44 ـ عقيدتنا في المعاد الجسماني
وبعد هذا، فالمعاد الجسماني ـ بالخصوص ـضرورة من ضروريات الدين الاسلامي، دلَّ
صريح القرآن الكريم عليها (أَيَحْسَبُ
الاِِنسـنُ ألَّن نَّجمَعَ عِظَامَهُ *
بَلَى
قـدِرينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ
بَنَانُه)(1).
(وَإن تَعجَبْ فَعَجَبٌ قَولُهُم أَإذا
كُنّا تُراباً أَءِنّا لَفي خَلْقٍ
جَدِيدٍ)(2).
(أَفَعَيِينَا بِالخَلقِ الاَوَّلِ بَلْ
هُمْ في لَبسٍ من خَلقٍ جَدِيدٍ)(3).
وما المعاد الجسماني ـ على إجماله ـ إلاّ
اعادة الانسان في يوم البعث والنشور
ببدنه بعد الخراب، وإرجاعه إلى هيئته
الاولى بعد أن يصبح رميماً.
ولا يجب الاعتقاد في تفصيلات المعاد
الجسماني أكثر من هذه العقيدة على بساطتها
التي نادى بها القرآن، وأكثر ممّا يتبعها
من الحساب والصراط، والميزان والجنة
النار، والثواب والعقاب بمقدار ما جاءت
به التفصيلات القرآنية.
(ولا تجب المعرفة على التحقيق التي لا
يصلها إلاّ صاحب النظر الدقيق، كالعلم
بأنّ
الاَبدان هل تعود بذواتها أو إنّما يعود
ما يماثلها بهيئات؟ وأنّ الاَرواح هل تعدم
كالاَجساد أو تبقى مستمرّة حتى تتّصل
بالاَبدان عند المعاد؟ وأنّ المعاد هل
يختص
بالانسان أو يجري على كافّة ضروب
الحيوان؟ وأنّ عودها بحكم الله دفعي أو
تدريجي؟
(1) القيامة 75: 3 ـ 4.
(2) الرعد 13: 5.
(3) ق 50: 15.