شاعر رومانسي وكاتب مسرحيّ من الطبقة النبيلة الإنجليزية، وعلى الرغم من أنه كان يحمل لقب لورد فقد تمرّد على طبقته المحافظة وانساق مع روحه الثائرة المغامرة وشاعريته الجامحة وُمثُله الاجتماعية غير عابئٍ بالسخط والنقد فكان قوةً من قوى التحرّر السياسي والفكري في أوربا في القرن التاسع عشر.سخر من التقاليد الجامدة وكتب للعمال ودافع عن النساء وعن الشعوب المقهورة، وأحب الناس وكره الظلم، وصدّق بسلوكه مبادئه التي يؤمن بها، فهبّ ليشارك اليونانيين حروبهم ضد الأتراك لأجل أن ينالوا حريتهم.مزج في أدبه الإنسانَ والأسطورة والبطل والشاعر، وسعى إلى خير الناس، ولكنه كان كثير الصلف والكبرياء، ينظر إلى الناس من علٍ وكأنما يرى لنفسه موضعاً مترفعاً فوق مستواهم، تأثر برحلاته وكتب فيها قصائد عديدة يبدو فيها التأثر بالشرق.من أبرز مؤلفاته: حجّ الطفل هارولد 1811 وما نفرد 1817 وكايين 1824 وأغنيات عبريّة 1815 ودون جوان وهي رواية شعرية.
النزعة الفرديّة
(من الفصل الثاني من مانفردِ)".. كانت نفسي منذ الطفولة لا تأتلف ونفوسَ الآخرين. لم أكن أستطيع أن أرى الدنيا بعيونهم، لم أكن أعرف الطموحات التي تفترس ضمائرهم، ولم يكن هدفهم هدفي، لقد جعلتني مسرّاتي وأحزاني وعواطفي وأفكاري غريباً في وسط هذا العالم، وعلى الرغم من أنّ جسدي يشاكل أجساد تلك المخلوقات التي تحيط بي، فلم أكن أشعر نحوهم بأيّ تعاطف، أمرٌ واحدٌ كان يستهويني: أَنْ أهيم في وحدتي، واستنشق هواء الجبال المكلّلة بالجليد، على قمة لم تجرؤ الطيور أن تبني فيها أعشاشاً، حيث الصخور الصّماء العارية من الأعشاب تتحاشاها الحشرات الخفيفة الأجنحة.