قیادة فی الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قیادة فی الإسلام - نسخه متنی

مرتضی المطهری؛ مترجم: هاشم محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


«9»


لقد ارسل (صلّى الله عليه وآله وسلّم) معاذبن جبل إلى اليمن، لاجل دعوة الناس،وإرشادهم إلى الدّين وتولّي شؤون اليمن؛والقى على سمعه هذه التعاليم التي تعتبرمنهاج عمل لكل واحد منها؛ مع انّ اكثرنايعمل على خلافها.


يقول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «يسرولا تعسر، بشر ولا تنفر، وصل بهم صلاةاضعفهم»؛ فلا يمكن ادارة المجتمع وقيادتهبالشدّة والعنف، ولابد أن نبشر الناسبالمزايا، والثمرات الدنيوية والاخرويةللاسلام، وترغيبهم وكسب قلوبهم، حتى تخفقفي قلوبهم الرغبة لهذا الدين، وعدممواجهتهم بأسلوب التخويف والترهيب، لانّهيؤدي لنفرة الناس، وابتعادهم عن الدين؛ولابد من مراعاة اضعفهم حين الصلاة جماعة،ففي المؤمنين المصلين عليل ومريض، وفيهممن كان جديد عهد بالصلاة.


وهناك وظائف خاصة للزعيم والقائد، فانّالقائد له مركزه الاجتماعي الخطير، فعليهاستمالة القلوب، وقيادتها وتعبئة قواها،فهناك بعض الوظائف والمهمّات الملقاة علىعاتقه، والمختصة به لا يطالب بها غيره،ولا يطالب بها هو لو لم يشغل هذا المنصب.


ونحن قد سمعنا عن زهد الإمام اميرالمؤمنين (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعنعباداته، التي ليس لها مثيل؛ ولكن، هذاالزاهد المتبتل، حين زار ـ في ايام خلافتهـ احد اصحابه وهو علاء بن زيادة؛ شكى لهاخاه عاصم بن زيادة، وانّه قد اغرق نفسهبالعبادة والزهد، وهجر امراته ولبسثياباً خشنة؛ فامر (عليه السلام)باحضاره،و حين حضر، واجه ذلك الوجه الذي ارهقتهالعبادة، وانهكه الزهد؛ خاطبه بحدة: «ياعدوّ نفسه...».


ولما اعترض عاصم على الإمام (عليهالسلام)، بانّه هو بنفسه يعيش مثل هذهالحياة الشاقة، ويضرب به المثل في الزهد؛اجابه (صلّى الله عليه وآله وسلّم): انهخليفة وزعيم للامة الإسلامية، ويلزم عليهأن يلاحظ اضعف اتباعه، واشدّ المحرومين منشعبه، لانه قائد امة.


فانّ زعماء الامم وقادتهم لهم تكاليفووظائف مختصة بهم، وفي الحديث: «ان اللهفرض على ائمة المسلمين ان يقّدروا أنفسهمبضعفة الناس، كي لا يتبيَّغ بالفقيرفقره».


يريد أن يقول: بأنني زعيم وقائد أمة ولستَأنت كذلك، ولابد أن يمتدّ نظري إلى افرادالامة جميعهم، وأُوكد اكثر على اكثرالفئات حرماناً، وبالطبع انني ارغب في رفعمستواهم الحياتي والمعيشي؛ ولكن، ما دامفي البلاد محروم، فلا يسوغ لي أن البسثياباً اخرى، غير هذه الثياب التي تستربدني، ما دام في البلاد من يأكل خبزالشعير، ويلبس الثياب الخشنة، فلاّننيخليفة ومسؤول عن هداية الناس وقيادتهم،فلا بدّ لي من الاحساس باوجاعهم والتجاوبمعهم.


لا بدّ أن اعيش الحياة التي يعيشها اكثرالأفراد حرماناً وفقراً؛ والاّ فللفقيرالحقّ في أن يثور، وينتفض بوجه هذهالحكومة؛ ويتعالى صراخه: باننا نكذب فيوعودنا، وادّعاءاتنا باننا نفكر فيهم،ونهتم بشؤونهم؛ ولكن الآن، سوف يطمئنّباننا صادقون؛ اذن فالقيادة والزعامةبنفسها تفرض هذه الحياة التي اعيشها.


/ 14