معاد یوم القیامة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
( 60 )خلقاً آخر ذا شعور وإرادة وفكر وتصرف وتدبير إلى غير ذلك من الخواص والأفعال التي لا تصدر من الأجسام والجسمانيات ، وهو تصريح بأنّ ما يتعلق بالروح جنس مغاير لما سبق ذكره من الصور الجسمية المتبدّلة الواقعة في الأحوال الجسمانية ، وذلك يدلّ على أن الروح شيء مغاير للبدن(1) .وكذلك قوله تعالى في خلق الإنسان : ( وَبَدَأَ خَلْقَ الاِِْنسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلألَةٍ مِن مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ ) (2) وقوله تعالى في خلق آدم عليه السلام : ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ) (3) فلمّا ميّز تعالى بين التسوية ـ وهي خلق الأعضاء والأبعاض الجسمية ـ وبين نفخ الروح ، دلّ ذلك على أنّ جوهر الروح شيء مغاير لجوهر الجسد(4) .4 ـ الآيات التي ميّزت بين ما هو مادي مضمحلّ من الانسان ، وبين ما هو حقيقة باقية يتوفّاها الله إليه ، كقوله تعالى : ( اللهُ يَتَوَفَّى الاََْنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الاَُْخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً )(5)وهي تدلّ على أن الإنسان روح وبدن ، وأن الروح هي التي تسيّر البدن وتدبّره بأمر الله تعالى ، والموت