2 ـ التعاون بين الإنسان والحيوان فيالقيادة - قیادة فی الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قیادة فی الإسلام - نسخه متنی

مرتضی المطهری؛ مترجم: هاشم محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



«7»



2 ـ التعاون بين الإنسان والحيوان فيالقيادة


إنّ الإنسان وان كان من جنس الحيوان الاانه يختلف عنه من حيث الغرائز وطبيعتها،فهو اضعف من الحيوان في هذا المجال، فإنّالحيوانات مجهّزة بمجموعة من الغرائز،ولا تحتاج لقيادة خارجيّة تديرهاوتوجّهها، فانّ غريزتها تقود نفسهابنفسها؛ فالنملة مجهزّة بمجموعة منالغرائز، تتمكّن بواسطتها أن تدير دفةحياتها بصورة غريزية، والإمام علي (عليهالسلام) في إحدى خطبة في نهج البلاغة، يصفالنملة واجهزتها، وغرائزها الحياتيّة،والحشرات الاخرى كذلك.



والإنسان، وإن كان اكثر تجهيزاً بالقوىوالقدرات من سائر الموجودات، الا انّه اذاكان مقدّراً له أن تكون مهمة قيادتهوادارته على عاتق غرائزه، لكانت الغرائزالتي يلزم توافرها فيه اكثر بكثير منغرائز الحيوان.



ولكنه رغم ذلك، هو فقراً وعجزا من جميعالموجودات، لافتقاره للغرائز الداخليةالتي تقوده وتوجهه بنفسها في طريق الحياة؛ولذلك احتاج للقيادة والتوجيه من الخارج.



وهذه هي الفلسفة لبعثة الانبياء، والهدفمنها، انّهم بعثوا من اجل تربية هذهالغرائز، والقوى البشرية، وتوجيههاالطريق المستقيم؛ فانّ فلسفة البعثةتعتمد في اساسها على حاجة البشر للقيادةوالتوجيه.



فان البشر وإن كان مجهزاً بالكثير منالقدرات والقوى، ولكنه في نفس الوقت جاهلبقدرته وبذخائره الثرّة، فلا يعرف مايمتلكه، ولا يعرف كيف يستخدم ممتلكاته،ويستفيد منها الاستفادة الصحيحة، ويقودهاالقيادة الحكمية؛ لذلك احتاج للقائدوالموجّه الذي يرسم له الطريق، وينظّمطاقاته وقدراته، ويحرّره من اغلاله يحثّهعلى الحركة والعمل.



3 ـ القوانين الخاصة في الحياة البشرية


هناك مجموعة من القوانين والاصول حاكمةبسلوك البشر واعماله، واذا اراد احد، أنينصب من نفسه قائداً وزعيماً للبشر، فلايتيسّر له ذلك الا اذا تعرّف على هذهالقوانين المتحكمة في حياة البشر.



انّ الإنسان موجود مجهّز بمجموعة منالقوى، ولكنه مفتقر في طبيعته لقائدوموجّه، يرسم له طريق العمل بهذه القوى،ويحثه على العمل وفقها.



هو موجود خاضع في قياته، وتوجيه دفّةحياته، واثارة قواه، وتحفيزها على العملوالانتفاع منها، إلى مجموعة من القوانينالدقيقة جدّاً، ومعرفة تلك القوانين هيمفتاح السيطرة والنفوذ إلى قلوب البشر.



وللقرآن الكريم تعبير يثير الدهشة حولالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ حيثيقول: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَالرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّالَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباًعِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِوَالإنْجِيلِ يَأمُرُهُمْبِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِالْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُالطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُالْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْإصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْعَلَيْهِمْ...)(1).





(1). الأعراف: 157.

/ 14