الإمامة والقيادة - قیادة فی الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قیادة فی الإسلام - نسخه متنی

مرتضی المطهری؛ مترجم: هاشم محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



«4»



اذن، فوعاء الإنسان للعبادة محدود،ولنفرض انّه كان يمتلك شوقاً للعبادة،واقدم على ممارستها بنشاط، ولكن بعد مدةمن ممارستها، سيشعر بالتعب، ويتضاءل شوقهونشاطه وتكتسب العبادة صفة التحميلوالتكليف ويكون كالطعام الذي لا يلائممزاج الإنسان، حيث يكون رد الفعل من البدنتجاهه، هو التقيوء والاستفراغ، او دفعهبايّ وسيلة اخرى، على العكس من الغذاءالملائم، الذي يكون ردّ الفعل تجاهه، هوجذبه والتشوّق اليه، وهضمه.



ويخاطب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)جابر بن عبدالله الانصاري: «يا جابر انّهذا الدين لمتين، فاوغل فيه برفق، و لاتبغض الى نفسك عبادة الله»؛ اي انّ دينالإسلام دين مستحكم منطقي، يبتني على اسسنفسيّة واجتماعية عميقة، فلابد انّ لا تدعنفسك، تتنفّر من العبادة، وتحقد عليها،فمارس العبادة بصورة تميل معها النفسللعبادة، وتنجذب وتندفع بشوق اليها.



ويضيف (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعدذلك: «فان المنبتّ، لا ارضاً قطع ولا ظهراًابقى»؛ إنّ الراكب الذي لا يعتني بمدىقدرة الجمل؛ بل انّه يضربه بالسوط دائماً،ويدفعه إلى طي المنازل والمسافات بسرعة،وبمسيرة واحدة، دون ملاحظة المراحل،ويعتقد بانّه بهذه الطريقة الخشنة، سوفيصل إلى هدفه اسرع؛ ولكن الأمر ليس كذلك،فإنّه خلال الطريق ستخور قواه من شدّةالتعب واوجاع السوط، ويسقط.



والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيحديث آخر يقول: «طوبى لمن عشق العبادةوعانقها»، يريد أن يقول: بانّ الشخصالوحيد الذي يتمكّن من اقتطاف الثمراتالعالية للعبادة، هو الذي يؤدّي عبادتهبصورة يندفع معها القلب بكل شوق ورغبة.



فالممارسة الصحيحة للعبادة، والاستفادةمن نعمها الثرّة، لها علاقة وثيقة بحسنالإدارة والقيادة، وهذه المهمة يؤدّيهامن تمكن من قيادة نفسه ومشاعره وعواطفهوغرائزه؛ وبالتالي قلبه، قيادة حكيمةرشيدة؛ فانّ القلب والعاطفة والمشاعرتحتاج إلى القيادة الحكيمة اكثر من ايّ شيآخر؛ والآن نرجع إلى القيادة الاجتماعيةفي المجالات الاجتماعية.



الإمامة والقيادة


قلنا انّ الرشد يعني: القدرة على الإدارةوالقيادة، وحين يريد الإنسان ادارةالآخرين وقيادتهم؛ اي حين يكون موضوعالرشد هو قيادة الآخرين؛ فيطلق على هذاالنوع من الرشد: (الهداية)؛ وبتعبير اوضح:(الإمامة).



واللفظ الذي يعبر عن لفظة الإمامة بصورةدقيقة هو (القيادة)؛ والفرق بين النبوةوالإمامة أن النبوة تعني الدلالة وارائةالطريق؛ بينما الإمامة تعني القيادة؛والنبوة ابلاغ واخبار، واتمام الحجةوارائه الطريق وكشفه فحسب، ولا تتعدىمهمّة النبي ذلك، ولكن البشر يحتاجون إلىالقيادة بالاضافة لكشف الطريق والدلالةعليه.



/ 14