إن الذي يطالع كتاب الوشيعة للشيخ موسى جار الله يكاد يعتقد أن مؤلفه كثير الاضطلاع في اللغة العربية وبعيد الغور في معرفة أسرارها وجم الإطلاع على دقايقها وأنه في مقدمة الملمّين بشواردها وأوابدها وذلك لأنه كثيراً ما يلجأ إلى اللغة عندما يظهر العجز عن مجابهة خصمه بالحقائق العلمية فيركن إلى التمويه والطلاء فيتذرع بذريعة اللغة محاولاً بذلك إقناع القرّاء بقوة حجته من ناحية البرهان اللغوي ظناً منه أن القراء الأفاضل يجهلون لغتهم كما يجهلها هو فيكثر من خبطه وخلطه في تفسر المعاني اللغوية القرآنية حتى يجره إلى العبث بلغة العرب وأساليبها البيانية التي نزل بها القرآن المبين وأي دليل على جهله أبرز وأظهر مما تضمنته شبهته المتقدمة فهو قد اجتهد في أن حلية المتعة . تناقض بل تهدم روح الآية الشريفة ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله ) الخ لأن الاستعفاف في نظره يناقض حل المتعة التي اعتبرها زنا مستحل من قبل الشيعة ومما يؤيد اجتهاده هذا استفهامه عن معنى قوله تعالى ( لا يجدون نكاحاً ) لو حل تمتع بكف من بر إلى ما هنالك من استفهامات واستغرابات تخيلها تصوره وإن اساس اجتهاده والقاعدة التي بنى استنباطه عليها هي توهمه الفاسد في الاستدلال اللغوي من الجملة القرآنية في أن النكاح إذا أطلق لا يشمل إلا العقد الدائم . على أنا نقول له أن هذا التأويل ينم عن جهل مركب ونقص في الفهم ليس إلا .لأن كلمة النكاح تفيد عدة معان في لغة القرآن وإذا أطلقت تشمل المعاني الآتية :1 ـ ما كنى بالنكاح عن العقد قال الله تعالى ( يا ايها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات الآية ) .2 ـ نكاح آخر وهو اسم للوطء لا العقد قوله تعالى ( فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره ) .