الباب الثاني في معني التجويد - تمهید فی علم التجوید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تمهید فی علم التجوید - نسخه متنی

ابن الجزری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وآخر سموه الترعيد وهو أن يرعد صوته كالذي يرعد من برد وألم ، وقد يخلط بشيء من ألحان الغناء .

وآخر يسمى التطريب ، وهو أن يترنم بالقرآن و يتنغم به ، فيمد في غير مواضع المد، ويزيد في المد على ما ينبغي لأجل التطريب ، فيأتي بما لا تجيزه العربية . كثر هذا الضرب في قراء القرآن .

وآخر يسمى التحزين وهو أن يترك طباعه وعادته في التلاوة ، ويأتي بالتلاوة على وجه آخر ، كأنه حزين يكاد يبكي مع خشوع وخضوع ، ولا يأخذ الشيوخ بذلك ، لما فيه من الرياء .

وآخر أحدثه هؤلاء الذين يجتمعون فيقرءون كلهم بصوت واحد ، فيقولون في نحو قوله : أفلا يعقلون ، أو لا يعلمون : أفل يعقلون ، أول يعلمون ، فيحذفون الألف ، وكذلك يحذفون الواو فيقولون : قال' آمنا ، والياء فيقولون : يوم الدن في يوم الدين . ويمدون ما لا يمد ، ويحركون السواكن التي لم يجز تحريكها ، ليستقيم لهم الطريق التي سلكوها ، وينبغي أن يسمى هذا التحريف .

وأما قراءتنا التي نقرأ ونأخذ بها ، فهي القراءة السهلة المرتلة العذبة الألفاظ ، التي لا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء ، على وجه من وجوه القراءات ، فنقرأ لكل إمام بما نقل عنه ، من مد أو قصر أو همز أو تخفيف همز أو تشديد أو تخفيف أو إمالة أو فتح أو إشباع أو نحو ذلك .

فصل فيما يستفاد من تهذيب الألفاظ و الثمرة الحاصلة من تقويم اللسان

اعلم أن المستفاد بذلك حصول التدبر لمعاني كتاب الله تعالى ، و التفكر في غوامضه ، و التبحر في مقاصده ، و تحقيق مراده - جل اسمه - من ذلك .فانه تعالى قال : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ، وذلك أن الألفاظ إذا أجليت على الأسماع في أحسن معارضها ، وأحلى جهات النطق بها ، حسب ما حث عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : زينوا القرآن بأصواتكم - كان تلقي القلوب وإقبال النفوس عليها بمقتضى زيادتها في الحلاوة و الحسن ، على ما لم يبلغ ذلك المبلغ منها ، فيحصل حينئذ الامتثال لأوامره ، والانتهاء عن مناهيه ، و الرغبة في وعده ، و الرهبة من وعيده ، و الطمع في ترغيبه ، والارتجاء بتخويفه ، و التصديق بخبره ، و الحذر من إهماله ، ومعرفة الحلال و الحرام . وتلك فائدة جسيمة ، ونعمه لايهمل ارتباطها إلا محروم ، ولهذا المعنى شرع الإنصات إلى قراءة القرآن في الصلاة وغيرها ، وندب الإصغاء إلى الخطبة في يوم الجمعة ، وسقطت القراءة عن المأموم ما عدا الفاتحة ، ومن أجل ذلك دأب الأئمة في السكوت على التام من الكلام ، أو ما يستحسن الوقف عليه ، لما في ذلك من سرعة وصول المعاني إلى الأفهام ، واشتمالها عليها ،بغير مقارعة للفكر ، ولا احتمال مشقة لا فائدة فيها غير ما ذكرناه . وبالله التوفيق .

الباب الثاني في معني التجويد

فصل في معني التجويد و التحقيق و الترتيل

أما التجويد فهو مصدر من جود تجويدا إذا أتى بالقراءة مجودة الألفاظ ، بريئة من الجور في النطق بها . ومعناه انتهاء الغاية في إتقانه ، وبلوغ النهاية في تحسينه ، ولهذا يقال جود فلان في كذا إذا فعل ذلك جيداً ، والاسم منه الجودة .

فالتجويد هو حلية التلاوة ، وزينة القراءة ، و هو إعطاء الحروف حقوقها ، وترتيبها مراتبها ، ورد الحرف إلى مخرجه و أصله ، وإلحاقه بنظيره وشكله ، وإشباع لفظه ، وتلطيف النطق به ، على حال صيغته وهيئته ، من غير إسراف ولا تعسف ، ولا إفراط ولا تكلف ، قال الداني : ليس بين التجويد وتركه إلا رياضة لمن تدبره بفكه .

وأما التحقيق فهو مصدر من حقق تحقيقاً ، إذا أتى بالشيء على حقه ،وجانب الباطل فيه ، والعرب تقول : بلغت حقيقة هذا الأمر ، أي بلغت يقين شأنه ، والاسم منه الحق . ومعناه أن يؤتى بالشيء على حقه ، من غير زيادة فيه ولا نقصان منه .

وأما الترتيل فهو مصدر من رتل فلان كلامه ، إذا أتبع بعضه بعضاً على مكث ، والاسم منه الرتل ، والعرب تقول : ثغر رتل ، إذا كان مفرقاً لم يركب بعضه بعضاً ، قال صاحب العين : رتلت الكلام تمهلت فيه . وقال

/ 41