ولكن ما هي هذه الاثقال والاغلال؟ هل هياثقال من صخر واغلال من حديد، أو من خشب؟كلاّ.
إن هذا الاثقال هي الخرافات والتقاليد،والاغلال هي من نوع الاغلال الروحية التيكبَّل بها الإنسان قواه واستعداداتهوطاقاته المعنوية الزاخرة، وهي التي ادّتإلى كل هذا الجمود والشقاء واليأس فيالبشرية.
والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يطلقسراح هذه القوى المقيّدة الاسيرة؛والقيادة والإدارة والاجتماعية تعني ذلك.
انّها تحرير تلك القوى واطلاق سراحهاوبثّ الحركة والنشاط فيها، وفي نفس الوقتالاخذ بيدها، لتسير في مسارها الصحيحالمستقيم، بخطوات متزنة مطمئنة.
انّ القيادة الحكيمة، والإدارة الصحيحةالمثمرة، تجعل من اضعف الشعوب امّة قويةتفوق في قوتها سائر الامم والشعوب؛ والنبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم)قد قام بذلك،الذي هو معجزة في نفسه.
مصادر لدراسة القيادة في الإسلام
والحديث في هذا المجال طويل عريض، واذااردنا أن نتعرف على مدى علاقة الإسلامبالقيادة والإدارة، فانّ ذلك يتمّ من خلالمصدرين:
1 ـ القراءة العميقة لسير الأنبياءوالأولياء
يلزم علينا: أن نقرأ سير اولياء الدينوقادته، قراءة عميقة، وبالخصوص سيرةالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأميرالمؤمنين (عليه السلام)؛ فانّه لو تعرّفالإنسان على أساليبهم في هذا المجال، يدركمدى تطابقها وتوافقها مع الأصول الدقيقةللقيادة والإدارة الحكيمة، والمنجزاتالعظيمة التي توصّلوا إليها من خلال هذهالقيادة الحكيمة؛ تلك التي لم يسبق لهامثيل في تاريخ العالم كلّه، لقد حققوا هذاالنجاح المدهش، لانّهم كانوا يمتلكونمفتاح السرّ، انّهم قد بعثوا من قبل الله،والله خالق الإنسان، وبيده مفتاح سرّه.
يلزم علينا أن نقرأ بدقة وعمق، سيرة النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مختلفالمجالات؛ في قيادة الجيش، وفي ادارة دفةالسياسة ونشر الإسلام، وسيرته مع اعداءالدين، مع المشركين، مع اهل الكتاب؛وسلوكه في بيته مع اسرته، وغيرها؛ ففي كلّواحدة منها عبر ودروس لنا.
انّ السيرة العملية للنبي (صلّى الله عليهوآله وسلّم)، في الإدارة والقيادة، ترشدناإلى الكثير من التعاليم الحيّة، في هذاالمجال؛ انّها بلغت القمة في دراسة النفسالإنسانية، وفي معرفة الطبيعة البشريّة.