متعه و اثرها فی الإصلاح الاجتماعی نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
( 30 )المعرفة بكل ما يتصل بالشرق وأممه وعقائد أقوامه وملله حتى المسلمين منهم وكأنه بعيد عن عاداتهم وعنعناتهم خاصة عرب الجزيرة ولعل هو كذلك ، لأنى رأيته زمر (1)المروءة فيما دونه من مشاهداته في ربوع الرافدين وأنه قد أخطل في منطقه بدون رويه وبلا علم واطلاع والطّ (2) بالباطل فيما كتبه عن أثر " المتعة " في النجف الأشرف فقد أسف في نقله إسفافاً تأباه عليه الشهامة العربية وتنكره عليه الشريعة الإسلامية الغراء إذ أن حضرته قد فاق كثيراً من السواح الأجانب الذين حجوا بلاد الشرق واتصلوا بأقوامه وطوائفه فكتبوا بأقلامهم المسمومة ما شاءت لهم أهواؤهم ونزعاتهم وأغراضهم الاستعمارية من الدس وطمس الحقائق وإظهارها للناس بغير صورها الحقيقية الجميلة وإذا كان لهؤلاء بعض العذر فما عذره هو ، وهو من أبناء النيل المثقفين ومن أساتذة الآداب الذين يهمهم نشر الفضيلة ونصرة الحق والتحلى بجمال الصدق في القول والعمل ، بيد أننا والأسف يحز نفوسنا نراه قد سار في جولته في ربوع الشرق الأدنى ، وخاصة في ربوعنا كالمدلج في دأدأة (3) محلوكة فكان كحاطب ليل لا يدري ما يجمع في حزمته ، ودليلنا على هذا ما ذكره في صحيفة (152) من جولته وها هو بالحرف الواحد : ـ زواج المتعة في النجف الأشرف ( ولقد استرعى نظري في النجف كثير من الاطفال الذين يلبسون في آذانهم حلقات خاصة هي علامة أنهم من ذرية زواج المتعة المنتشر بين الشيعة جميعاً وبخاصة في بلاد فارس ، ففي موسم الحج إذا ما حل زائر فندقاً لاقاه وسيط يعرض عليه أمر المتعة مقابل أجر معين فإن قبل أحضر له الرجل جمعاً من الفتيات لينتقي منهن وعندئذ يقصد معها إلى عالم القراءة صيغة عقد الزواج