في الدوافع الباعثة على التأليف الساكت عن الحق شيطان أخرس بسم الله الرحمن الرحيم اطلعت في الأيام الأخيرة على كتاب السائح المصري محمد ثابت الذي وضعه عقب جولته في ربوع الشرق الأدنى والكتاب موسوم بهذا الإسم ، وقد انتظم على مشاهدات مؤلفه في إصقاع التي أمها في سياحته وتجواله خلال ديارها وإن عنوان الكتاب حبب إلى مطالعته بدافع الإستطلاع والوقوف على ما كتبه المتجول الشرقي في جولته عن الشرق والشرقيين ، وقد أغتبطت كثيراً وسررت أيما سرور من أن الله عز وجل قد قيض لبلاد الشرق من أبنائها ما يسد الثلمة ويزيل الوصمة التي طالما ألصقها سواح الغرب وكتابه بالشرق والشرقيين بصور وكيفيات يندى منها جبين كل شرقي غيور على شرقيته وعروبته مهما كانت ملته ونحلته بل ونعرته ومع شدة ما تملكني من الشغف بتفلى الكتاب والحرص على سيره من أوله إلى منتهاه فقد تصفحته كنهلة المزؤود وسرحت فيه النظر كقبسة المستعجل كما يقال لكثرة ما اعترضني من الشواغل والعوايق على أن هذه النظرات العجلى في الكتاب دلتنى على مواقع الخطأ في كثير من فصوله وأبحاثه فرجعت بآمالي بخفي حنين وأكاد أعتقد في أن المؤلف كان خالي الوطاب من