج أخت
المختار.. وكان (المختار) غلاماً يعرف بالاِنقطاع إلى بني هاشم ثم خرج في آخر

خلافة معاوية إلى البصرة فأقام بها يظهر ذكر الحسين، فأخبر بذلك عبيد الله بن زياد
فأخذه وجلده مائة وبعث به إلى الطائف.... ثم أن عبدالله بن عمر كتب فيه إلى
يزيد لما بكت صفية أخت المختار على زوجها ابن عمر.... فكتب يزيد إلى عبيد
الله فأخرجه.... فأتى الحجاز واجتمع بابن الزبير فحضه على أن يبايع الناس.


ـ وقال الذهبي في تاريخ الاِسلام ج 5 ص 462: إن المختار بن أبي عبيدة كان يرسل إلى
ابن عمر المال فيقبله.


وروت مصادر الشيعة احتياطاً غريباً له في تطبيق الحديث


ـ قال الطبري الشيعي في كتابه المسترشد ص 16


عبدالله بن عمر الذي قعد عن بيعة علي عليه السلام ثم مضى إلى الحجاج فطرقه ليلاً
فقال: هات يدك لاَبايعك لاَمير المؤمنين عبد الملك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: من مات وليس عليه إمام فميتته جاهلية، حتى أنكرها عليه الحجاج مع
كفره وعتوه.


وروى ذلك المحدث القمي في الكنى والاَلقاب، وفيه: فأخرج الحجاج رجله
وقال: خذ رجلي فإن يدي مشغولة، فقال ابن عمر: أتستهزيَ مني ؟ ! قال الحجاج:
يا أحمق بني عدي ما بايعت علياً وتقول اليوم: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات
ميتة جاهلية ! أو ما كان عليٌّ إمام زمانك ؟ ! والله ما جئت إليَّ لقول النبي صلى الله عليه وآله بل
جئت مخافة تلك الشجرة التي صلب عليها ابن الزبير. انتهى.


ولم يزد أحد على ابن عمر في تطبيق الحديث إلا أبو سعيد الخدري


ـ مجمع الزوائد ج 5 ص 219


وعن بشر بن حرب أن ابن عمر أتى أبا سعيد فقال: يا أبا سعيد ألم أخبر أنك
بايعت أميرين قبل أن تجتمع الناس على أمير واحد ؟ قال نعم بايعت ابن الزبير،

فجاء أهل الشام فساقوني إلى حبيش بن دلجة فبايعته ! فقال ابن عمر: إياها
كنت أخاف. ؟ !


قال أبو سعيد: يا أبا عبدالرحمن ألم تسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: من استطاع أن لا ينام يوماً ولا يصبح صباحاً ولا يمسي مساء إلا وعليه أمير ؟
قال نعم، ولكني أكره أن أبايع أميرين من قبل أن يجتمع الناس على أمير واحد.
انتهى. وقال الهيثمي: رواه أحمد، وبشر بن حرب ضعيف.


تحير إخواننا السنة في هذا الحديث قديماً وحديثاً


لا مشكلة عندنا نحن الشيعة بسبب هذا الحديث بل هو منسجم مع مذهبنا، وهو
من أدلتنا على نظام الاِمامة في الاِسلام وأن النبي صلى الله عليه وآله قد بلغه إلى الاَمة، وقد ثبت
عندنا بأدلة قاطعة أن الله تعالى جعل إمامة هذه الاَمة في ذرية نبيها، وكفاها مؤونة
اختيار الحاكم وأخطار الصراع على الحكم، لو أنها أطاعت. أما إذا أعرضت الاَمة
عنهم ومشت خلف آخرين فالمشكلة مشكلتها، ولا يتغير من أمر الله تعالى شيء، ولا
تبطل إمامة الاَئمة الذين اختارهم الله تعالى.


أما طريق معرفة الاِمام فهي النص عليه من النبي صلى الله عليه وآله أو من الاِمام السابق، كما أنه
يعرف بما يجريه الله تعالى على يده من المعجزات والدلالات لاِثبات إمامته،
وسيأتي ذلك في بحث الاِمامة إن شاء الله تعالى.


ولكن هذا الحديث، سبب مشكلة لا تنحل عند إخواننا السنة، مهما تكن صيغه
التي رووه بها، لاَنه يوجب عليهم معرفة الاِمام في كل عصر أو بيعته، وإلا فإنهم
يموتون موتة جاهلية على غير الاِسلام !


فلا مخرج للسني من الموتة الجاهلية، إلا بأحد أمور أربعة: بأن يصير شيعياً، أو
يبايع إماماً قرشياً جامع الشروط، أو يلتزم بأن الاِمام الشرعي في الاِسلام كل من
تسلط على المسلمين ولو بالحديد والنار، فتجب بيعته وطاعته مهما عصى الله

تعالى، أو يكون على مذهب حركة التكفير والهجرة ! ومن لم يفعل ذلك ومات،
فموتته جاهلية ! !


ـ قال الشهيد الثاني في رسائله ج 2 ص 150


واعلم أن من مشاهير الاَحاديث بين العامة والخاصة وقد أوردها العامة في كتب
أصولهم وفروعهم أن: من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية، فنحن
والحمد لله نعرف إمام زماننا في كل وقت، ولم يمت أحد من الاِمامية ميتة جاهلية،
بخلاف غيرنا من أهل الخلاف فإنهم لو سئلوا عن إمام زمانهم لسكتوا ولم يجدوا إلى
الجواب سبيلاً، وتشتت كلمتهم في ذلك، فقائل بأن إمامهم القرآن العزيز، وهؤلاء
يحتج عليهم بأن القرآن العزيز قد نطق بأن الاِمام والمطاع غيره، حيث قال الله تعالى:
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الاَمر منكم.


على أنه لو سلم لهم ذلك لزمهم اجتماع إمامين في زمان واحد، وهو باطل
بالاِجماع منا ومنهم، كما صرحوا به في كتب أصولهم، وذلك لاَن القرآن العزيز منذ
رحلة النبي صلى الله عليه وآله من الدنيا، وقد حكموا بإمامة الاَربعة الخلفاء في وقت وجود القرآن
العزيز، فيلزم ما ذكرناه.


وقائل إن الاَمويين والعباسيين كانوا أئمة بعد الخلفاء الاَربعة الماضين، ثم
استشكل هذا القائل الاَمر بعد هؤلاء المذكورين، فهو أيضاً ممن لا يعرف إمام زمانه.


فإن قالوا: إن الآية الكريمة دلت على أن كل ذي أمر تجب طاعته، وأولوا الاَمر
من الملوك موجودون في كل زمان، فيكون الاِمام أو من يقوم مقامه متحققاً.


قلنا لهم، أولاً: إنكم أجمعتم على عدم جواز تعدد الاِمام في عصر واحد، فمن
يكون منهم إماماً ؟ ولا يمكنهم الجواب باختيار واحد لاَنا نجد الاَمة مختلفة
باختلافهم، فإن أهل كل مملكة يطيعون مليكهم مع اختلاف أولئك الملوك، فيلزم
اجتماع الاَمة على الخطأ، وهو عدم نصب إمام مطاع في الكل وهو باطل، لاَن الاَمة

معصومة بالاِجماع منهم، ومنا بدخول المعصوم عندنا.


ولا يرد مثل ذلك علينا، لاَن الاِمامة عندنا بنص الله تعالى ورسوله، وقد وقعا، لا
بنصب (أهل) الشريعة، والاِمام عندنا موجود في كل زمان، وإنما غاب عنا خوفاً أو
لحكمة مخفية، وبركاته وآثاره لم تنقطع عن شيعته في وقت من الاَوقات وإن لم
يشاهده أكثرهم، فإن الغرض من الاِمامة الاَول لا الثاني.


وثانياً، بأن ما ذكرتم من الملوك ظلمة جائرون لا يقومون بصلاح الشريعة في
الدنيا فضلاً عن الدين، وقد قال تعالى عز من قائل: لا ينال عهدي الظالمين، أي لا
تنال الظالمين ولايتي، والاِمامة من أعظم الولايات. انتهى.


معرفة الاِمام هي الحكمة


ـ الكافي ج 1 ص 182


علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أيوب بن الحر، عن أبي
بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً
كثيراً، فقال: طاعة الله ومعرفة الاِمام.


ـ الكافي ج 2 ص 284


يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال سمعته يقول:
ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً. قال: معرفة الاِمام، واجتناب الكبائر التي
أوجب الله عليها النار. انتهى. ورواه في مستدرك الوسائل ج 11 ص 354


لا يمكن للناس معرفة الاِمام المعصوم ليختاروه


ـ الكافي ج 1 ص 201


(عن الاِمام الرضا عليه السلام من حديث طويل): الاِمام واحد دهره، لا يدانيه أحد،
ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل، ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من

غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب. فمن ذا الذي يبلغ
معرفة الاِمام أو يمكنه اختياره، هيهات هيهات ضلت العقول وتاهت الحلوم،
وحارت الاَلباب وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء،
وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الاَلباء، وكلت الشعراء، وعجزت
الاَدباء، وعييت البلغاء، عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، وأقرت
بالعجز والتقصير.


وكيف يوصف بكله، أو ينعت بكنهه، أو يفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم
مقامه ويغني غناه، لا كيف وأنى ؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف
الواصفين، فأين الاِختيار من هذا ؟ وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟ !
أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد صلى الله عليه وآله كذبتهم والله أنفسهم....


معنى: إعرف الاِمام ثم اعمل ما شئت


ـ وسائل الشيعة ج 1 ص 88


محمد بن علي بن الحسين، في معاني الاَخبار عن أبيه، عن سعد بن عبدالله،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن فضيل بن
عثمان، قال: سئل أبوعبدالله عليه السلام عما روى عن أبيه: إذا عرفت فاعمل ما شئت،
وأنهم يستحلون بعد ذلك كل محرم، فقال: ما لهم لعنهم الله ؟ إنما قال أبي عليه السلام: إذا
عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك.


ـ دعائم الاِسلام ج 1 ص 52


وعن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام أن رجلاً من أصحابه ذكر له عن بعض من
مرق من شيعته واستحل المحارم ممن كان يعد من شيعته، وقال: إنهم يقولون الدين
المعرفة، فإذا عرفت الاِمام فاعمل ما شئت، فقال أبو عبد الله جعفر بن محمد: إنا لله
وإنا إليه راجعون، تأمَّل الكفرة ما لا يعلمون، وإنما قيل إعرف الاِمام واعمل ما شئت

من الطاعة فإنها مقبولة منك، لاَنه لا يقبل الله عز وجل عملاً بغير معرفة. ولو أن
الرجل عمل أعمال البر كلها وصام دهره وقام ليله، وأنفق ماله في سبيل الله، وعمل
بجميع طاعات الله عمره كله، ولم يعرف نبيه الذي جاء بتلك الفرائض ثم معرفة
وصيه والاَئمة من بعده.


ـ مستدرك الوسائل ج 1 ص 174


وعنه عليه السلام أن رجلاً من أصحابه ذكر له عن بعض من مرق من شيعته واستحل المحارم
وأنهم يقولون إنما الدين المعرفة فإذا عرفت الاِمام فاعمل ما شئت ! فقال أبوعبدالله عليه السلام:
إنا لله وإنا إليه راجعون، تأول الكفرة ما لا يعلمون، وإنما قيل إعرف واعمل ما شئت من
الطاعة فإنه مقبول منك، لاَنه لا يقبل الله عملاً من عامل بغير معرفة. لو أن رجلاً عمل
أعمال البر كلها وصام دهره وقام ليله وأنفق ماله في سبيل الله وعمل بجميع طاعة الله
عمره كله ولم يعرف نبيه الذي جاء بتلك الفرائض فيؤمن به ويصدقه، وإمام عصره الذي
افترض الله طاعته فيطيعه، لم ينفعه الله بشيء من عمله، قال الله عز وجل في مثل هؤلاء
: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً.


بعلي عرف المؤمنون بعد النبي صلى الله عليه وآله


ـ أمالي المفيد ص 213


حدثنا أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد
بن يحيى العطار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق، عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي أنت مني وأنا منك: وليك وليي
ووليي ولي الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله.


يا علي أنا حرب لمن حاربك، وسلم لمن سالمك.


يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها.



يا علي أنت قسيم الجنة والنار، لا يدخل الجنة إلا من عرفك وعرفته، ولا يدخل
النار إلا من أنكرك وأنكرته.


يا علي أنت والاَئمة من ولدك على الاَعراف يوم القيامة تعرف المجرمين
بسيماهم، والمؤمنين بعلاماتهم.


يا علي لولاك لم يعرف المؤمنون بعدي. انتهى. وقد تقدم أن المؤمنين
والمنافقين كانوا يُعْرَفون حتى في زمان النبي صلى الله عليه وآله بموقفهم النفسي من علي عليه السلام.


معرفة الآخرة والمعاد والحساب


ـ رسائل الشهيد الثاني ص 145


الاَصل الخامس، المعاد الجسماني. اتفق المسلمون قاطبة على إثباته، وذهب
الفلاسفة إلى نفيه وقالوا بالروحاني. والمراد من الاَول إعادة البدن بعد فنائه ما كان
عليه قبله.... لنفع دائم أو ضرر دائم، أو منقطع يتعلقان به، وذهب جمع من
الاَشاعرة إلى أن المراد منه هو إعادة مثل البدن لا هو نفسه، وهو ضعيف لما سيأتي.
واعلم أن العقل لا يستقل بإثبات المعاد البدني كاستقلاله بإثبات الصانع تعالى
ووحدته، بل إنما ثبت على وجه يقطع العقل بوقوعه بمعونة السمع.


ـ كشف الغطاء ص 5


والمقدار الواجب بعد معرفة أصل المعاد، معرفة الحساب وترتب الثواب
والعقاب. ولا يجب المعرفة على التحقيق التي لا يصلها إلا صاحب النظر الدقيق
كالعلم بأن الاَبدان هل تعود بذواتها أو إنما يعود ما يماثلها بهيئاتها، وإن الاَرواح هل
تعدم كالاَجساد أو تبقى مستمرة حتى تتصل بالاَبدان عند المعاد، وأن المعاد هل
يختص بالاِنسان أو يجري على كافة ضروب الحيوان، وأن عودها بحكم الله دفعي
أو تدريجي.


وحيث لزمه معرفة الجنان وتصور النيران، لا يلزم معرفة وجودهما الآن ولا العلم

بأنهما في السماء أو في الاَرض أو يختلفان.


وكذا حيث يجب معرفة الميزان، لا يجب عليه معرفة أنها ميزان معنوية أو لها
كفتان، ولا يلزم معرفة أن الصراط جسم دقيق أو هو عبارة عن الاِستقامة المعنوية
على خلاف التحقيق.


والغرض أنه لا يشترط في تحقق الاِسلام معرفة أنهما من الاَجسام وإن كانت
الجسمية هي الاَوفق بالاِعتبار، وربما وجب القول بها عملاً بظاهر الاَخبار.


ولا تجب معرفة أن الاَعمال هل تعود إلى الاَجرام وهل ترجع بعد المعنوية
إلى صور الاَجسام، ولا يلزم معرفة عدد الجنان والنيران وإدراك كنه حقيقة
الحور والولدان.


وحيث لزم العلم بشفاعة خاتم الاَنبياء لا يلزم معرفة مقدار تأثيرها في حق
الاَشقياء.


وحيث يلزم معرفة الحوض لا يجب عليه توصيفه ولا تحديده وتعريفه، ولا يلزم
معرفة ضروب العذاب وكيفية ما يلقاه العصاة من أنواع النكال والعقاب. انتهى.
ونكتفي هنا بهذه السطور عن معرفة الآخرة والمعاد، وستأتي مسائله في محالها إن
شاء الله تعالى.


تم المجلد الاَول من كتاب العقائد الاِسلامية


ويليه المجلد الثاني إن شاء الله تعالى، وأوله بحث الرؤية.


* *


/ 18