مخارج الحروف عند الخليل سبعة عشر مخرجاً. وعند سيبويه وأصحابه ستة عشر، لإسقاطهم الجوفية. وعند الفراء وتابعيه أربعة عشر، لجعلهم مخرج الذلقية واحداً. ويحصر المخارج الحلق واللسان والشفتان، ويعمها الفم.فللحلق ثلاثة مخارج، لسبعة أحرف:فمن أقصاه الهمزة، والألف، لأن مبدأه من الحلق، ولم يذكر الخليل هذا الحرف هنا، والهاء.ومن وسطه العين والحاء المهملتان.ومن أدناه الغين والخاء.وللسان عشرة مخارج لثمانية عشر حرفاً:فمن أقصاه مما يلي الحلق وما يحاذيه من الحنك الأعلى القاف. دونه قليلاً مثله الكاف.ومن وسطه الحنك الأعلى الجيم والشين والياء.ومن وسطه ووسط الحنك الأعلى الجيم والشين والياء.ومن إحدى حافتيه وما يحاذيها من الاضراس، من اليسرى.صعب ومن اليمنى أصعب، الضاد.ومن رأس حافته وطرفه ومحاذيها من الحنك الأعلى من اللثة اللام.ومن رأسه أيضاً ومحاذيه من اللثة النون.ومن ظهره ومحاذيه من اللثة الراء.هذا على مذهب سيبويه وعند الفراء وتابعيه مخرج اللثة واحد.ومن رأسه أيضاً وأصول الثنيتين العليين الطاء والتاء والدال.ومن رأسه أيضاً وبين أصول الثنيتين الظاء والذال والثاء.ومن طرفي الثنيتين وباطن الشفة السفلي الفاء.وللشفتين الباء والميم والواو.والغنة من الخيشوم من داخل الأنف، هذا السادس عشر.وأحرف المد من جو الفم وهو السابع عشر.
فصل فيما يتعلق بكل حرف من التجويد
أما الهمزة:
فتقدم الكلام على مخرجها ونسبتها وصفتها، وهي حرف مجهور، شديد، منفتح، مستفل لا يخالطها نفس. وهي من حروف الإبدال وحروف الزوائد. وهي لا صورة لها في الحظ، وإنما تعلم بالشكل والمشافهة. والناس يتفاضلون في النطق بها على مقدار غلظ طباعهم ورقتها، فمنهم من يلفظ بها لفظاً تستبشعه الأسماع، وتنبو عنه القلوب، ويثقل على العلماء بالقراءة، وذلك مكروه، معيب من اخذ به. وروي عن الأعمش أنه كان يكره شدة النبرة، يعني الهمز في القراءة. وقال أبو بكر بن عياش: إمامنا يهمز (مؤصدة) فأشتهي أن أسد أذني إذا سمعته يهمزها. ومنهم من يغلظ اللفظ بها، وهو خطأ. ومنهم من يشددها في تلاوته، يقصد بذلك تحقيقها، وأكثر ما يستعملون ذلك بعد المد، فيقول: (يا أيها).