قیادة فی الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قیادة فی الإسلام - نسخه متنی

مرتضی المطهری؛ مترجم: هاشم محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


«11»


وفي حرب تبوك، حيث حدثت في ظروف عصيبة كانيمر بها المسلمون، تلك التي يقول حولهاالتاريخ: (أن رسول الله (صلّى الله عليهوآله وسلّم) امر اصحابه بالتهيّؤ لغزوالروم، وذلك في زمان من عسرة الناس وشدةالحر وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار،والناس يحبّون المقام في ثمارهم وظلالهم).


وفي هذه الظروف القاسية، هدّد الروم كيانالإسلام من الحدود الشمالية، ورأى النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يرسل الجيشالإسلامي إلى الحدود الرومية، وأعلن عنالتعبئة العامة، وحاول المنافقون كثيراًأن يقفوا بوجه الزحف الإسلامي، وكلنهمبأوا بالفشل.


وأمكن للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)أن يجهز جيشاً يتألف من ثلاثين ألفاً، وقدلُقّب هذا الجيش (بجيش العسرة)، لاجلالمتاعب والظروف المرة التي يعيشها، ولمتكن للمسلمين خيول كافية، فكل اربعة منهمكانوا يشتركون بواحد منها؛ وكذلك لميمتلكوا الغذاء الكافي، وربما اقتنعالواحد منهم بتمرة واحدة؛ بل ربما اشتركاكثر من واحد بتمرة واحدة، ولكن رغم كل هذهالظروف الصعبة، اندفعوا للحرب خضوعاًلاوامر القائد.


وكان ابو ذر راكباً جملاً هزيلاً، لذلكتأخر عن الركب، وقد تخلّف عن هذه الحربثلاثة أفراد: فكانوا يقولون للنبي (صلّىالله عليه وآله وسلّم): يارسول الله تخلففلان؛ فيقول: «دعوه فإن يك فيه خير فسيلحقهالله تعالى بكم، وإن يك غير ذلك فقد اراحكمالله منه».


حتى قيل: يارسول الله قد تخلف أبو ذر،وأبطأ به بعيره: فقال: «دعوه، فإن يك فيهخير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلكاراحكم الله منه».


وأبو ذر في الواقع لم يتخلف عن الزحف،ولكن لم تكن لجمله القدرة على المشي؛ لذلك(تخلف عن رسول الله (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) ثلاثة أيام؛ وذلك انّ جمله كاناعجف، فلحق به بعد ثلاثة ايّام؛ وقف عليهجمله في بعض الطريق، فتركه وحمل ثيابه علىظهره، فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلىشخص مقبل؛ فقال رسول الله (صلّى الله عليهوآله وسلّم): «كان ابا ذرّ؟» فقالوا: هو ابوذرّ).


وحين وصل ابو ذرّ، كانت ملامحه متغيرة منتأثير الحرّ والجوع والتعب، كان وجههمغيرّاً، وشفته جافة كالخشبة.


وحين نظر الرسول (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) إلى سحنته وملامحه المرهقة، راىبانّه سيقضى عليه من الظمأ؛ (فقال رسولالله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ادركوهبالماء فانه عطشان»، فادركوه بالماء؛واوفى ابو ذرّ رسول الله (صلّى الله عليهوآله وسلّم)، ومعه ادواة فيها ماء؛ فقالرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ياابا ذرّ معك ماء وعطشت؟» فقال: نعم يارسولالله، بابي انت واميّ، انتهيت إلى صخرة،وعليها ماء السماء فذقته، فاذا هو عذببارد؛ فقلت: لا اشربه حتى يشربه حبيبي رسولالله..).


/ 14