اصول الستة عشر من الاصول الاولیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
«إنّه ليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن
الأئمّةعليهم السلام خلاف في أنّ كتاب
سليمبن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الاُصول التي رواها أهل العلم من حملة حديث أهل البيت
وأقدمها؛ لأنّ جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنّما هو عن رسولاللَّهصلى الله عليه وآله وأمير
المؤمنينعليه السلام والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذرّ، ومن جرى مجراهم ممّن شهد رسول
اللَّهصلى الله عليه وآله وأمير المؤمنينعليه السلام وسمع منهما. وهو من الاُصول التي ترجع
الشيعة إليها ويعوّل عليها» (8) .وفي فهرست ابن النديم - عند ذكر أسماء كتب أبانبن تغلب - قال:
«كتاب من الاُصول في الرواية على مذاهب
الشيعة» (9) .فظهر من هذه الكلمات: أنّ الأصل كان يطلق على كلّ كتاب للرواية، وفي الغالب كان ينسب إلى جامعه
بالهيئة الخاصّة، وأحياناً -وبضرب من التأويل كان ينسب للرواة له، وكان له صورة خاصة متعارفة في ذلك
العصر. (10)
ويظهر من بعض القرائن أنّ بعض كتب الرواية والاُصول -التي كانت تنسب إلى الأشخاص كان حصيلة جلسات
إملاء الحديث وقراءته، وبعد انتهاء الجلسة كانوا يجيزون لتلامذتهم كتابتها وروايتها عنهم. ولكن
ليس معنى هذا القول أنّ جميع الاُصول التي رويت كانت بهذه الصورة وأنّ لأصحابها جلسات منظّمة، بل
إنّ بعض الاُصول لم يروِها إلّا شخص واحد، كما يظهر من بعض كتب الأخبار؛ فمثلاً:
كتاب خلاد في
مجموعتنا هذه لم يرد إلّا من طريق ابن أبي عمير، ولم نعثر له في كتب أصحابنا إلّا على رواية واحدة،
فكلّ ما نقلوه عنه كان من ضمن كتابنا هذا لا غير. ولايعقل أن يكون رجل متّصفاً برواية الحديث وروايته
بهذه القلّة التي لا تتجاوز مجلساً واحداً من مجالس الحديث! وإن كان لا يستبعد وجود روايات اُخرى
ورواةٍ آخرين له ولأمثاله لم تصل أخبارهم إلينا. واندرست آثارهم، ولم تكن لرواتها القدرة
العلميّة لاستخراج لآلئها وإحيائها كما فعل ابن أبي عمير.