الفطرة والميثاق وعالم الذر - عقائد الإسلامیة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عقائد الإسلامیة - جلد 1

علی الکورانی؛ مصحح: السید علی السیستانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





الفطرة والميثاق وعالم الذر


ـ تفسير نور الثقلين ج 1 ص 55


ـ في كتاب علل الشرايع بإسناده إلى حبيب قال: حدثني الثقة عن أبي
عبدالله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق العباد وهم أظلة قبل الميلاد، فما
تعارف من الاَرواح ائتلف، وما تناكر منها اختلف.


ـ وبإسناده إلى حبيب، عمن رواه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما تقول في الاَرواح
إنها جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ؟ قال فقلت إنا نقول
ذلك، قال: فإنه كذلك، إن الله عز وجل أخذ من العباد ميثاقهم وهم أظلة قبل الميلاد
وهو قوله عز وجل: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على
أنفسهم، إلى آخر الآية، قال: فمن أقر به يومئذ جاءت ألفته هاهنا، ومن أنكره يومئذ
جاء خلافه هاهنا.


ـ في كتاب التوحيد بإسناده إلى أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له:
أخبرني عن الله عز وجل هل يراه المؤمن يوم القيمة ؟ قال: نعم وقد رأوه قبل يوم
القيمة، فقلت متى ؟ قال: حين قال لهم ألست بربكم قالوا بلى، ثم سكت ساعة ثم
قال: وإن المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيمة، ألست تراه في وقتك هذا ؟ قال
أبو بصير فقلت له: جعلت فداك فأحدث بهذا عنك ؟ فقال: لا، فإنك إذا حدثت به
فأنكره منكر جاهل بمعنى ما تقول ثم قدر أن ذلك تشبيه كفر. وليست الرؤية بالقلب
كالرؤية بالعين، تعالى الله عما يصفه المشبهون والملحدون.


ـ في الكافي محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن العباس بن معروف،
عن ابن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي حمزة عن
أبي جعفر عليه السلام قال قال له رجل: كيف سميت الجمعة جمعة ؟ قال: إن الله عز وجل

جمع فيها خلقه لولاية محمد صلى الله عليه وآله ووصيه في الميثاق، فسماه يوم الجمعة لجمعه
فيه خلقه.


ـ في غوالي اللئالي، وقال عليه السلام: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان، يعني عرفة
فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم، وتلا: ألست
بربكم، قالوا بلى.


ـ في الكافي، أبو علي الاَشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
أبي عميرة، عن عبد الرحمان الحذاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن
الحسين عليهما السلام لا يرى بالعزل بأساً، أتقرأ هذه الآية: وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى، فكل شيء أخذ الله
منه الميثاق فهو خارج وإن كان على صخرة صماء.


ـ عن ابن مسكان، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن أمتي عرضت علي في الميثاق، فكان أول من آمن بي علي عليه السلام، وهو أول من
صدقني حين بعثت، وهو الصديق الاَكبر، والفاروق يفرق بين الحق والباطل.


ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ألست بربكم قالوا بلى، قالوا
بألسنتهم ؟ قال: نعم وقالوا بقلوبهم، فقلت: وأي شيء كانوا يومئذ ؟ قال: صنع
منهم ما اكتفى به.


ـ عن الاَصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: أتاه ابن الكوا فقال: يا أمير المؤمنين
أخبرني عن الله تبارك وتعالى هل كلم أحداً من ولد آدم قبل موسى ؟ فقال علي عليه السلام:
قد كلم الله جميع خلقه برّهم وفاجرهم وردوا عليه الجواب، فثقل ذلك علي ابن
الكوا ولم يعرفه، فقال له: كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال له: أو ما تقرأ كتاب
الله إذ يقول لنبيه: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على
أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى، فقد أسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب، كما تسمع

في قول الله يابن الكوا وقالوا بلى، فقال لهم: إني أنا الله لا إله إلا أنا، وأنا الرحمان،
فأقروا له بالطاعة والربوبية، وميز الرسل والاَنبياء والاَوصياء، وأمر الخلق بطاعتهم
فأقروا بذلك في الميثاق، فقال الملائكة عند إقرارهم: شهدنا عليكم يا بني آدم أن
تقولوا يوم القيمة إنا كنا عن هذا غافلين.


ـ في الكافي، محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد عن موسى بن عمر، عن ابن
سنان عن سعيد القماط، عن بكير بن اعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام: لاَي علة
وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يضع في غيره ؟ ولاَي علة يُقَبَّل ؟ ولاَي
علة أخرج من الجنة، ولاَي علة وضع ميثاق العباد فيه والعهد فيه ولم يوضع في
غيره، وكيف السبب ذلك ؟ تخبرني جعلني الله فداك فإن تفكري فيه لعجب !


قال فقال: سألت وأعضلت في المسالة واستقصيت، فافهم الجواب وفرغ قلبك
وأصغ سمعك، أخبرك إن شاء الله، إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الاَسود وهي
جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم عليه السلام فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق، وذلك
أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك
المكان وفي ذلك المكان ترائى لهم، وفي ذلك المكان يهبط الطير على القائم عليه السلام
فأول من يبايعه ذلك الطير، وهو والله جبرئيل عليه السلام وإلى ذلك المقام يسند القائم ظهره
وهو الحجة والدليل على القائم، وهو الشاهد لمن وافى في ذلك المكان، والشاهد
على من أدى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله عز وجل على العباد.


فأما علة ما أخرجه الله من الجنة، فهل تدري ما كان الحجر ؟ قلت: لا، قال: كان
ملكاً من عظماء الملائكة عند الله فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن
به وأقر ذلك الملك، فاتخذه لله أميناً على جميع خلقه، فألقمه الميثاق وأودعه
عنده، واستعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الاِقرار بالميثاق والعهد الذي
أخذ الله عز وجل عليهم، ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده
الاِقرار في كل سنة، فلما عصى آدم أخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي

أخذ الله عليه وعلى ولده لمحمد صلى الله عليه وآله ولوصيه عليه السلام وجعله تائهاً حيراناً، فلما تاب الله
على آدم حول ذلك الملك في صورة بيضاء، فرماه من الجنة إلى آدم وهو بأرض
الهند، فلما نظر إليه أنس إليه وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة وأنطقه الله عز وجل،
فقال له: يا آدم أتعرفني ؟ قال لا، قال: أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر
ربك، ثم تحول إلى صورته التي كان مع آدم عليه السلام في الجنة، فقال لآدم: أين العهد
والميثاق، فوثب إليه آدم عليه السلام وذكر الميثاق وبكى وخضع وقبله، وجدد الاِقرار
بالعهد والميثاق، ثم حوله الله عز وجل إلى جوهرة درة بيضاء صافية تضيَ، فحمله
آدم على عاتقه إجلالاً له وتعظيماً، فكان إذا أعيا حمله عنه جبرئيل عليه السلام حتى وافى
به مكة، فما زال يأنس به بمكة ويجدد الاِقرار له كل يوم وليلة، ثم إن الله عز وجل لما
بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان، لاَنه تبارك وتعالى حين أخذ الميثاق من
ولد آدم أخذه في ذلك المكان، وفي ذلك المكان ألقم الله الملك الميثاق، ولذلك
وضع في ذلك الركن وتنحى آدم من مكان البيت إلى الصفا وحوالي المروة، ووضع
الحجر في ذلك الركن، فلما نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله
وهلله ومجده، فلذلك جرت السنة بالتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من
الصفا، فإن الله أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة....


ـ بحار الاَنوار ج 3 ص 276


سن: البزنطي عن رفاعة، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: وإذ أخذ ربك من بني
آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى. قال: نعم لله
الحجة على جميع خلقه أخذهم يوم أخذ الميثاق هكذا وقبض يده. نعم لله الحجة
على جميع خلقه أخذهم يوم أخذ الميثاق، هكذا وقبض يده.


ـ بحار الاَنوار ج 5 ص 244


عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب،
وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق من أبغض مما أبغض وكان ما أبغض

أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال: فقلت وأي شيء الظلال ؟ فقال: ألم تر
إلى ظلك في الشمس شيء وليس بشيء ؟ ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الاِقرار
بالله وهو قوله عز وجل: ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله، ثم دعوهم إلى الاِقرار
بالنبيين فأنكر بعض وأقر بعض، ثم دعوهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب،
وأنكرها من أبغض، وهو قوله عز وجل: ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل، ثم قال
أبو جعفر عليه السلام: كان التكذيب ثَمَّ.


توضيح: قوله عليه السلام: في الظلال، أي عالم الاَرواح بناء على أنها أجسام لطيفة،
ويحتمل أن يكون التشبيه للتجرد أيضاً تقريباً إلى الاَفهام، أو عالم المثال على القول
به قبل الاِنتقال إلى الاَبدان.


تذكير الاَنبياء بميثاق الفطرة


سمى الله عز وجل القرآن الكريم: الذكر، ووصف عمل النبي صلى الله عليه وآله بأنه تذكير،
واستعمل مادة التذكير في القرآن للتذكير بالله تعالى، والتذكير باليوم الآخر، والتذكير
بالفطرة والميثاق.


ووصف أمير المؤمنين علي عليه السلام عمل الاَنبياء عليهم السلام بأنه مطالبة للناس بالاِنسجام
مع ميثاق الفطرة، قال عليه السلام في خطبة طويلة في نهج البلاغة ج 1 ص 23، يذكر فيها خلق
آدم عليه السلام وصفته:


فأهبطه إلى دار البلية، وتناسل الذرية، اصطفى سبحانه من ولده أنبياء، أخذ
على الوحي ميثاقهم، وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم، لما بدل أكثر خلقه عهد الله إليهم
فجهلوا حقه واتخذوا الاَنداد معه، واجتالتهم الشياطين عن معرفته، واقتطعتهم عن
عبادته، فبعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم
منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول، ويروهم آيات
المقدرة من سقف فوقهم مرفوع.... إلى آخر الخطبة.



وقال الشيخ محمد عبده في شرح قوله عليه السلام ليستأدوهم ميثاق فطرته: كأن الله
تعالى بما أودع في الاِنسان من الغرائز والقوى، وبما أقام له من الشواهد وأدلة الهدى
قد أخذ عليه ميثاقاً بأن يصرف ما أوتي من ذلك فيما خلق له، وقد كان يعمل على
ذلك الميثاق ولا ينقضه لولا ما اعترضه من وساوس الشهوات، فبعث إليه النبيين
ليطلبوا من الناس أداء ذلك الميثاق، أي ليطالبوهم بما تقتضيه فطرتهم وما ينبغي أن
تسوقهم إليه غرائزهم.


دفائن العقول: أنوار العرفان التي تكشف للاِنسان أسرار الكائنات، وترتفع به إلى
الاِيقان بصانع الموجودات، وقد يحجب هذه الاَنوار غيوم من الاَوهام وحجب من
الخيال، فيأتي النبيون لاِثارة تلك المعارف الكامنة وإبراز تلك الاَسرار الباطنة.


ـ وقال الراغب الاِصفهاني في المفردات ص 179


الذكر: تارة يقال ويراد به هيئة للنفس بها يمكن للاِنسان أن يحفظ ما يقتنيه من
المعرفة، وهو كالحفظ إلا أن الحفظ يقال اعتباراً بإحرازه، والذكر يقال اعتباراً
باستحضاره، وتارة يقال لحضور الشيء القلب أو القول، ولذلك قيل الذكر ذكران:
ذكر بالقلب وذكر باللسان، وكل واحد منهما ضربان، ذكر عن نسيان وذكر لا عن
نسيان بل عن إدامة الحفظ. وكل قول يقال له ذكر.


فمن الذكر باللسان قوله تعالى: لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم، وقوله تعالى:
وهذا ذكر مبارك أنزلناه، وقوله: هذا ذكر من معي وذكر من قبلي، وقوله: أأنزل عليه
الذكر من بيننا، أي القرآن، وقوله تعالى: ص والقرآن ذي الذكر....


ومن الذكر عن النسيان قوله: فإني نسيت الحوت وماأنسانيه إلاالشيطان أن أذكره.


ومن الذكر بالقلب واللسان معاً قوله تعالى: فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد
ذكراً، وقوله: فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم....


والذكرى: كثرة الذكر وهو أبلغ من الذكر، قال تعالى: رحمة منا وذكرى لاَولي
الاَلباب، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين....



ـ وقال الراغب أيضاً: الوعظ زجر مقترن بتخويف. قال الخليل: هو التذكير بالخير
فيما يرق له القلب. والعظة والموعظة الاِسم، قال تعالى: يعظكم لعلكم تذكرون،
قل إنما أعظكم. ذلكم توعظون به. قد جاءتكم موعظة من ربكم....


ـ وقال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية ص 121


الفرق بين التذكير والتنبيه: أن قولك ذكر الشيء يقتضي أنه كان عالماً به ثم نسيه
فرده إلى ذكره ببعض الاَسباب، وذلك أن الذكر هو العلم الحادث بعد النسيان على
ما ذكرنا. ويجوز أن ينبه الرجل على الشيء لم يعرفه قط، ألا ترى أن الله ينبه على
معرفته بالزلازل والصواعق وفيهم من لم يعرفه البتة فيكون ذلك تنبيهاً له كما يكون
تنبيهاً لغيره، ولا يجوز أن يذكره ما لم يعلمه قط. انتهى.


وفيما ذكره اللغويون فوائد ومحال للنظر، وحاصل المسألة: أنه يصح القول إن
تسمية القرآن والدين بالذكر لاَنه يدل على ما أودعه الله تعالى في عمق فكر الاِنسان
ومشاعره من الفطرة على التوحيد ومعرفة الله، ولكن السبب الاَهم أنه يثير ما بقي في
ذهنه ووجدانه من نشأته الاَولى وحنينه إلى عالم الغيب والآخرة، وإحساسه
بالميثاق الذي أخذ عليه في تلك النشأة.


وقد لاحظت أن الروايات صريحة في أخذ الميثاق على الناس قبل خلقهم في
هذه الدنيا، وهي متواترة في مصادر المسلمين، ولذا فإن تفسير تذكير الاَنبياء لا
يصح حصره بتذكير الاِنسان بفطرته لكي ينسجم معها، والتغافل عن التذكير الحقيقي
بالميثاق الذي صرحت به الاَحاديث الشريفة.


كل مولود يولد على الفطرة


ـ الكافي ج 2 ص 12


.... قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل مولود يولد على الفطرة، يعني المعرفة بأن الله عز
وجل خالقه، كذلك قوله: ولئن سألتهم من خلق السماوات والاَرض ليقولن الله.



ـ علل الشرائع ج 2 ص 376


أبي رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد،
عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان الاَعور قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:
ما من مولود ولد إلا على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، وإنما أعطى
رسول الله صلى الله عليه وآله الذمة وقبل الجزية عن رؤوس أولئك بأعيانهم على أن لا يهودوا ولا
ينصروا ولا يمجسوا. فأما الاَولاد وأهل الذمة اليوم فلا ذمة لهم ! انتهى. ورواه
الصدوق في الفقيه ج 2 ص 49 وفي التوحيد ص 330 وروى المجلسي عدداً من هذه
الاَحاديث في بحار الاَنوار ج 100 ص 65، والعاملي في وسائل الشيعة ج 11 ص 96


ـ من لا يحضره الفقيه ج 2 هامش ص 50


وقال الفاضل التفرشي: قوله: إلا على الفطرة، أي على فطرة الاِسلام وخلقته،
أي المولود خلق في نفسه على الخلقة الصحيحة التي لو خلي وطبعه كان مسلماً
صحيح الاِعتقاد والاَفعال، وإنما يعرض له الفساد من خارج، فصيرورته يهودياً أو
نصرانياً أو مجوسياً إنما هي من قبل أبويه غالباً لاَنهما أشد الناس اختلاطاً وتربية له،
ولعل وجه انتفاء ذمتهم أن ذمة رسول الله صلى الله عليه وآله لم تشملهم، بل أعطاهم الذمة بسبب
أن لا يفسدوا اعتقاد أولادهم ليحتاجوا إلى الذمة. ولم يعطوا الذمة من قبل
الاَوصياء عليهم السلام لعدم تمكنهم في تصرفات الاِمامة، وإنما يعطوها من قبل من ليس له
تلك الولاية، فإذا ظهر الحق وقام القائم عليه السلام لم يقروا على ذلك ولا يقبل منهم إلا
الاِسلام. وأخذ الجزية منهم هذا الزمان من قبيل أخذ الخراج من الاَرض، والمنع
عن التعرض لهم باعتبار الاَمان. وأما قوله في حديث زرارة الآتي: ذلك إلى الاِمام،
فمعناه أنه إذا كان متمكناً ويرى المصلحة في أخذ الجزية منهم كما وقع في زمان
رسول الله صلى الله عليه وآله وهو لا ينافي انتفاء الذمة عنهم اليوم. انتهى.



ـ تفسير التبيان ج 8 ص 247


قال مجاهد: فطرة الله الاِسلام، وقيل فطر الناس عليها ولها وبها بمعنى واحد،
كما يقول القائل لرسوله: بعثتك على هذا ولهذا وبهذا بمعنى واحد. ونصب فطرة
الله على المصدر، وقيل تقديره: اتبع فطرة الله التي فطر الناس عليها، لاَن الله تعالى
خلق الخلق للاِيمان، ومنه قوله صلى الله عليه وآله: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه
وينصرانه ويمجسانه.


ومعنى الفطر الشق ابتداءً يقولون: أنا فطرت هذا الشيء أي أنا ابتدأته، والمعنى
خلق الله الخلق للتوحيد والاِسلام.


ـ بحار الاَنوار ج 3 ص 22


ـ غوالي: قال النبي صلى الله عليه وآله: كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه
وينصرانه.


بيان: قال السيد المرتضى رحمه الله في كتاب الغرر والدرر بعد نقل بعض التأويلات عن
المخالفين في هذا الخبر: والصحيح في تأويله أن قوله يولد على الفطرة، يحتمل
أمرين:


أحدهما: أن تكون الفطرة هاهنا الدين، ويكون على بمعنى اللام، فكأنه قال: كل
مولود يولد للدين ومن أجل الدين، لاَن الله تعالى لم يخلق من يبلغه مبلغ المكلفين
إلا ليعبده فينتفع بعبادته، يشهد بذلك قوله تعالى: وما خلقت الجن والاِنس إلا
ليعبدون. والدليل على أن على تقوم مقام اللام ما حكاه يعقوب بن السكيت عن أبي
يزيد عن العرب أنهم يقولون: صف عليَّ كذا وكذا حتى أعرفه، بمعنى صف لي،
ويقولون: ما أغبطك عليَّ يريدون ما اغبطك لي، والعرب تقيم بعض الصفات مقام
بعض، وإنما ساغ أن يريد بالفطرة التي هي الخلقة في اللغة الدين من حيث كان هو
المقصود بها، وقد يجري على الشيء اسم ماله به هذا الضرب من التعلق

والاِختصاص، وعلى هذا يتأول قوله تعالى: وأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي
فطر الناس عليها، أراد دين الله الذي خلق الخلق له. وقوله تعالى: لا تبديل لخلق الله
أراد به أن ما خلق الله العباد له من العبادة والطاعة ليس مما يتغير ويختلف، حتى
يخلق قوماً للطاعة وآخرين للمعصية. ويجوز أن يريد بذلك الاَمر، وإن كان ظاهره
ظاهر الخبر فكأنه قال: لا تبدلوا ما خلقكم الله له من الدين والطاعة بأن تعصوا
وتخالفوا.


والوجه الآخر في تأويل قوله عليه السلام على الفطرة: أن يكون المراد به الخلقة، وتكون
لفظة (على) على ظاهرها لم يرد بها غيره، ويكون المعنى: كل مولود يولد على
الخلقة الدالة على وحدانية الله تعالى وعبادته والاِيمان به، لاَنه عز وجل قد صور
الخلق وخلقهم على وجه يقتضي النظر فيه معرفته والاِيمان به وإن لم ينظروا
ويعرفوا، فكأنه عليه السلام قال: كل مخلوق ومولود فهو يدل بخلقته وصورته على عبادة الله
تعالى وإن عدل بعضهم فصار يهودياً أو نصرانياً. وهذا الوجه أيضاً يحتمله قوله
تعالى: فطرة الله التي فطر الناس عليها.


وإذا ثبت ما ذكرناه في معنى الفطرة فقوله عليه الصلاة والسلام: حتى يكون أبواه
يهودانه وينصرانه، يحتمل وجهين:


أحدهما: أن من كان يهودياً أو نصرانياً ممن خلقته لعبادتي وديني فإنما جعله
أبواه كذلك، أو من جرى مجراهما ممن أوقع له الشبهة وقلده الضلال عن الدين،
وإنما خص الاَبوين لاَن الاَولاد في الاَكثر ينشؤون على مذاهب آبائهم ويألفون
أديانهم ونحلهم، ويكون الغرض بالكلام تنزيه الله تعالى عن ضلال العباد وكفرهم،
وأنه إنما خلقهم للاِيمان فصدهم عنه آباؤهم، أو من جرى مجراهم.


والوجه الآخر: أن يكون معنى يهودانه وينصرانه أي يلحقانه بأحكامهما لاَن
أطفال أهل الذمة قد ألحق الشرع أحكامهم بأحكامهم، فكأنه عليه السلام قال: لا تتوهموا
من حيث لحقت أحكام اليهود والنصارى أطفالهم أنهم خلقوا لدينهم، بل لم يخلقوا

إلا للايمان والدين الصحيح، لكن آباءهم هم الذين أدخلوهم في أحكامهم، وعبر
عن إدخالهم في أحكامهم بقوله: يهودانه وينصرانه.


* *


ـ وقال البخاري في صحيحه ج 2 ص 97


.... أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا
يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة، هل
تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا
تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم.


ـ وقال في ج 2 ص 104:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على
الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى
فيها جدعاء. انتهى. وروى نحوه في ج 6 ص 20 وفي ج 7 ص 211 ورواه أحمد في مسنده
ج 2 ص 233 كما في رواية البخاري الاَولى. ورواه في ج 2 ص 275 وزاد (ثم يقول
واقرؤوا إن شئتم: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله).


ـ وروى أحمد في ج 2 ص 282


عن طاوس عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل مولود ولد على
الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه، مثل الاَنعام تنتج صحاحاً فتكوى آذانها. انتهى.
وروى نحوه في ج 2 ص 346 وج 3 ص 353 وروى نحوه مسلم في ج 8 ص 52 وأبو داود في
ج2 ص416 والترمذي ج3 ص303 والحاكم ج2 ص323 وكنزالعمال ج1 ص266 والسيوطي
في الدر المنثور ج 2 ص 224 وج 5 ص 155 والبيهقي في سننه ج 6 ص 202 و ج 9 ص 130


ـ وفي شعب الاِيمان ج 1 ص 97 عن أبي هريرة، وروى عنه أيضاً أن رسول الله (ص)

قال: كل إنسان تلده أمه على الفطرة يلكزه الشيطان في حضنيه، إلا مريم وابنها.
انتهى. وهو غريب يشبه مقولات النصارى.


وكل الحيوانات فطرت على معرفة الله تعالى


ـ الكافي ج 6 ص 539


أبوعلي الاَشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحجال، وابن فضال، عن
ثعلبة، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: مهما أبهم على
البهائم من شيَ فلا يبهم عليها أربعة خصال: معرفة أن لها خالقاً، ومعرفة طلب الرزق
ومعرفة الذكر من الاَنثى، ومخافة الموت. انتهى. ورواه في من لا يحضره الفقيه ج 2
ص288 وقال: وأما الخبر الذي روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: لو عرفت البهائم من
الموت ما تعرفون ما أكلتم منها سميناً قط، فليس بخلاف هذا الخبر، لاَنها تعرف
الموت لكنها لا تعرف منه ما تعرفون. انتهى. ورواه في وسائل الشيعة ج 8 ص 352،
ومحل هذا الموضوع في المعرفة، لكن أوردناه هنا ليتضح أن الاِنسان والحيوان
مفطوران على معرفة الله تعالى، بل والجماد أيضاً كما قال تعالى (وإن من شيَ إلا
يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).


التوجه الفطري إلى الله تعالى


ـ شرح الاَسماء الحسنى ج 1 ص 67


يا ملجئي عند اضطراري. فإن الاِنسان إذا انقطعت جميع وسائله وانبتت تمام
حبائله التجأ إليه تعالى بالفطرة وتشبث به بالجبلة، ولذا استدل الاَئمة المعصومون
كثيراً على منكري الصانع بالحالات المشاهدة، والوقوع في مظان التهلكة.


ـ شرح الاَسماء الحسنى ج 1 ص 164


يا أحب من كل حبيب. أما أنه أحب من كل حبيب لاَهله فواضح، وقد مر، وأما
أنه أحب للكل كما هو مقتضى الاِطلاق فلاَن كل كمال وإفضال لما كان عكس كماله

وإفضاله ومحبوبيتها باعتبار وجهها إلى الله، رجع محبوبيتها إلى محبوبيته، فإليه
يرجع عواقب الثناء كما ورد عن المعصوم، ولكن لا يستشعر بذلك إلا الخواص.


والتفاضل والاِيمان والكفر بذلك الاِستشعار، أو لاَنه أحب لهم إجمالاً أو فطرة،
كما أن الجاهل يعلم أن العالم خير منه، والغضبان يصدق بأن الحليم أشرف منه،
والبخيل بأن الجواد أفضل منه، فهم يحبون الصفات الحميدة فطرةً وإن أحبوا تلك
الرذايل بالغريزة الثانية.


ـ شرح الاَسماء الحسنى ج 2 ص 4


.... تنبيهاً على أنه تعالى هو المعروف بتلك الصلات والصفات عند الفطرة
الاَولى التي فطر الناس عليها، فلا تذهب العقول إلى غيره تعالى حتى عقول الكفار،
كما قال تعالى: ولئن سألتهم من خلق السموات والاَرض ليقولن الله، وحين قال
الخليل عليه السلام: إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، لم ينكره نمرود
بل بهت، لاَن فطرته حاكمة بأن القادر على ذلك ليس إلا هو.


رأي صاحب تفسير الميزان في عالم الذر والمعرفة والميثاق


ـ تفسير الميزان للطباطبائي ج 8 ص 305 ـ 331


قوله تعالى: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على
أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا....


أخذ الشيء من الشيء يوجب انفصال المأخوذ من المأخوذ منه واستقلاله دونه
بنحو من الاَنحاء، وهو يختلف باختلاف العنايات المتعلقة بها والاِعتبارات
المأخوذة فيها كأخذ اللقمة من الطعام وأخذ الجرعة من ماء القدح، وهو نوع من
الاَخذ، وأخذ المال والاَثاث من زيد الغاصب، أو الجواد أو البائع أو المعير، وهو
نوع آخر، أو أنواع مختلفة أخرى، وكأخذ العلم من العالم وأخذ الاَهبة من المجلس
وأخذ الحظ من لقاء الصديق، وهو نوع، وأخذ الولد من والده للتربية، وهو نوع..
إلى غير ذلك.



فمجرد ذكر الاَخذ من الشيء لا يوضح نوعه إلا ببيان زائد، ولذلك أضاف الله
سبحانه إلى قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم الدال على تفريقهم وتفصيل بعضهم من
بعض: قوله من ظهورهم، ليدل على نوع الفصل والاَخذ، وهو أخذ بعض المادة
منها بحيث لا تنقص المادة المأخوذ منها بحسب صورتها ولا تنقلب عن تمامها
واستقلالها، ثم تكميل الجزء المأخوذ شيئاً تاماً مستقلاً من نوع المأخوذ منه، فيؤخذ
الولد من ظهر من يلده ويولده وقد كان جزء، ثم يجعل بعد الاَخذ والفصل إنساناً تاماً
مستقلاً من والديه بعد ما كان جزء منهما. ثم يؤخذ من ظهر هذا المأخوذ مأخوذ آخر
وعلى هذه الوتيرة حتى يتم الاَخذ وينفصل كل جزء عما كان جزء منه ويتفرق
الاَناسي وينتشر الاَفراد وقد استقل كل منهم عمن سواه، ويكون لكل واحد منهم
نفس مستقلة لها ما لها وعليها ما عليها.


فهذا مفاد قوله: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، ولو قال أخذ
ربك من بني آدم ذريتهم أو نشرهم ونحو ذلك، بقي المعنى على إبهامه.


وقوله: وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، ينبيء عن فعل آخر إلَهي تعلق بهم
بعد ما أخذ بعضهم من بعض، وفصل بين كل واحد منهم وغيره، وهو إشهادهم
على أنفسهم، والاِشهاد على الشيء هو إحضار الشاهد عنده وإراءته حقيقته ليتحمله
علماً تحملاً شهودياً، فإشهادهم على أنفسهم هو إراءتهم حقيقة أنفسهم ليتحملوا ما
أريد تحملهم من أمرها، ثم يؤدوا ما تحملوه إذا سئلوا.


وللنفس في كل ذي نَفَس جهات من التعلق والاِرتباط بغيرها يمكن أن
يستشهد الاِنسان على بعضها دون بعض، غير أن قوله: ألست بربكم، يوضح ما
أشهدوا لاَجله وأريد شهادتهم عليه، وهو أن يشهدوا ربوبيته سبحانه لهم فيؤدوها
عند المسألة.


فالاِنسان وإن بلغ من الكبر والخيلاء ما بلغ وغرته مساعدة الاَسباب ما غرته
واستهوته، لا يسعه أن ينكر أنه لا يملك وجود نفسه ولا يستقل بتدبير أمره، ولو

ملك نفسه لوقاها مما يكرهه من الموت وسائر آلام الحياة ومصائبها، ولو استقل
بتدبير أمره لم يفتقر إلى الخضوع قبال الاَسباب الكونية والوسائل التي يرى لنفسه أنه
يسودها ويحكم فيها، ثم هي كالاِنسان في الحاجة إلى ماوراءها والاِنقياد إلى حاكم
غائب عنها يحكم فيها لها أو عليها، وليس إلى الاِنسان أن يسد خلتها ويرفع حاجتها.


فالحاجة إلى رب مالك مدبر حقيقة الاِنسان، والفقر مكتوب على نفسه،
والضعف مطبوع على ناصيته، لا يخفى ذلك على إنسان له أدنى الشعور الاِنساني،
والعالم والجاهل والصغير والكبير والشريف والوضيع في ذلك سواء. فالاِنسان في
أي منزل من منازل الاِنسانية نزل، يشاهد من نفسه أن له رباً يملكه ويدبر أمره،
وكيف لا يشاهد ربه وهو يشاهد حاجته الذاتية، وكيف يتصور وقوع الشعور بالحاجة
من غير شعور بالذي يحتاج إليه.


فقوله: ألست بربكم بيان ما أشهد عليه، وقوله: قالوا بلى شهدنا، اعتراف منهم
بوقوع الشهادة وما شهدوه.


ولذا قيل إن الآية تشير إلى ما يشاهده الاِنسان في حياته الدنيا أنه محتاج في
جميع جهات حياته من وجوده وما يتعلق به وجوده من اللوازم والاَحكام، ومعنى
الآية إنا خلقنا بني آدم في الاَرض وفرقناهم وميزنا بعضهم من بعض بالتناسل
والتوالد وأوقفناهم على احتياجهم ومربوبيتهم لنا، فاعترفوا بذلك قائلين بلى شهدنا
أنك ربنا. وعلى هذا يكون قولهم بلى شهدنا من قبيل القول بلسان الحال أو إسناداً
للازم القول إلى القائل بالملزوم، حيث اعترفوا بحاجاتهم ولزمهم الاِعتراف بمن
يحتاجون إليه.


والفرق بين لسان الحال والقول بلازم القول، أن الاَول انكشاف المعنى عن الشيء
لدلالة صفه من صفاته وحال من أحواله عليه، سواء شعر به أم لا، كما تفصح آثار
الديار الخربة عن حال ساكنيها وكيف لعب الدهر بهم وعدت عادية الاَيام عليهم
فأسكنت أجراسهم وأخمدت أنفاسهم، وكما يتكلم سيماء البائس المسكين عن

فقره ومسكنته وسوء حاله. والثاني انكشاف المعنى عن القائل لقوله بما يستلزمه أو
تكلمه بما يدل عليه بالاِلتزام.


فعلى أحد هذين النوعين من القول أعني القول بلسان الحال والقول بالاِستلزام
يحمل اعترافهم المحكي بقوله تعالى: قالوا بلى شهدنا، والاَول أقرب وأنسب فإنه
لا يكتفي في مقام الشهادة إلا بالصريح منها المدلول عليه بالمطابقة دون الاِلتزام.


ومن المعلوم أن هذه الشهادة على أي نحو تحققت فهي من سنخ الاِستشهاد
المذكور في قوله: ألست بربكم، فالظاهر أنه قد استوفى الجواب بعين اللسان الذي
سألهم به، ولذلك كان هناك نحو ثالث يمكن أن تحمل عليه هذه المساءلة
والمجاوبة، فإن الكلام الاِلَهي يكشف به عن المقاصد الاِلَهية بالفعل والاِيجاد، كلام
حقيقي، وإن كان بنحو التحليل كما تقدم مراراً في مباحثنا السابقة فليكن هنا قوله:
ألست بربكم، وقولهم: بلى شهدنا، من ذاك القبيل، وسيجيء للكلام تتمة.


وكيف كان، فقوله: وإذ أخذ ربك من بني آدم الآية يدل على تفصيل بني آدم
بعضهم من بعض وإشهاد كل واحد منهم على نفسه، وأخذ الاِعتراف على الربوبية
منه، ويدل ذيل الآية وما يتلوه أعني قوله: أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا
غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل
المبطلون، على الغرض من هذا الاَخذ والاِشهاد. و هو على ما يفيده السياق إبطال
حجتين للعباد على الله، وبيان أنه لولا هذا الاَخذ والاِشهاد وأخذ الميثاق على
انحصار الربوبية كان للعباد أن يتمسكوا يوم القيامة بإحدى حجتين يدفعون بها تمام
الحجة عليهم في شركهم بالله والقضاء بالنار على ذلك من الله سبحانه.


والتدبر في الآيتين وقد عطفت إحدى الحجتين على الاَخرى بأو الترديدية،
وبنيت الحجتان جميعاً على العلم اللازم للاِشهاد، ونقلتا جميعاً عن بني آدم
المأخوذين المفرقين، يعطي أن الحجتين كل واحدة منهما مبنيه على تقدير من
تقديري عدم الاِشهاد كذلك.



والمراد إنا أخذنا ذريتهم من ظهورهم وأشهدناهم على أنفسهم فاعترفوا بربوبيتنا
فتمت لنا الحجة عليهم يوم القيامة، ولو لم نفعل هذا ولم نشهد كل فرد منهم على
نفسه بعد أخذه فإن كنا أهملنا الاِشهاد من رأس، فلم يشهد أحد نفسه وأن الله ربه،
ولم يعلم به، لاَقاموا جميعاً الحجة علينا يوم القيامة بأنهم كانوا غافلين في الدنيا عن
ربوبيتنا، ولا تكليف على غافل ولا مؤاخذة، وهو قوله تعالى: أن تقولوا يوم القيامة
إنا كنا عن هذا غافلين.


وإن كنا لم نهمل أمر الاِشهاد من رأس وأشهدنا بعضهم على أنفسهم دون بعض،
بأن أشهدنا الآباء على هذا الاَمر الهام العظيم دون ذرياتهم ثم أشرك الجميع كان
شرك الآباء شركاً عن علم بأن الله هو الرب لا رب غيره، فكانت معصية منهم، وأما
الذرية فإنما كان شركهم بمجرد التقليد فيما لا سبيل لهم إلى العلم به لا إجمالاً ولا
تفصيلاً، ومتابعة عملية محضة لآبائهم، فكان آباؤهم هم المشركون بالله العاصون
في شركهم لعلمهم بحقيقة الاَمر، وقد قادوا ذريتهم الضعاف في سبيل شركهم
بتربيتهم عليه وتلقينهم ذلك، ولا سبيل لهم إلى العلم بحقيقة الاَمر وإدراك ضلال
آبائهم وإضلالهم إياهم، فكانت الحجة لهؤلاء الذرية على الله يوم القيامة لاَن الذين
أشركوا وعصوا بذلك وأبطلوا الحق هم الآباء فهم المستحقون للمؤاخذة والفعل
فعلهم، وأما الذرية فلم يعرفوا حقاً حتى يؤمروا به فيعصوا بمخالفته فهم لم يعصوا
شيئاً ولم يبطلوا حقاً، وحينئذ لم تتم حجة على الذرية فلم تتم الحجة على جميع
بني آدم. وهذا معنى قوله تعالى: أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من
بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون.


فإن قلت: هنا بعض تقادير أخر لا يفي بها البيان السابق، كما لو فرض إشهاد
الذرية على أنفسهم دون الآباء مثلاً، أو إشهاد بعض الذرية مثلاً، كما أن تكامل النوع
الاِنساني في العلم و الحضارة على هذه الوتيرة يرث كل جيل ما تركه الجيل السابق
ويزيد عليه بأشياء، فيحصل للاحق ما لم يحصل للسابق.



قلت: على أحد التقديرين المذكورين تتم الحجة على الذرية أو على بعضهم
الذين أشهدوا، وأما الآباء الذين لم يشهدوا فليس عندهم إلا الغفلة المحضة عن أمر
الربوبية، فلا يستقلون بشرك إذ لم يشهدوا، ولا يسع لهم التقليد إذ لم يسبق عليهم
فيه سابق، كما في صورة العكس فيدخلون تحت المحتجين بالحجة الاَولى (إنا كنا
عن هذا غافلين).


وأما حديث تكامل الاِنسان في العلم والحضارة تدريجاً فإنما هو في العلوم
النظرية الاِكتسابية التي هي نتائج وفروع تحصل للاِنسان شيئاً فشيئاً، وأما شهود
الاِنسان نفسه وأنه محتاج إلى رب يربه فهو من مواد العلم التي إنما تحصل قبل
النتائج، وهو من العلوم الفطرية التي تنطبع في النفس انطباعاً أولياً ثم يتفرع عليها
الفروع. وما هذا شأنه لا يتأخر عن غيره حصولاً، وكيف لا ونوع الاِنسان إنما يتدرج
إلى معارفه وعلومه عن الحس الباطني بالحاجة، كما قرر في محله.


فالمتحصل من الآيتين أن الله سبحانه فصل بين بني آدم بأخذ بعضهم من بعض،
ثم أشهدهم جميعاً على أنفسهم وأخذ منهم الميثاق بربوبيته، فهم ليسوا بغافلين
عن هذا المشهد وما أخذ منهم من الميثاق، حتى يحتج كلهم بأنهم كانوا غافلين
عن ذلك لعدم معرفتهم بالربوبية، أو يحتج بعضهم بأنه إنما أشرك وعصى آباؤهم
وهم برآء.


ولذلك ذكر عدة من المفسرين أن المراد بهذا الظرف المشار إليه بقوله: وإذ أخذ
ربك، هو الدنيا والآيتان تشيران إلى سنة الخلقة الاِلَهية الجارية على الاِنسان في
الدنيا، فإن الله سبحانه يخرج الذرية الاِنسانية من أصلاب آبائهم إلى أرحام أمهاتهم
ومنها إلى الدنيا، ويشهدهم في خلال حياتهم على أنفسهم ويريهم آثار صنعه وآيات
وحدانيته ووجوه احتياجاتهم المستغرقة لهم من كل جهة، الدالة على وجوده
ووحدانيته، فكأنه يقول لهم عند ذلك ألست بربكم، وهم يجيبونه بلسان حالهم بلى
شهدنا بذلك وأنت ربنا لا رب غيرك، وإنما فعل الله سبحانه ذلك لئلا يحتجوا على

الله يوم القيامة بأنهم كانوا غافلين عن المعرفة، أو يحتج الذرية بأن آباءهم هم الذين
أشركوا وأما الذرية فلم يكونوا عارفين بها وإنما هم ذرية من بعدهم نشأوا على
شركهم من غير ذنب.


وقد طرح القوم عدة من الروايات تدل على أن الآيتين تدلان على عالم الذر، وأن
الله أخرج ذرية آدم من ظهره فخرجوا كالذر فأشهدهم على أنفسهم وعرفهم نفسه،
وأخذ منهم الميثاق على ربوبيته، فتمت بذلك الحجة عليهم يوم القيامة. وقد ذكروا
وجوهاً في إبطال دلالة الآيتين عليه وطرح الروايات بمخالفتها لظاهر الكتاب.


1 ـ أنه لا يخلو إما أنه جعل الله هذه الذرية المستخرجة من صلب آدم عقلاء أو
لم يجعلهم كذلك، فإن لم يجعلهم عقلاء فلا يصح أن يعرفوا التوحيد وأن يفهموا
خطاب الله تعالى، وإن جعلهم عقلاء وأخذ منهم الميثاق وبنى صحة التكليف على
ذلك وجب أن يذكروا ذلك ولا ينسوه، لاَن أخذ الميثاق إنما تتم الحجة به على
المأخوذ منه إذا كان على ذكر منه من غير نسيان، كما ينص عليه قوله تعالى أن تقولوا
يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. ونحن لا نذكر وراء ما نحن عليه من الخلقة
الدنيوية الحاضرة شيئاً، فليس المراد بالآية إلا موقف الاِنسان في الدنيا وما يشاهده
فيه من حاجته إلى رب يملكه ويدبر أمره وهو رب كل شيء.


2 ـ أنه لا يجوز أن ينسى الجمع الكثير والجم الغفير من العقلاء أمراً قد كانوا
عرفوه وميزوه حتى لا يذكره ولا واحد منهم، وليس العهد به بأطول من عهد أهل
الجنة بحوادث مضت عليهم في الدنيا وهم يذكرون ما وقع عليهم في الدنيا كما
يحكيه تعالى في مواضع من كلامه كقوله: قال قائل منهم إني كان لي قرين، إلى آخر
الآيات: الصافات ـ 51 وقد حكى نظير ذلك عن أهل النار كقوله: وقالوا ما لنا لا نرى
رجالاً كنا نعدهم من الاَشرار. صَ ـ 62 إلى غير ذلك من الآيات.


ولو جاز النسيان على هؤلاء الجماعة مع هذه الكثرة لجاز أن يكون الله سبحانه قد
كلف خلقه فيما مضى من الزمن ثم أعادهم ليثيبهم أو ليعاقبهم جزاء لاَعمالهم في

الخلق الاَول وقد نسوا ذلك، ولازم ذلك صحة قول التناسخية أن المعاد إنما هو
خروج النفس عن بدنها ثم دخولها في بدن آخر لتجد في الثاني جزاء الاَعمال التي
عملتها في الاَول.


3 ـ ما أورد على الاَخبار الناطقة بأن الله سبحانه أخذ من صلب آدم ذريته وأخذ
منهم الميثاق بأن الله سبحانه قال: أخذ ربك من بني آدم ولم يقل من آدم، وقال من
ظهورهم ولم يقل من ظهره، وقال ذريتهم ولم يقل ذريته، ثم أخبر بأنه إنما فعل بهم
ذلك لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل
وكنا ذرية من بعدهم، الآية. وهذا يقتضي أن يكون لهم آباء مشركون فلا يتناول ظاهر
الآية أولاد آدم لصلبه.


ومن هنا قال بعضهم إن الآية خاصة ببعض بني آدم غير عامة لجميعهم، فإنها لا
تشمل آدم وولده لصلبه وجميع المؤمنين، ومن المشركين من ليس له آباء مشركون،
بل تختص بالمشركين الذين لهم سلف مشرك.


4 ـ إن تفسير الآية بعالم الذر ينافي قولهم كما في الآية: إنما أشرك آباؤنا لدلالته
على وجود آباء لهم مشركين، وهو ينافي وجود الجميع هناك بوجود واحد جمعي.


5 ـ ما ذكره بعضهم أن الروايات مقبولة مسلمة غير أنها ليست بتأويل للآية،
والذي تقصه من حديث عالم الذر إنما هو أمر فعله الله سبحانه ببني آدم قبل
وجودهم في هذه النشأة ليجروا بذلك على الاَعراق الكريمة في معرفة ربوبيته، كما
روي أنهم ولدوا على الفطرة، وكما قيل إن نعيم الاَطفال في الجنة ثواب إيمانهم بالله
في عالم الذر. وأما الآية فليست تشير إلى ما تشير إليه الروايات، فإن الآية تذكر أنه
إنما فعل بهم ذلك لتنقطع به حجتهم يوم القيامه: إنا كنا عن هذا غافلين، ولو كان
المراد به ما فعل بهم في عالم الذر لكان لهم أن يحتجوا على الله فيقولوا ربنا إنك
أشهدتنا على أنفسنا يوم أخرجتنا من صلب آدم فكنا على يقين بأنك ربنا، كما أنا
اليوم وهو يوم القيامة على يقين من ذلك لكنك أنسيتنا موقف الاِشهاد في الدنيا التي

هي موطن التكليف والعمل ووكلتنا إلى عقولنا، فعرف ربوبيتك من عرفها بعقله
وأنكرها من أنكرها بعقله، كل ذلك بالاِستدلال، فما ذنبنا في ذلك وقد نزعت منا
عين المشاهدة وجهزتنا بجهاز شأنه الاِستدلال وهو يخطيء ويصيب.


6 ـ أن الآية لا صراحة لها فيما تدل عليه الروايات لاِمكان حملها على التمثيل،
وأما الروايات فهي إما مرفوعة أو موقوفة ولا حجية فيها.


هذه جملة ما أوردوه على دلالة الآية وحجية الروايات، وقد زيفها المثبتون لنشأة
الذر وهم عامة أهل الحديث وجمع من غيرهم من المفسرين بأجوبة:


فالجواب عن الاَول، أن نسيان الموقف وخصوصياته لا يضر بتمام الحجة وإنما
المضر نسيان أصل الميثاق وزوال معرفة وحدانية الرب تعالى وهو غير منسي ولا
زائل عن النفس، وذلك يكفي في تمام الحجة، ألا ترى أنك إذا أردت أن تأخذ ميثاقاً
من زيد فدعوته إليك وأدخلته بيتك وأجلسته مجلس الكرامة ثم بشرته وأنذرته ما
استطعت ولم تزل به حتى أرضيته فأعطاك العهد وأخذت منه الميثاق، فهو مأخوذ
بميثاقه مادام ذاكراً لاَصله وإن نسي حضوره عندك ودخوله بيتك وجميع ما جرى
بينك وبينه وقت أخذ الميثاق، غير أصل العهد.


والجواب عن الثاني، أن الاِمتناع من تجويز نسيان الجمع الكثير لذلك مجرد
استبعاد من غير دليل على الاِمتناع، مضافاً إلى أن أصل المعرفة بالربوبية مذكور غير
منسي كما ذكرنا وهو يكفي في تمام الحجة، وأما حديث التناسخية فليس الدليل
على امتناع التناسخ منحصراً في استحالة نسيان الجماعة الكثيرة ما مضى عليهم في
الخلق الاَول، حتى لو لم يستحل ذلك صح القول بالتناسخ، بل لاِبطال القول به
دليل آخر كما يعلم بالرجوع إلى محله، وبالجملة لا دليل على استحالة نسيان بعض
العوالم في بعض آخر.


والجواب عن الثالث، أن الآية غير ساكتة عن إخراج ولد آدم لصلبه من صلبه فإن
قوله تعالى: وإذ أخذ ربك من بني آدم، كاف وحده في الدلالة عليه فإن فرض بني

آدم فرض إخراجهم من صلب آدم من غير حاجة إلى مؤونة زائدة، ثم إخراج ذريتهم
من ظهورهم بإخراج أولاد الاَولاد من صلب الاَولاد وهكذا، ويتحصل منه أن الله
أخرج أولاد آدم لصلبه من صلبه ثم أولادهم من أصلابهم ثم أولاد أولادهم من
أصلاب أولادهم حتى ينتهى إلى آخرهم، نظير ما يجري عليه الاَمر في هذه النشأة
الدنيوية التي هي نشأة التوالد والتناسل.


وقد أجاب الرازي عنه في تفسيره بأن الدلالة على إخراج أولاده لصلبه من صلبه
من ناحية الخبر، كما أن الدلالة على إخراج أولاد أولاده من أصلاب آبائهم من ناحية
الآية، فبمجموع الآية والخبر تتم الدلالة على المجموع، وهو كما ترى.


وأما الاَخبار المشتملة على ذكر إخراج ذرية آدم من صلبه وأخذ الميثاق منهم،
فهي في مقام شرح القصة لا في مقام تفسير ألفاظ الآية حتى يورد عليها بعدم موافقه
الكتاب أو مخالفته. وأما عدم شمول الآية لاَولاد آدم من صلبه لعدم وجود آباء
مشركين لهم وكذا بعض من عداهم فلا يضر شيئاً، لاَن مراد الآية أن الله سبحانه إنما
فعل ذلك لئلا يقول المشركون يوم القيامة إنما أشرك آباؤنا لا أن يقول كل واحد
واحد منهم إنما أشرك آبائي، فهذا مما لم يتعلق به الغرض البتة، فالقول قول
المجموع من حيث المجموع لا قول كل واحد، فيؤول المعنى إلى أنا لولم نفعل
ذلك لكان كل من أردنا إهلاكه يوم القيامة يقول لم أشرك أنا وإنما أشرك من كان قبلي
ولم أكن إلا ذرياً وتابعاً لا متبوعاً.


والجواب عن الرابع، يظهر من الجواب عن سابقه، قد دلت الآية والرواية على
أن الله فصل هناك بين الآباء والاَبناء ثم ردهم إلى حال الجمع.


والجواب عن الخامس، أنه خلاف ظاهر بعض الروايات وخلاف صريح بعض
آخر منها، وما في ذيله من عدم تمام الحجة من جهة عروض النسيان، ظهر الجواب
عنه من الجواب عن الاِشكال الاَول.


والجواب عن السادس، أن استقرار الظهور في الكلام كاف في حجيته، ولا



/ 18