ملامح الآداب الغربية في النصف الثاني من القرن العشرين
لمّا كان الأدب وليد الواقع ومُرْتَسم التطوّرات الإنسانيّة، وكانت فترة مابعد الحرب حتى أواخر القرن تحمل مياسم تلك الحرب الهائلة ونتائجها المشؤومة وتستدعي تغيراتٍ جذريةً في حياة الغرب الأوربيّ بخاصةٍ والعالم بعامّة، تعاقبت حتى نهاية القرن؛ فمما لاشك فيه أنّ أي حديث في سمات آداب تلك المرحلة وتياراتها ومنطلقاتها ودوافعها وطوابعها يستلزم بالضرورة تصوراً عاماً لتلك المرحلة التي استمد منها الأدب نسْغَه وحياته:أسْدَل انتهاء الحرب العالمية الثانية الستار على فترةٍ عصيبةٍ هزّت العالم هزّاً عنيفاً؛ وخلفت الدمار والموت والفوضى والقلق والاضطراب والتمزّق لتعِلن بزوغ عصرٍ جديد التفت فيه العالم لمداواة جراحه النازفة والشروع في بناء مستقبلٍ يغيب منه شبح الحرب إلى الأبد...فهذي جيوش الحلفاء المنتصرة تغطّي الساحة الأوروبية والآسيوية وتفرض سلاماً تحرسُه