عقیدتنا فی النظر و المعرفة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لمخلوقاته، وهي صفة واحدة تنتزع منها
عدّة صفات باعتبار اختلاف الآثار
والملاحظات.
وأمّا الصفات السلبية التي تسمّى بصفات
الجلال، فهي ترجع جميعها إلى سلب واحد هو
سلب الامكان عنه؛ فإنّ سلب الاِمكان
لازمه ـ بل معناه ـ سلب الجسمية والصورة
والحركة والسكون، والثقل والخفّة، وما
إلى ذلك، بل سلب كل نقص.
ثمّ إنّ مرجع سلب الاِمكان ـ في الحقيقة ـ
إلى وجوب الوجود، ووجوب الوجود من
الصفات الثبوتية الكمالية، فترجع الصفات
الجلالية (السلبية) آخر الاَمر إلى الصفات
الكمالية (الثبوتية) ، والله تعالى واحد
من جميع الجهات، لا تكثّر في ذاته
المقدّسة، ولا تركيب في حقيقة الواحد
الصمد.ولا ينقضي العجب من قول من يذهب إلى رجوع
الصفات الثبوتية إلى الصفات السلبية؛
لمّا عزّ عليه أن يفهم كيف أنّ صفاته عين
ذاته، فتخيّل أنّ الصفات الثبوتية ترجع
إلى السلب؛ ليطمئنّ إلى القول بوحدة
الذات وعدم تكثّرها، فوقع بما هو أسوأ؛ إذ
جعل
الذات التي هي عين الوجود، ومحض الوجود،
والفاقدة لكلّ نقص وجهة إمكان، جعلها عين
العدم ومحض السلب(1)، أعاذنا الله من شطحات
الاَوهام، وزلاّت الاَقلام.