الرشد الاجتماعي والشعبي - قیادة فی الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قیادة فی الإسلام - نسخه متنی

مرتضی المطهری؛ مترجم: هاشم محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



«2»



فالإنسان الذي يمتلك وظيفةً ما، في أيّمجال من مجالات الحياة، وله القدرة علىالمحافظة عليها، والاستفادة الصحيحةمنها؛ فيقال لهذا الشخص أنّه (رشيد).



ولا ينحصر ذلك في المجال المالي؛ بل يشملمختلف المجالات، كإدارة الزوجة والأولاد،فإنها من المجالات التي يلزم عليه إدارتهاوالمحافظة عليها.



الرشد الاجتماعي والشعبي


لا ينحصر الرشد بالفرد، ففي المجتمعاتوالشعوب توجد إمكانات وطاقات، طبيعيةوإنسانية وعلمية وأمثالها، قد أُودعتبأيدي الشعوب.



وهذا الرشد يعني: قدرة الشعب والمجتمع علىالإدارة، وحسن الانتفاع من هذه القُدراتالمادية والإنسانية؛ ويُقال لمثل هذاالشعب: أنه (رشيد).



والإدارة والقيادة التي نبحث عنها،تُلازم نوعاً من الرشد؛ إذ القيادة عبارةعن تعبئة القوى الإنسانية والاستفادةالصحيحة منها.



ولأجل توضيح هذه الفكرة أكثر، أضربُمثالين للرشد الشخصي الفردي، على ضوء ماذكرناه من تعريف الرشد؛ وأنه عبارة عنالقدرة على الإدارة، والقدرة علىالانتفاع الصحيح من الطاقات.



الرشد الفردي والأخلاقي


النوع الأوّل من أنواع الرشد، الرشدالفردي والأخلاقي.



وهنا يبرز سؤال: هل يتمكن اكثر الأفراد أنيُديروا طاقاتهم وامكاناتهم وأن ينتفعوابها؟ كلا؛ فالقليل، هم الذين يتمكّنون منالاستفادة الصحيحة من المواهب والإمكاناتالكامنة في الإنسان.



إدارة الذاكرة


المثال الأول: يدور حول القوى الادراكيةللانسان؛ فإنّ الأفراد يختلفون فيمابينهم، من حيث الفهم والادراك، وقوة الحفظوالذاكرة.



والإنسان الرشيد، هو الذي يمكنهالاستفادة الصحيحة من ذاكرته.



وأمّا غير الرشيد، فيمكن أن تكون له ذاكرةقويّة جداً، ولكن لا يمكنه الانتفاع منها،واستثمارها، بل يتصور أنّ الذاكرة مستودعيجب ملؤه بكل شيء، وبكل ما يعثر عليه،كمستودع البيت الممتلىء بكل شيء، حتىبالاشياء البيتية الزائدة وبصورة غيرمنظّمة.



وأما الإنسان الرشيد، فيفكّر حول الامورالتي يملأ بها ذاكرته، ولا ينتفي منهاإلاّ الجيد المفيد؛ انّ ذاكرته مقدّسة،ولا يجدر به أنْ يملأها بايّ شيء، فيلاحظاولاً ايّ شي يفيده، وايّ شي لا يفيده،وهناك من الامور ما يفيد، وما مقدارفائدته، ويصنع قائمة لكل هذه الامور؛ ثمبعد ذلك ينتخب ما هو اكثر فائدته،ويعتبرها كالامانة التي يلزمه المحافظةعليها، فيجب انْ يتعرف ذهنه على المسائلالعلميّة اوّلاً، وبصورة دقيقة وواضحة،ثم بعد ذلك ينقلها لذاكرته.



ومثاله الواضح في قراءة الكتاب، فانّالإنسان تارة يطالعه مرة واحدة، قراءةعابرة لاجل الالتذاذ به، ولكن بهذهالقراءة الخفيفة، لا يتمكّن من تقييممحتويات الكتاب، فيجب أنْ يقرأه مرةثانية.



/ 14