1 ـ أهمية الإنسان والقوى المودعة فيه - قیادة فی الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قیادة فی الإسلام - نسخه متنی

مرتضی المطهری؛ مترجم: هاشم محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



«6»



وبعد أن طوى ابراهيم هذه المراحلوالابتلاءات، بظفر ونجاح، اخبره اللهتعالى بانّه قد استحق منصب الإمامة،فارتقى من النبوّة والرسالة إلى الإمامة.



وهناك حديث حول ذلك: «... انّ الله اتخذابراهيم عبداً قبل ان يتّخذه نبيّاً،واتخذه نبيّاً قبل ان يتخذه رسولاً واتخذهرسولاً قبل ان يتّخذه خليلاً، واتّخذهخليلاً قبل ان يتّخذه اماماً...»(1).



وبذلك يتضح معنى الآية: (وَإذِ ابْتَلَىإبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍفَأتَمَّهُنَّ قَالَ إنِّي جَاعِلُكَلِلنَّاسِ إمَاماً...)؛ اي بعد أن اتمابراهيم تلك المراحل، وخرج من جميعالابتلاءات والمحن ظافراً، حينئذ جعلهالله اماماً.



إن الإمامة وقيادة البشرية وزعامتها،سواء في بعدها المعنوي الالهي، او فيبعدها الاجتماعي؛ هي ارفع المناصب التييمنحها الله للانسان، وهكذا كان ابراهيمفكان نبياً وكان اماماً وزعيماً لقومه.



وكما ذكرنا أن الانبياء الكبار يمتلكونكلا المنصبين، النبوّة والإمامة، وأماالانبياء الصغار، فانّهم انبياء فحسب،ولم يكونوا ائمة.



وأما أئمتنا الاطهار، فكانوا يمتلكونمنصب الإمامة، ولم يكونوا انبياء اذ أنطريقهم نفس الطريق الذي رسمه النبي (صلّىالله عليه وآله وسلّم)؛ انهم يدعون إلى نفسالرسالة، ويعبئون القوى، ويأخذون بايديالبشر في نفس الطريق، الذي دعا اليه النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم).



وعالمنا اليوم ينظر لمسالة الإمامة، منخلال بعدها الاجتماعي فحسب، فلا يعرف الاّهذا الجانب منها، ولكنه يهتّم اهتماماًكبيراً بها، وله الحق في ذلك، فانّالإنسان يحتاج للقيادة في طبيعته؛ وقيمةالقيادة والزعامة واهميتها تبتني علىثلاثة اصول واسس:



1 ـ أهمية الإنسان والقوى المودعة فيه


هذه القوى والكنوز الكامنة في الإنسان،والتي لم يتنبّه إليها الإنسان عادة،والإسلام قد اهتم كثيراً بمسألة توجيهالإنسان ووعيه بنفسه، ومنزلته الكبيرة،وباهميّة القوى الكبيرة الكامنة فيه.



والقرآن الكريم يصرّح في الكثير منآياته، بانّ الله تعالى حين خلق آدم، أمرالملائكة أن تسجد له؛ وانّ الإنسان اعرفبالاسماء من الملائكة أنفسهم، وإنّ كل مافي الأرض قد خُلق لأجل الإنسان ولمصلحته.



قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْمَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً...)(2)، و (سَخَّرَلَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِيالأرْضِ)(3)؛ ففي الرؤية القرآنية يُعتبرالإنسان أرفع الموجودات جمعياً، وليس هوقبضة من ماء وتراب فحسب.





(1). الكافي 1: 175، كتاب الحجة، باب طبقاتالانبياء والرسل والائمة(ع)، ح: 4.



(2). البقرة: 29.


(3). لقمان: 20.



/ 14